تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اسمح لي بهذه الإضافة التي أردت بها بيان الأحاديث والأقوال الأخرى في المسألة، وهي في الجهة المقابلة والتي فيها جواز القراءة بأكثر من سورة في الركعة الواحدة، وذلك بصريح فعل النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم، وتقرير بعضهم الآخر.

1 - عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ أَلِفًا تَجِدُهُ أَمْ يَاءً: " مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ " أَوْ " مِنْ مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ "، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكُلَّ الْقُرْآنِ قَدْ أَحْصَيْتَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ، إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ نَفَعَ إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَدَخَلَ عَلْقَمَةُ فِي إِثْرِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ قَدْ أَخْبَرَنِي بِهَا

رواه أحمد (1/ 380)، ومسلم (822)، وابن خزيمة (538).

وجاء في بعض الروايات التصريح بعدد السور التي كان يقرن بينهن الرسول صلى الله عليه وسلم.

- عدد السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن كما جاء مصرحا به من كلام ابن مسعود رضي الله عنه:

جاء في رواية البخاري (4996):

عن شقيق قال: قال عبد الله: لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يَقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة فقام عبد الله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم: حم الدخان، وعمَّ يتسألون.

ومراد قول علقمة: على تأليف ابن مسعود بينه الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 658) فقال:

وأن فيه دلالة - أي الحديث - على أن تأليف مصحف ابن مسعود على غير تأليف العثماني.ا. هـ.

- أسماء السور التي كان يقرن بينهن الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال رواية ابن مسعود رضي الله عنه:

جاءت رواية أبي داود (1396) في سننه مبينة أسماء السور:

عن علقمة والأسود قالا: أتى بن مسعود رجل فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: أهذا كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل؟! لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، وإذا وقعت ونون في ركعة، وسأل سائل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، والدخان وإذا الشمس كورت في ركعة.

قال أبو داود: هذا تأليف بن مسعود رحمه الله.

قال الحافظ في الفتح (2/ 303):

ويتبين بهذا أن في قوله في حديث الباب: عشرين سورة من المفصل. تجوزا لأن الدخان ليست منه، ولذلك فصلها من المفصل في رواية واصل. نعم يصح ذلك على أحد الآراء في حد المفصل.ا. هـ.

- هل يجوز الجمع بين ثلاث سور فأكثر في ركعة؟

ترجم الإمام البخاري في صحيحه (2/ 298) في كتاب الأذان:

باب الجمع بين سورتين في الركعة.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 304):

وفيه ما ترجم له وهو الجمع بين السور لأنه إذا جمع بين السورتين ساغ الجمع بين ثلاث فصاعدا لعدم الفرق، وقد روى أبو داود في صحيحه وصححه ابن خزيمة من طريق عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة: أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجمع بين السور؟ قالت: نعم، من المفصل.ا. هـ.

والحديث الذي أورده الحافظ ابن حجر كما ذكر آنفا رواه ابن أبي شيبة (1/ 323) بلفظ:

عن عبد الله بن شقيق العقيلي، قال: قلت لعائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين السور في ركعة؟ قالت: نعم، المفصل.

تنبيه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير