وخرّجه النسائي من حديث ابن عمر.
ومنها: التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد مثله، والتكبير أربعاً وثلاثين، فذلك مائةٌ، ويزيد عليهن التهليل عشراً.
خرّجه النسائي والترمذي من حديث ابن عباسٍ.
ومنها: التسبيح عشرٌ مراتٍ، والتحميد مثله، والتكبير مثله، فذلك ثلاثون.
خرّجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
وخرّجه النسائي في ((اليوم والليلة)) من حديث سعدٍ.
ومنها: التكبير إحدى عشرٌ مرةً، والتحميد مثله، والتهليل مثله والتسبيح مثله، فذلك أربعٌ وأربعون.
خرّجه البزار من حديث ابن عمر.
وإسناده ضعيفٌ، فيه موسى بن عبيدة.
ويجوز الأخذ بجميع ما ورد من أنواع الذكر عقب الصلوات، والأفضل أن لا ينقص عن مائةٍ، لأن أحاديثها أصح أحاديث الباب.
واختلف في تفضيل بعضها على بعض:
فقال أحمد – في رواية الفضل بن زيادٍ -، وسئل عن التسبيح بعد الصلاة ثلاثةً وثلاثين أحب إليك، أم خمسةً وعشرين؟ قال: كيف شئت.
قال القاضي أبو يعلى: وظاهر هذا: التخيير بينهما من غير ترجيح.
وقال – في رواية علي بن سعيدٍ -: أذهب إلى حديث ثلاثٍ وثلاثين.
وظاهر هذا: تفضيل هذا النوع على غيره.
وكذلك قال إسحاق: الافضل أن تسبح ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتكبر ثلاثاً وثلاثين، وتختم المائة يالتهليل. قال: وهو في دبر صلاة الفجر آكد من سائر الصلوات؛ لما ورد من فضيلة الذكر بعد الفجر إلى طلوع الشمس.
نقل ذلك عنه حربٌ الكرماني.
وهل الأفضل أن يجمع بين التسبيح والتحميد والتكبير في كل مرةٍ، فيقولهن ثلاثاً وثلاثين مرةٍ، ثم يختم بالتهليل، أم الأفضل أن يفرد التسبيح والتحميد والتكبير على
حدةٍ؟
قال أحمد –في رواية محمد بن ماهان، وسأله: هل يجمع بينهما، أو يفرد؟ قال: لا يضيق.
قال أبو يعلى: وظاهر هذا: أنه مخيرٌ بين الافراد والجمع.
وقال أحمد –في رواية أبي داود -: يقول هكذا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله اكبر، ولا يقطعه.
وهذا ترجيحٌ منه للجمع، كما قاله أبو صالحٍ، لكن ذكر التهليل فيه غرابةٌ.
وقد روى عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن قتادة -مرسلاً-، أن النبي r أمرهم أن يقولوا دبر كل صلاةٍ: ((لا إله إلا الله، والله اكبر، وسبحان الله، والحمد لله عشرٌ مراتٍ)).
وقال إسحاق: الأفضل أن يفرد كل واحدٍ منها.
وهو اختيار القاضي أبي يعلى من أصحابنا، قال: وهو ظاهر الأحاديث؛ لوجهين:
أحدهما: أنه قال: ((تسبحون وتحمدون وتكبرون))، والواو قد قيل: إنها للترتيب، فإن لم تقتض وجوبه أفادت استحبابه.
والثاني: أن هذا مثل نقل الصحابة –رضي الله عنهم – لوضوء النبي r ، وأنه تمضمض ثلاثاً، واستنشق ثلاثاً، وغسل وجهه ثلاثاً، وذراعيه ثلاثاً، ولا خلاف في المراد: أنه غسل كل عضوٍ من ذلك بانفراده ثلاثاً ثلاثاً، قبل شروعه في الذي بعده، ولم يغسل المجموع مرةً، ثم اعاده مرةًثانيةً، وثالثةً.
قلت: هذا على رواية من روي التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير ثلاثاً وثلاثين ظاهرٌ، وأما رواية من روى ((تسبحون وتحمدون وتكبرون ثلاثاً وثلاثين)) فمحتملةٌ، ولذلك وقع الاختلاف في فهم المواد منها.
ـ[السدوسي]ــــــــ[08 - 07 - 05, 06:22 م]ـ
أخي الفاضل
قولك (لكن ذكر التهليل فيه غرابةٌ) غريب، لأن من أنواع التسبيح بعد الصلاة،التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير خمسا وعشرين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 07 - 05, 08:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الكلام السابق للحافظ ابن رجب رحمه الله، فلعلك أخي الفاضل لم تنتبه لذلك.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 07 - 10, 04:46 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:35 ص]ـ
وينظر في الكلام على رواية سمي عن أبي صالح:
تخريج الشيخ ياسر بن فتحي المصري -وفقه الله- لأحاديث رسالة "الذكر والدعاء والعلاج بالرقى" لمؤلفها الشيخ سعيد بن وهف القحطاني -حفظه الله- (1/ 209 وما بعدها)
وفي التسبيح عشراً: ينظر (1/ 218 - 220)
وفي تخريج الشيخ ياسر نَفَسٌ حديثيٌّ متميزٌ.
وفقكم الله
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 05:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لي بحمد الله تعالى بحث فيه تخريح موسع لأحاديث التسبيح عقب الصلاة أرجو الله تعالى أن يسر لي تهذيبها ورفعها
ـ[أبو مالك الغامدي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 10:29 ص]ـ
السلام عليكم
هناك كتاب جديد للشيخ ذياب الغامدي تكلم فيه عن أذكار الصلاة بعد السلام، وفيه تحقيق علمي لكثير من المسائل الحديثية والفقهية تحت عنوان: "تحقيق الكلام في أذكار الصلاة بعد السلام" مطبعة دار المزيني.