• وأما من حيث معناه فيظهر - والله أعلم - أنَّ معنى (لا جوف له) أي: مصمت ليس مجوَّفاً، وقريبٌ منه قولهم (لا يأكل ولا يشرب)؛ إذ هذه صفة من لا يأكل ولا يشرب.
• فائدة: قد ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح؛ في تفسير الصمد أحد عشر قولاً، وابن الجوزي أربعة في زاد المسير فراجعهما هناك للفائدة، وإن كانت كلها من اختلاف التنوُّع.
• والحمد لله رب العالمين،،،
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 10 - 02, 11:54 م]ـ
• قال ابن كثير في تفسيره (4/ 571):
((… وقال ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وعبد الله بن بريدة، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وعطية العوفي، والضحاك، والسدي: (الصمد الذي لا جوف له).
• وقال سفيان عن منصور عن مجاهد: (الصمد المصمت الذي لا جوف له).
وقال الشعبي: (هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب) ...
• روى ذلك كله وحكاه ابن أبي حاتم والبيهقي والطبراني وكذا أبو جعفر بن جرير ساق أكثر ذلك بأسانيده ...
• وقال حدثني العباس بن أبي طالب حدثنا محمد بن عمرو بن رومي عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش حدثنا صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال لا أعلم إلا قد رفعه؛ قال: (الصمد الذي لا جوف له).
• وهذا غريب جداً، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن بريدة رضي الله عنه.
• وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيراً من هذه الأقوال في تفسير الصمد، وكل هذه صحيحة، وهي صفات ربنا عز وجل، هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه، وقال البيهقي نحو ذلك).
• وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 144):
((عن بريدة رفعه قال: (الصمد الذي لا جوف له) رواه الطبراني، وفيه صالح بن حبان؛ وهو ضعيف)).
• قلت: هو في المعجم الكبير (2/ 22): صالح بن حيَّان، وهو الصواب، وكذا أخرجه من طريقه ابن عدي في الكامل (4/ 54) به ... ، وقال عقبه: لا أعرفه عن صالح إلا من رواية قائد الأعمش عنه.
• وضعَّفه الألباني في الضعيفة (ح/3192) بعللٍ شتى، وعتب على الهيثمي إذ اقتصر على إعلاله من جهة صالح بن حيان حسبُ.
• وزاد ابن الجوزي في زاد المسير (9/ 267 - 268) طائفة من السلف ممن فسَّره بـ (الذي لا جوف له) غير من نقل عنهم ابن كثير؛ فقال:
((والثاني: أنه لا جوف له؛ قاله الحسن وقتادة.
وقال ابن قتيبة: فكأن الدال من هذا التفسير مبدلة من تاء، والمصمت من هذا)).
• ويضاف إليهم: ميسرة الطهوي صاحب علي بن أبي طالب، ومحمد بن كعب القرضي؛ كما في السنة لابن أبي عاصم (678، 690).
• وأما ما اشتهر من نسبة تفسير هذه اللفظة بهذه العبارة إلى ابن عباس رضي الله، فقد أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (665) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 215) من طريق هشيم أخبرنا أبو إسحاق الكوفي عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الصمد الذي لا جوف له).
• وهذا إسناد ضعيف؛ قد ساق الخطيب عقب إخراجه له بسنده إلى يحيى بن معين قال: (أبو إسحاق الكوفي الذي روى عنه هشيم هو عبد الله بن ميسرة وهو ضعيف الحديث)، وبه أعلَّه الألباني في ظلال الجنة (ح/665).
• وقال ابن عدي في كامله (4/ 172): ((وقال عمرو بن علي: أبو إسحاق الكوفي الذي روى عنه هشيم روى عن مجاهد عن ابن عباس: (في الصمد الذي لا جوف له).
قال عمرو: ليس هذا بشيء، كيف يكون هذا؟! ومجاهد يرسل إلى سعيد بن جبير يسأله عن الصمد، وهو قديم من ابن عباس، ليس هذا بشيء!
وقال النسائي: أبو إسحاق يروي عنه هشيم، وهو أبو ليلى ليس بثقة)).
• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه: فتبيَّن مما سبق:
1 - أنَّ هذا التفسير لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم.
2 - وأنَّ نسبته إلى ابن عباس لم تصحُّ عنه من حيث الإسناد.
3 - وأنه منقول من تفسير عِدَّةٍ من مفسِّري السلف رضي الله عنهم، ولم أنشط للنظر في صحة الأسانيد إليهم، والخطب في هذا سهل، إذ هو تفسير ٌ!
• وقد صحَّح وقفه على مجاهد والحسن البصري والضحَّاك بن مزاحم = العلاَّمة الألباني في ظلال الجنة (ح/ 673،680، 688 - 689).
• ثم إنَّه وإن لم يصحَّ تفسير ذلك مرفوعاً، ولا موقوفاً = فكلام العرب تحتمله، والقرآن قد نزل بلسانٍ عربي مبين.
• وأما من حيث معناه فيظهر - والله أعلم - أنَّ معنى (لا جوف له) أي: مصمت ليس مجوَّفاً، وقريبٌ منه قولهم (لا يأكل ولا يشرب)؛ إذ هذه صفة من لا يأكل ولا يشرب.
• فائدة: قد ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح؛ في تفسير الصمد أحد عشر قولاً، وابن الجوزي أربعة في زاد المسير فراجعهما هناك للفائدة، وإن كانت كلها من اختلاف التنوُّع.
• والحمد لله رب العالمين،،،
¥