تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد أكثر العلماء من الأشعار الحكيمة في ذلك منها ما في المدخل لابن الحاج:2

12

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم والمنكرون لكل أمر منكر

وبقيت في خلف يزكي بعضهم بعضا ليدفع معور عن معور

أبني إن من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله فإذاأصيب بدينه لم يشعر

فسل الفقيه تكن فقيها مثله من يسع في علم بلب يظفر

الشرط الثاني:البلوغ0 وبه يستدل على تمام العقل عند الانسان، واكتمال قواه التفكيريه، ومعرفته القضايا المصيريه والصغير بمعزل عن جميع ذلك، فلا تكليف عليه

وهذان الشرطان- أعني العقل والبلوغ- دل عليهما كلام خير الأنام- عليه الصلاة والسلام- ثبت عند الحاكم وأبي داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وابن حبان- عن عدة من الصحابة الكرام-رضوان الله عليهم-أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" رفع القلم عن ثلاثة0 عن الصبي حتى يحتلم0 وعن الالمعتوه حتى يفيق0 وعن النائم حتى يستيقظ" وفي رواية رفع القلم عن ثلاثة0عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستقيظ، وعن الصبي حتى يحتلم

وحد البلوغ الذي يحصل به، ويتحقق بوجوده، واحد من خمسة أشياء0اثنان منها خاصان بالنساء وهما الحيض والحمل

وأما الثلاثة المشتركة بين الذكور والإناث، فهي:

خروج المني من القبل0 ونبات شعر العانه0اكتمال السن خمس عشرة سنة، على خلاف ليس مجال تحقيقه

الشرط الثالث: بلوغ الدعوة:- وهو من أهم الشروط على الإطلاق يجب منك أخي فهمه

وقد دل على اشتراط هذا الأمر لتكليف العباد بالتوحيد آيات كثيرة وأحاديث وفيرة0سنقتصر على عشر آيات، وعلى حديث واحد من أحاديث خير البريات-عليه الصلاة والسلام-

أما الآيات ففي بعضها يخبر-جل وعلا- أنه لن يعذب المكلفين حتى يرسل اليه رسولا0 قال تعالى:"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا: الإسراء

15

وفي بعضها يخبر أنه ما عاقب أمة إلا بعد ارسال الرسل الكرام إلى المكلفين، قال تعالى:"وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون0ذكرى وما كنا ظالمين"الشعراء

208 - 209 - وقال -جل وعلا:"وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولايتلوعليهم آياتنا وما كنا مهلكي إلا وأهلها ظالمون"القصص

59

وفي بعضها يخبر -جل وعلا-أنه لو عذب المكلفين قبل ارسال الرسل إليهم لاحتجوا على ربهم بأنه لم يرسل إليهم ما يهديهم به0 قال الله-جل جلاله-:"ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى"طه

134 - وقال تعالى:"ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين"القصص

47

وقد أخبر ربنا-جل وعلا- انه أرسله الكرام-عليهم الصلاة والسلام- لقطع ذلك الكلام فقال سبحانه:"إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا0ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما0 رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما"النساء

163 - 164

وقال تعالى:"وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون0 أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين0 أوتقولوا لوأنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون"الأنعام

وفي بعض الآيات يخبر- جل وعلا-أن ارسال الرسل-عليهم السلام- قد وقع على أحسن ما يرام وبلغوا دعوة الله وبينوهاأحسن بيان،

لذلك لن ينفع الكفار أمنياتهم ولن يتقبل من اعتذاراتهم وتعللاتهم قال -جل جلاله-:"وأنيبواإلى ربكم أسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لاتنصرون0أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين0أوتقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين0أوتقول حين ترى العذاب لوأن لي كرة فأكون من المحسنين0بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين "الزمر:54 - 55

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير