تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المشرق والمغرب وتجري الشمس والقمر والخنس في سرعة دوران الرحى من أهوال يوم القامة وزلازلها في ذلك البحر فذلك قوله تعالى –كل في فلك يسبحون- والفلك في دوران العجلة في لجة غمرة ماء ذلك البحر والذي نفس محمد بيده لو بدت الشمس من دون ذلك البحر لأحرقت كل شيء على وجه الارض حتى الصخور والحجارة ولو بدا القمر من دون ذلك لافتتن به اهل الارض حتى يعبدونه من دون الله تعالى إلا ما شاء الله ان يعصمه من اوليائه وأهل طاعته.

قال ابن عباس رضي الله عنه قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول الله ذكرت مجرى الخنس مع الشمس والقمر وقد أقسم الله تعالى بالخنس في القرآن مثل ما كان ذكرك اليوم فما الخنس فقال عليه السلام: يا علي هن الكواكب الخمسة البرجيس وهو المشتري وزحل وعطارد وبهرام والزهرة فهذه الكواكب الخمسة الطالعات الجاريات مع الشمس و القمر في الفلك. وأما ساءر الكواكب فكلها معلقات في السماء كتعليق القناديل في المساجد وهي تدور مع السماء دورانا بالتسبيح والتقديس والصلاة لله تعالى ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:

وإن أحببتم أن تستبينوا ذلك فانظروا دوران الفلك مرة من ههنا ومرة من ههنا وإن لم تستبينوا الفلك فالمجرة وبياضها مرة من ههنا ومرة من ههنا فذلك دوران الشمس والقمر ودوران الكواكب معا كلها سوى هذه الخمسة ودورانها اليوم كما ترون فذلك صلاتها ودورانها يوم القيامة في سرعة دوران الرحا من أهوال يوم القيامة فذلك قوله تعالى –يوم تمور السماء مورا – يعني تدور دورانا وتسير الجبال سيرا- فإذا اطلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلثمائة وستون ملكا ناشري أجنحتهم يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس لله تعالى على قدر ساعات النهار والقمر كذلك على قدر ساعات الليل ما بين الطول والقصر في الشتاء كان ذلك أو في الصيف أو ما بينهما من الخريف والربيع فإذا أحب الله أن يبتلي القمر والشمسو يرى العباد آية من الآيات يستعتبهم رجوعا عن معاصيه وإقبالا على طاعته تحركت الشمس عن العجلة وقال مرة خرت الشمس عن العجلة فتقع في غمر ماء ذلك البحر وهو الفلك فإذا أراد الله تعالى أن يعظم تلك الآية ليشتد خوف العباد وقعت الشمس كلها فلا يبقى على العجلة شيء منها فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم وذلك هو المنتهي عند كسوفها فإذا أراد الله أن يجعل آية دون آية وقع النصف منها أو الثلث أو الثلثان في الماء ويبقى سائر ذلك على العجلة وهو كسوف دون كسوف ابتلاء الشمس والقمر وذلك تخويف للعباد واستعتاب من الله تعالى فأي ذلك كان صارت الملائكة الموكلة بعجلتها فرقتين: فرقة منهم يقبلون على الشمس فيجرونها نحو العجلة والفرقة الأخرى تقبل على العجلة فتجرها إلى الشمس وهم في ذلك يقودونها في الفلك على مقادير ساعات النهار أو ساعات الليل ليلا كان أو نهارا لكيلا يزيد في طولها شيء وقد ألهمهم الله تعالى علم ذلك وجعل لهم تلك القوة فالذي ترون من خروج الشمس و القمر بعد الكسوف قليلا قليلا من ذلك السواد الذي يعلوه فهو من غمر ماء ذلك البحر وهو خروجها من ذلك الماء فإذا أخرجوها كلها اجتمعت الملائكة كلها فاحتملوها حتى يضعوها على العجلة وذلك حين تنجلي للعالم حتى يحمدوا الله تعالى على ما قواهم لذلك ويتعلقون بعرى العجلة حتى يجروها بإذن الله تعالى في لجة ذلك البحر حتى إذا بلغوا بها المغرب أدخلوها من بعض تلك العيون فتسقط من أفق السماء في العين ثم قال صلى الله عليه وسلم:

عجبت من خلق الله وما بين من القدرة فما لم يخلق أعجب منه

ومن ذلك قول جبريل عليه السلام لسارة أتعجبين من أمر الله- وذلك أن الله تعالى خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب على مدينة منها عشرة آلاف باب كل باب إلى الآخر مسيرة فرسخ فأهل المدينة التي بالمشرق من بقايا عاد من نسل مؤمنهم الذين كانوا آمنوا بهود عليه السلام واسمها بالسريانية برقيشا وبالعبرانية جابلق واسم الدينة التي بالمغرب بالسريانية برجيسا وبالعبرانية جاير سانيوت على كل باب من هاتين المدينتين كل يوم عشرة آلاف رجل في الحراسة عليهم السلاح ومعهم الكراع لا تنوبهم تلك الحراسة بعد ذلك اليوم إلى يوم ينفخ في الصور والذي نفس محمد بيده لولا كثرة هولاء القوم وضجيج أصواتهم لسمع أهل الدنيا وقع هذه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير