تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجد ويغلب صاحبه الصوفي ولا يكون مميزا لما يستقبله، ثم مرحلة السكر وهي المرحلة التي يغيب فيها الصوفي عن تمييز الأشياء ويغيب عن نفسه ليدخل في المرحلة الرابعة الشطح وهي من زلات المحققين ومحاولة لوصف ما لا يوصف ولا يؤاخذ صاحبه عليه حتى لو تكلم في ذات الله!!

ولعل أبا اليزيد طيفور بن عيسى الملقب ب "البسطامي" يعد من أشهر الذين شطحوا إذ يقول: غبت عن الله ثلاثين سنة فكانت غيبتي عنه ذكري إياه فلما خنست عنه وجدته في كل حال حتى كأنه أنا .. ألهذه الدرجة يكون الشطح؟ .. نعم هكذا هو الحال عند الصوفية.

اقتبسوها من أحبار اليهود وعلم الجفر

يعد الذكر من أركان التصوف، غير أن هناك خلافا واضحا بين أهل السنة والجماعة وبين الصوفية حول مفهوم الذكر، فهو عند أهل السنة والجماعة قراءة القرآن أثناء الليل وأطراف النهار ومجالس العلم لدراسة القرآن وتفاسيره وعلوم الحديث .. وكذا من صلوات النوافل والأذكار الواردة عن رسول الله في الكتب الصحاح والاستغفار من الذنوب والمعاصي وغير ذلك مما هو معروف من الذكر الصحيح وفق هدي رسول الله.

والصوفية يوافقون على ما سبق ويزيدون عليه ما يعرف باسم الذكر المجرد أو الذكر المفرد وهو الذكر الذي تقوم عليه الحضرات حيث يذكرون الله قياما أو قعودا مع التمايل بحركات تناسب كل اسم من الأسماء التي يذكر بها الشيخ ربه.

والغريب أن كل طريقة اختار شيخها مجموعة من أسماء الله الحسنى ليتميز بها عن بقية الطرق. فالطريقة الخلوتية مثلا لهم سبعة أسماء وهي:

1 لا إله إلا الله. 2 الله. 3 هو. 4 حق. 5 حي. 6 قيوم. 7 قهار.

ولقد بحث المتخصصون من علماء الفقه الإسلامي وآداب الدعاء والذكر عن أدلة وجود مثل هذا النوع من الحضرات منسوبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجدوا غير حديث واحد منسوب للنبي ذكره الإمام أحمد في مسنده وثبت ضعفه بشدة وأنكره أهل علم الحديث. وأخطر ما في الذكر عند الصوفية هو اعتماده على علم الجفر وهو علم يرجع في أصله إلى سحرة بني إسرائيل وكهنتهم وقد استخدمه اليهود المعاصرون لظهور الإسلام ليحسبوا مدة مُلك الإسلام ومتى سيزول وهو علم يقوم على أن كل حرف عربي يقابله رقم حسابي بطريقة "أبجد هوز حطي كلمن" فالألف يعادلها رقم 1 والباء رقم وهكذا .. وعن طريق هذا العلم وهو من أشهر علوم الباطنية عند الشيعة وانتقل للصوفية.

انخرط أهل التصوف في الذكر بالعدد والحساب ليخرج الذكر عن معناه إلى عملية حسابية وضع أساسها اليهود واتبعتها الشيعة وروج لها الصوفية ومشايخهم. وأخطر ما في هذه الطريقة أنها أدخلت بعض الأسماء الغريبة واعتبرتها من أسماء الله الحسنى مثل: ثابت أو ظهير، وزكى .. وهي أسماء يرددها الصوفيون بتكرار يتراوح ما بين 37 - 903 مرة عند الذكر ليتحصل على مراتب الزهد والتصوف .. وهذا ما لم يرد عن رسول الله ولا حتى صحابته الكرام. ولقد اقتبس الصوفية علوم الحرف التي أحدثها اليهود وكانوا يستخدمونها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذه العلوم علم الجفر وحساب الجمل والسحر والتنجيم وغيرها من العلوم التي استعان بها أحبار اليهود وهي لا تخرج عن كونها استغاثة بالجن ونوع من الحيل ومهارة السحر ويستعمل الصوفيون هذه العلوم في فك المربوط ومعالجة السحر وهو ما يؤكد علاقتهم بعالم الجن والسحرة.

ولذلك لا تتعجب أن تجد أحد مشايخهم يكتب بعض الحروف والأرقام على طبق ثم يغسله بالماء ويسقي المريض أو المسحور هذا الماء ويوهمون الناس ببركته وقدرته على الشفاء!!

ولا يخفى على أحد كيف أن الطرق الصوفية ابتدعت أذكارا بذاتها وأورادا خاصة تخالف ما كان يذكر به رسول الله ربه عز وجل.

بل ويخالفه مخالفة صريحة بزعم أنها أقرب السبل للترقي نحو الوصول إلى السر الأعظم!!

من الأضرحة والقبور إلى مذابح عاشوراء

هل هناك علاقة بين الصوفية والشيعة؟! سؤال قد يبدو للوهلة الأولى في غير محله .. لكن المتتبع للفكر الصوفي سيرى بوضوح كيف تأثرت الصوفية بالشيعة.

فالعلاقة بين أقطاب الصوفية وأئمة الشيعة والباطنية تظهر جليا في أول شروط الإمام عندهم وهو أن يكون من آل البيت، وأغلب الطرق الصوفية ينتهي نسب مشايخها كما يزعمون لعلي بن أبي طالب وكذلك الأمر عند الشيعة والباطنية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير