[ماصحة هذا القول (الأنسان خليفة عن الله في أرضه)]
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[22 - 06 - 05, 03:40 ص]ـ
أو (الأنسان خليفة الله في الأرض)؟
هل هذه المقولة صحيحة ...
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[22 - 06 - 05, 04:01 ص]ـ
نقل الشيخ محمود المصري -حفظه الله- فى كتابة " قصص الانبياء ":
الآيه: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:-
يخبر تعالى بامتنانه على بني آدم، بتنويهه بذكرهم في الملأ الأعلى قبل إيجادهم، فقال تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة) أي: اقصص يا محمد على قومك ذلك: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) أى قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن و جيلا بعد جيل. كما قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ) .. و هذا هو الصواب فى تفسير (خَلِيفَةً) لا قول من يقول أن آدم خليفة الله فى الأرض مستدلا بقوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً).
و قال الشيخ محمد نسيب الرفاعى من مختصر تفسير ابن كثير:- ....
إن معنى خليفة يستلزم قطعا غياب المخلوف , كليا أو جزئيا , أعنى إما بموت أو ارتحال أو عزل أو اعتزال , أو أى أسباب أخرى تحول دون متابعة المخلوف مزاولة عمله , كقولك مثلا: أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم , أى بعد موته , أو كقولك: استخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا على المدينة , أى حال غيابه صلى الله عليه و سلم عنها فى إحدى غزواته , فإذا اتضح هذا و حصلت به القناعه أدرك المقتنع حالا خطأ قول القائل أن آدم عليه السلام جعله الله خليفة عنه فى الأرض و ذلك للأسباب الآتيه:
1 - يستحيل غياب الله سبحانه و تعالى عن ملكه كليا أو جزئيا , فهو قيوم السموات و الأرض, و لا تعزب عن علمه مثقال ذرة فى الأرض و لا فى السماء فلا يحتاج إذا لخليفة و لا لوكيل و لا لنائب و لا لمن يليه , و هو الغنى عن العالمين.
2 - من أجل أن يكون آدم أو النوع الإنسانى صالحا للخلافة عن الله , يستلزم أن تكون له صفات مماشلة لصفات الله تعالى و تقدس , و لما كان الإنسان - ككل مخلوق- لا يحمل صفات مماثله لصفات الله , بل هو ناقص فى جميع صفاته و الله سبحانه و تعالى كامل فى جميع صفاته صار تباين كلى .. فكيف تجوز خلافة الناقص للكامل .. ؟ تعالى الله عن المثيل و النظير ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)).
3 - ثبت أن الإنسان لا يصلح أن يكون خليفة لله و لا وكيلا عنه. بل العكس هو الصواب فالله سبحانه هو الوكيل و الخليفة , و إليك قوله تعالى: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) , و (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) , و (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) , و (وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا) , و قوله -صلى الله عليه و سلم- فى دعاء السفر: (اللهم أنت الرفيق فى السفر و الخليفة فى الأهل).
4 - ليس فى الكتاب أو السنه أى دليل ظاهر أو خفى أو مستنتج .. بأن الإنسان خليفة الله فى الأرض , لأنه قال: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) و لا يفهم من هذا القول أن آدم عليه السلام خليفة الله فى الأرض لأنه قال: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) نعم. قال هذا .. إنما لم يقل: إنى جاعل لى فى الأرض خليقة , أو: إنى جاعل فى الأرض خليفة لى. أو خليفتى. فمن أين اتنتجنا أن آدم عليه السلام أو النوع الإنسانى خليفة الله فى الأرض .. ؟ ألا إن شأن الله لأجل و أعظم من ذلك , و تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. على أن أكثر المفسيرن قالوا: أى قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن و جيلا بعد جيل.
إنتهى كلام الشيخ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 06 - 05, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وينظر هذا الرابط وفيه كلام للشيخ الفاضل حارث همام حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=107108#post107108
وكتاب معجم المناهي اللفظية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=122789#post122789
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 06 - 05, 05:01 ص]ـ
قوله تعالى (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض) لو كان معناه كما ذكرتم يخلف بعضهم بعضا لكان كل الناس وقت داود وبعده مثله ولكان لغو في الكلام.سبحانه عن هذا
ولو قلتم ان معنى الخليفة كما هو مشتهر يقتضي غياب الله سبحانه لوجب ان تثبتوا ذلك في حق داود عليه السلام
ولكن الحق ان الخليفة لله في ارضه لا يلزم منه غياب الله تعالى حتى يو ضع في المناهي اللفظية
كقول ابن القيم (الموقعين عن رب العالمين) مع ان الله موجود وشاهد وسامع وقوله تعالى (واحكم بينهم بما اراك الله)
وفي صحيح البخاري
باب متى يستوجب الرجل القضاء وقال الحسن أخذ الله على الحكام الا يتبعوا الهوى ولا يخشوا الناس وقرأ (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس)
قلت (سيف) اي لكونه خليفة الله في ارضه وجب عليه الحكم بين الناس
والله أعلم
¥