فمثلا .. الشاذلي والرفاعي والبدوي والدسوقي والجيلاني وغيرهم يزعمون انتهاء نسبهم لآل البيت حتى يتحصلوا على القدسية والهالة التي يحِيطون أنفسهم بها.
والدكتور عبد الفتاح بركة أحد أهم العلماء البارزين في دراسة الصوفية والشيعة يؤكد العلاقة الوثيقة بين التصوف والتشيع ويقول: يغلب على الظن أن هناك تأثرًا في الطرق الصوفية ببعض أفكار الشيعة التي تجعل من الأئمة مركز الدنيا والدين وأمان أهل الأرض وهذا ما روج له أئمة الصوفية باعتبارهم هؤلاء الذين اختصهم الله بتلك المكانة.
الأضرحة .. والقبور
كما أطلقت الشيعة اسم "الأعتاب" على المقابر، أطلقت الصوفية اسم "الأضرحة" عليها أو "المقام" والزائر لهذه الأضرحة عند الصوفية سيجد صورة مصغرة لما يحدث عند مقامات الأئمة في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية في العراق .. فالشيعي إذا دخل إلى أعتاب أي إمام يبادر بالسجود على الأعتاب وإذا سألته عن سر سجوده يقول لك:
نحن أولى بالسجود من بني إسرائيل حيث أمرهم الله تعالى قائلا:
وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم .. {البقرة:58} ثم يقول لك: هل القرية أشرف من مقام الأئمة؟!
وكذلك الأمر عند الصوفي عندما يقبل ويتبرك بالضريح يقول لك: نحن أحق من مجنون ليلى الذي قبل الجدار.
وهناك تشابه واضح أيضا بين الشيعة والصوفية في الاحتفال بيوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم الذي صامه الرسول عندما قدم إلى المدينة وعلم أن اليهود يصومونه لنجاة موسى من فرعون فقال النبي:
نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه وقال أنه سيصوم في العام التالي التاسع والعاشر مخالفا لليهود ولكنه قبض صلى الله عليه وسلم في العام التالي ..
وقد زاد من اهتمام ذلك اليوم عند الشيعة قتل الإمام الحسين فيه ولا يخفى على أحد ما يقوم به الشيعة في ذلك اليوم من كل عام من مسيرات دموية يعاقبون أنفسهم ويضربون أجسادهم بالجنازير حتى تسيل دماؤهم.
وفي الطريقة الرفاعية نجد أن شيخهم يأمر أتباعه بالخلوة سبعة أيام حزنا على الحسين يصومون فيها ولا ينامون ولا يعاشرون النساء ولا يأكلون من كل ذي روح وألا يتكلم طوال هذه السبع.
وللأضرحة عند الصوفية مكانة لا تضاهيها مكانة أخرى ولم لا وهي تمثل بمن دُفن فيها مركزا لإدارة الكون كما سيوضح في موضوع آخر من هذا الملف.
لقد قلب الصوفية الهدف من زيارة القبور رأسا على عقب فبدلا من الزيارة للاعتبار وتذكر الموت تجد الضريح وقد أحيط بسياج من ذهب وفضة وأضيئ بألوان من السراج الحديثة ومرتفعا عن الأرض تعمدا لمخالفة أمر النبي ويطوف الناس حوله ويقبلونه وبدلا من الدعاء للميت يطلبون الدعاء منه.
ولذلك فلا عجب أن يهتم مشايخ الصوفية وهم أحياء ببناء أضرحتهم والإشراف عليها بأنفسهم حتى يضمنوا تحولهم إلى مناسك للعبادة بعد الموت!!
وياليت الأمر وقف عند هذا الحد في القبور والأضرحة .. بل إن هنالك تخصصا لكل صاحب ضريح فهناك ضريح الشيخ عز الرجال بطنطا .. ومشهور عنه شفاء الأمراض وخاصة أمراض الأطفال وهو بالمناسبة رجل مغربي يقام له مولد كل عام على غرار مولد السيد البدوي.
وهناك ضريح على الحامولي ومشهور عنه زواج العانس ولذلك تردد النساء الزائرات قولهن: "سيدي يا حامولي جوزني وأنا أجيب لك شمعة طولي". هل نعلق على هذه التخاريف والتي تناقض أصل الإسلام؟!
اعترف بأن إبليس شيخه وأستاذه
نكمل في العدد القادم إن شاء الله.
نقلا عن مجلة التوحيد
http://www.altawhed.com/Images/AL_Tawheed/39/p00_00_00.jpg
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 08 - 05, 02:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، وهذا غير مستغرب من المستعمر الأمريكي أن يتابع الخطة التي استولى بها المستعمر الجزائري على الجزائر، بمباركة الطريقة التيجانية، وتحت حمايتها!!