وفي نظري أن هذا الكلام فيه نظر ونوع من التساهل
والله أعلم.
خليل بن محمد
بارك الله فيك أخي فالح ونفع بك.
بالنسبة لما ذكرته ــ بارك الله فيك ــ فليس بلازم، وقد وقعت فيما وقع فيه كثير من المتأخرين والمعاصرين وهو عدم الإهتمام بالقرائن.
فأئمة السلف وأساطين هذا العلم الشريف وجهابذة هذا الفن كانوا يهتمون جداً بالقرائن، مثل إعمالهم للقرائن في مسألة " زيادة الثقة " فإنهم لا يقبلونها مطلقاً كالأصوليين بل يقبلون التي احتفت بهاالقرائن.
والقرائن الواردة في رواية أبي عبيدة عن أبيه واضحة جداً وقد ذكرتها في المقال نفسه، وهي أن أبا عبيدة قريب من أهل بيت أبيه، كذلك علمه بأحوال أبيه، وأخذه لأثار أبيه من كبار أصحاب أبيه، كذلك قبول الأئمة لروايته وحكمه لها بلإتصال كما تقدم.
وعلم الأئمة باستقامة مروياته دليل على أن الواسطة المسقطة ثقة، فليس كل مرسل بهذا الطريقة يحكم لها بالإتصال، ولكن القرائن.
قال الشيخ حاتم الشريف
[ومع ما ذكرناه من الكلام في إسناد هذا الخبر إلا أنه قابل للتحسين، لعلم أبي عبيدة بأبيه وتقصيه لأحواله، ولذلك كان الترمذي غالباً ما يُحَسَّن أحاديث أبي عبيدة عن أبيه].
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=4349
ولهذا المسألة قرائن (لعل الشيخ عبد الرحمن الفقيه يسعفنا بها).
أخي خليل بن محمد بارك الله فيك:
أولا: كما هو معلوم لديك أن عامر لم يسمع من أبيه.
إذا كان هذا متقرر لديك فإذا هناك واسطة بين عامر وأبيه
هذه الواسطه من هو تقول أنت أن غالب أصحاب أبيه يتصفون بالصدق
والأمانة.
طيب والضبط هل تعلم أنت مدى ضبطهم
ثانيا: مسألة القرائن بابها واسع جدا فقد يكون عندك هذه قرينة
وعند غيرك ليست بقرينة
فباب القرائن ليس له ضابط
ثم إن أهل العلم لا يصححون الأحاديث بالقرائن
وليس بصحيح أن أهل العلم لا يقبلون زيادة الثقة إلا بالقرائن
المبلغ
أخي فالح:
قال الحافظ في (النكت على ابن الصلاح 2/ 612): و الحق في هذا أن زيادة الثقة لا تقبل دائما , و من أطلق ذلك من الفقهاء الأصوليين لم يصب. و إنما يقبلون ذلك إذا استتوا في الوصف و لم يتعرض بقيتهم لنفيها لفظا و لا معنى. اهو هناك كلام ىخر أعرضت عنه لأن البسط في المسألة يخرج عن موضوع الباب. و إنما أردت أن أبيّن أن ما قاله خليل بن محمد في " القرائن " هو الصواب. و الله أعلم
عبدالرحمن الفقيه
جزا الله أخانا الفاضل راية التوحيد خيرا على هذه النقولات والتحقيقات في مسألة سماع أبي عبيدة من أبيه فقد أجاد وأفاد
ومما يضاف له ما نقله الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح العلل (1/ 298) (قال يعقوب بن شيبة إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند (يعنى في الحديث المتصل_لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث (((منكر)))) انتهى
ولعلي أنقل بعض كلام الحفاظ من فتح الباري لابن رجب ومن شرح العلل له
قال ابن رجب في الفتح (7/ 342) (وأبو عبيدة وإن لم يسمع من أبيه إلا أن أحاديثه عنه صحيحة تلقاها عن أهل بيته الثقات العارفين بحديث أبيه قاله ابن المديني وغيره) انتهى
وأيضا النقولات التي ذكرها الأخ راية التوحيد
فيتخلص لنا مما سبق من كلام أهل العلم سبب تصحيحهم لها في عدة أمور
الأمر الأول:
كونها أخذها عن أهل بيته الثقات وتكررها عندهم
الأمر الثاني:
كونه أخذها من أصحاب ابن مسعود وهم ثقات
الأمر الثالث:
كونهم سبروا مروياته ولم يجدوا فيها حديثا منكرا كما ذكر يعقوب بن شيبة
فهذه القرائن جعلت أهل العلم يقبلون رواية أبي عبيدة عن أبيه
ومما يشبه هذا عند المحدثين قبولهم لرواية ابراهيم النخعي عن ابن مسعود مع أنه لم يسمع منه واستنكر منها ابن معين حديثين
ومما يشبهه كذلك قبول العلماء لرواية سعيد بن المسيب عن عمر مع كونه لم يسمع منه وان سمع منه فرواية واحدة ونحوها
وكلام العلماء في تصحيحهم لمرسل الشعبي وابن المسيب وكلامهم حول تفضيل بعض المراسيل عن بعض إنما يكون هذا بسبر مروياتهم فاذا وجدوا المتون مستقيمة دلهم هذا على أن الواسطة ثقة
ومن أراد التفصيل في هذه المسالة فعليه بمراجعة كلام الحافظ ابن رجب في شرح العلل (1/ 278_320) فكلامه في غاية النفاسة
والله أعلم
¥