تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناظرات الإمامين:السهيلي وابن القيم .. فى القرآن]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 07 - 05, 02:28 ص]ـ

تنبيه:

هذا الموضوع سبق أن نشرته فى منتدى أهل التفسير. وأعيد نشره فى صنوه منتدى أهل الحديث. وفق الله القائمين على المنبرين ويسر لهم أبواب كل خير.

مقدمة لا بد منها ..

اعلم ان هذه المناظرات في فهم وتوجيه بعض الآيات .. لم تقع تاريخيا ... كيف والامام السهيلي رحمه الله ... توفي .. فى سنة 581 .. والامام ابن القيم .. توفي سنة 751 .. بيد ان ابن القيم نقل عن السهيلي .. فى كتاب بدائع الفوائد ... مجموعة من تعليلات حول قضية التقديم والتأخير ... وعلق عليها .. على نحو يشعر بجو المناظرة .. فاستهوتني فكرة تخيل مناظرة بين العلمين ... وهما من هما في التمكن من اللغة وتذوق الاساليب البلاغية .. فأعدت ترتيب الموزع ... وتجميع المفرق ... وعنونة الفقرات ... تسهيلا على القريء وتشويقا له .. وإلا فمن اراد الرجوع الى اصل الكلام فليعد الى كتاب بدائع الفوائد .... صفحات 79 .. وما بعدها فى طبعة المكتبة العصرية بمراجعة محمد عبد القادر الفاضلي وصاحبه ... 2003 .. كما يستحسن الرجوع الى كتاب نتائج الفكر للسهيلي .. فمنه اقتبس ابن القيم ..

مقدمة ثانية ... يستحسن ذكرها ..

قال سيبويه الواو لا تدل على الترتيب ولا التعقيب تقول صمت رمضان وشعبان وإن شئت شعبان ورمضان بخلاف الفاء وثم إلا أنهم يقدمون في كلامهم ما هم به أهم وهم ببيانه أعنى وإن كانا جميعا يهمانهم ويعنيانهم ...

قال السهيلي:

وهو كلام مجمل يحتاج إلى بسط وتبيين فيقال متى يكون أحد الشيئين أحق بالتقدم ويكون المتكلم ببيانه أعنى

والجواب أن هذا الأصل يجب الإعتناء به لعظم منفعته في كتاب الله وحديث رسوله إذ لا بد من الوقوف على الحكمة في تقديم ما قدم وتأخير ما أخر

نحو السميع والبصير والظلمات والنور والليل والنهار والجن والإنس في الأكثر وفي بعضها الإنس والجن وتقديم السماء على الأرض في الذكر وتقديم الأرض عليها في بعض الآي ونحو سميع عليم ولم يجيء عليم سميع وكذلك عزيز حكيم وغفور رحيم وفي موضع واحد الرحيم الغفور إلى غير ذلك مما لا يكاد ينحصر وليس شيء من ذلك يخلو عن فائدة وحكمة لأنه كلام الحكيم الخبير

وسنقدم بين يدي الخوض في هذا الغرض أصلا يقف بك على الطريق الأوضح فنقول إن تقديم الألفاظ في اللسان على حسب تقدم المعاني في الجنان تقديم المعاني

تتقدم المعاني بأحد خمسة أشياء:

إما بالزمان

وإما بالطبع

وإما بالرتبة

وإما بالسبب

وإما بالفضل والكمال

فإذا سبق معنى من المعاني إلى الخفة والثقل بأحد هذه الأسباب الخمسة أو بأكثرها سبق اللفظ الدال على ذلك المعنى السابق وكان ترتب الألفاظ بحسب ذلك.

والآن استمع واستمتع ... مع .. الامامين .. بالفهم الدقيق .... والتذوق الرقيق ..

1 - تقديم السماء على الارض

قال السهيلي:

اما تقديم السماء على الأرض فبالرتبة أيضا وبالفضل والشرف

وأما تقديم الأرض في قوله (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء يونس 61) فبالرتبة أيضا لأنها منتظمة بذكر ما هي أقرب إليه وهم المخاطبون بقوله ولا تعملون من عمل

فاقتضى حسن النظم تقديمها مرتبة في الذكر مع المخاطبين الذين هم أهلها .. بخلاف الآية التي في سبأ فإنها منتظمة بقوله (عالم الغيب ... )

قال ابن القيم:

وأما تقديم السماء على الأرض ففيه معنى آخر غير ما ذكرت وهو أن السموات والأرض تذكر غالبا في سياق آيات الرب الدالة على وحدانيته وربوبيته ومعلوم أن الآيات في السموات أعظم منها في الأرض لسعتها وعظمها وما فيها من كواكبها وشمسها وقمرها وبروجها وعلوها واستغنائها عن عمد تقلها أو علاقة ترفعها إلى غير ذلك من عجائبها وما فيها كقطرة في سعتها ولهذا أمر سبحانه بأن يرجع الناظر فيها البصر كرة بعد كرة ويتأمل استواءها واتساقها وبراءتها من الخلل والفطور فالآية فيها أعظم من الأرض وفي كل شيء له آية سبحانه وبحمده

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير