انظر: المحصول 2/ 36، إرشاد الفحول _ للشوْكاني _ ص 234، التحبير 8/ 3870.
فائدتان مُتَمِّمَتان:
الأوْلى: قال الصَيْرَفي _ يرحمه الله _: و مَنْ عرَفَ هذه العلوم فهو في المرتبة العليا، و من قَصر عنه فمقدارُه ما أحسن، و لن يجوز أن يُحيطَ بجميع هذه العلوم أحدٌ غير النبي _ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - _ و هو مُتفرِّقٌ في جملتهم.
و الغرضُ الّلازم مِن علمِ ما وصفت ما لا يقدرُ العبد بترك فعله، و كلما ازداد علماً ازداد منزلةً. قال _ تعالى _: {و فَوْقَ كلِّ ذيْ علمٍ عليمٍ}. ا، هـ[البحرُ المحيط 6/ 203].
الثانية: قال الشوكاني _ يرحمه الله _: و منْ جعل المقدار المُحتاجَ إليه من هذه الفنون هو معرفةُ مُختصَرَاتُها، أو كتابٍ متوسِّطٍ من المؤلفات الموضوعة فيها فقد أبعدَ، بل الاستكثارُ من الممارسة لها و التوسع في الإطلاع على مطولاتها مما يزيد المجتهد قوةً في البحثِ، و بصراً في الاستخراج، و بصيرةً في حصول مطلوبه.
و الحاصلُ: أنَّه لابُدَّ أن تَثْبُتَ له الملَكَةُ القوية في هذه العلوم، و إنما تثْبُتُ هذه الملَكَةُ بطولِ المُمَارَسة، و كثرة المُلازمة لشيوخ هذا الفن. ا، هـ[إرشاد الفحول ص 234].
و بعدَ ذكرِ هذه الشروط المُؤَهِّلَةِ للتصدُّر للاستنباط في الشريعة نعرِفُ عِظَمَ الأمر، و خطورة الإقدام على مثل هذا.
فهذان عِبئانِ من أعباءِ الفقهِ، يَبِيْنُ منهما عِظَمُ قيمةِ الفقهِ عند العلماء، و مدى حاجةِ النَّاسِ له، و ليس علماً يُؤخَذُ عبرَ حالاتٍ لا يُؤْبَه به فيها، و إنما أمرُه أن يُؤْخَذَ عن: قانون معتَبَرٍ، و بجدٍ و حزمٍ، و أن يكون ذلك مصحوباً بعملٍ في الباطن و الظاهر.
رزقنا اللهُ الفقهَ في الدِّين، و لزوم جادة العلماء العابدين، و الله الموفق لا ربَّ سواه.
رَقَمَها
عبدُ الله بنُ سُليمان العبد الله
ذو المعالي
لطف الله بِهِ
الرياض _ 5/ 1424هـ
تنبيهٌ:
هذه خاطرةٌ جالتْ في الفكرِ، و لها مستندٌ من المنهجِ المسلوك، فأرجو أن لا تكونَ محلَّ عِراكٍ بين أهل الملتقى، كما كان لأخواتٍ لها سابقاتٍ، و لكلٍ إمامٌ سابقُه في ذلك، و وجهةٌ هو موليْها، و من كان كذلك فليستبق في ميدانه، و الحمد لله المانِّ على عبيده بالسعةِ المصحوبة بالرحمة.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 01:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وكم افتقدنا مثل هذا الطرح.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 07:10 ص]ـ
لا حرمت الجنة على هذا المقال الأكثر من رائع وأن يجعل ما تكتب في موازين حسناتك يوم تلقاه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 05, 06:50 ص]ـ
بعيدا عن الموضوع
سؤال
(فقد نقل الأصفهاني في تفسيره عن الإمام ابن دقيق العيد)
من هو هذا الأصفهاني الذي ينقل عن ابن دقيق العيد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 05, 06:56 ص]ـ
لعله
(شمس الدين: محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصفهاني
المتوفى: سنة ست وأربعين وسبعمائة
وهو: الأصفهاني المتأخر المفسر)
(تفسير: الأصفهاني المشهور
هو: العلامة شمس الدين (1/ 443) أبو الثناء: محمود بن عبد الرحمن الشافعي
المتوفى: سنة 749، تسع وأربعين وسبعمائة
وهو تفسير كبير بالقول
في مجلدات
أوله: (الحمد لله القادر العليم. . . الخ)
ذكر في أوله: ثلاثة وعشرين مقدمة من مقدمات علم التفسير
وجمع فيه بين: (الكشاف) و (مفاتيح الغيب)
للإمام الرازي
جمعا حسنا بعبارة وجيزة سهلة مع: زيادات واعتراضات في مواضع كثيرة
قال الصفدي: رأيته يكتب فيه من خاطره من غير مراجعة
قيل: ولم يتمه)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[14 - 07 - 05, 01:36 م]ـ
الشيخ الكريم: ابن وهبٍ _ وفقتَ دوماً _
إفادةٌ كريمة، و لا حرمنا منافعك.