تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سيف 1]ــــــــ[21 - 06 - 05, 07:26 م]ـ

الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي وهو أخو عثمان لأمه. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنه أبو موسى عبد الله الهمداني وعامر الشعبي وحارثة بن مضرب. قال بن سعد يكنى أبا وهب أسلم يوم الفتح بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على صدقات بني المصطلق وولاه عمر صدقات بني تغلب وولاه عثمان الكوفة ثم عزله فلما قتل عثمان تحول إلى الرقة فنزلها واعتزل علياً ومعاوية حتى مات بها وقال مصعب الزبيري كان من رجال قريش وشعرائهم وأبوه عقبة قتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببدر صبراً وقال بن عبد البر ذكر الزبير وغيره من أهل العلم بالسير أن الوليد وعمارة بني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة وكان ذلك في الهدنة ومن كان غلاماً مخلقاً يوم الفتح لا يجيء منه مثل هذا قال ولا خلاف بين أهل العلم بالتأويل أن قوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ" نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه مصدقاً إلى بني المصطلق فلما وصل إليهم هابهم فانصرف عنهم وأخبر إنهم ارتدوا فبعث إليهم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم فأخبروا إنهم متمسكون بالإسلام قال وله أخبار فيها نكارة وشناعة وكان من رجال قريش ظرفاً وحلماً وشجاعة وأدباً وكان شاعراً شريفاً قال وخبر صلاته بهم وهو سكران وقوله أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعاً مشهور من حديث الثقات وقال أبو جعفر الطبري روى أنه تعصب عليه قوم من أهل الكوفة وشهدوا عليه أنه تقيأ الخمر وأن عثمان قال يا أخي أصبر فإن الله تعالى يأجرك قال وهذا لا أصل له عند أهل العلم والصحيح ما رواه عبد الله الدناج عن حصين بن المنذر أنه ركب إلى عثمان وأخبره قصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر فقال لعلي أقم عليه الحد فذكر الحديث وهو في صحيح مسلم وقال خليفة بن خياط ولاه عثمان الكوفة سنة خمس وعشرين قال وفي سنة ثمان وعشرين غزيت أذربيجان والأمير الوليد بن عقبة قال وفي تسع عزل عثمان عن الكوفة الوليد بن عقبة وولاها سعيد بن العاص وقال أبو عروبة الحراني مات في أيام معاوية.

قلت: وأرخه بن الجوزي سنة إحدى وستين وهو غلط منه ويدل على أنه كان من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً ما ذكره أصحاب المغازي أنه قدم في مدة الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أبي أمية وهو بن عم أبيه أسر يوم بدر فافتداه بأربعة آلاف وقد طول الشيخ ترجمته ولا طائل فيها من كتاب بن عبد البر وفيها خطأ وشناعة والرجل فقد ثبتت صحبته وله ذنوب أمرها إلى الله تعالى والصواب السكوت والله تعالى أعلم.

الوليد بن عقبة: بن أبي معيط أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي أخو عثمان بن عفان لأمه أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها البيضاء بنت عبد المطلب. يكنى أبا وهب.

قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبراً وكان شديداً على المسلمين كثير الأذى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان ممن أسر ببدر فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتله فقال: يا محمد من للصبية قال: "النار". وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح ويقال: إنه نزل فيه: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ... " الحجرات 6 الآية. قال بن عبد البر: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقاً إلى بني المصطلق فعاد فأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة وكانوا خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح فظن أنهم خرجوا يقاتلونه فرجع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام فنزلت هذه الآية.

قلت: هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة قال: وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق فتلقوه فعرفهم فرجع فقال: ارتدوا فبعث رسول الله إليهم خالد بن الوليد فلما دنا منهم بعث عيوناً ليلاً فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون فأتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة وخيراً فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت هذه الآية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير