تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل من أعظم محبي شيخ الإسلام في العصر الحديث ومتبعي منهجه ويخالفونه في هذه المسألة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم المفتي الأسبق للديار السعودية، وغيره كثير من الحنابلة ومحبي شيخ الإسلام في الحاضر والماضي ومنهم ابن رجب.

ومن يقول بقول شيخ الإسلام يرد على نحو ما ذكره ابن رجب بأنه قد كان عمر رضى الله عنه أحيانا يمنع شي أباحه الشارع جلبا للمصلحة، وكان الطلاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاثة واحدة، كما في الأثر المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر رضي الله عنه طلاق الثلاث واحدة فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم وفي رواية أخرى لمسلم أن أبا الصهباء قال لابن عباس رضي الله عنهما ألم تكن الثلاث تجعل واحدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر رضي الله عنه وثلاث سنين من عهد عمر رضي الله عنه قال: بلى واحتجوا أيضا بما رواه الإمام أحمد في المسند بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا ركانة طلق امرأته ثلاثا فحزن عليها فردها عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنها واحدة. أي أن الرجل إذا طلق زوجته ثلاثا بكلمة واحدة جعلوا ذلك واحدة، أو بكلمات متعاقبات على ما اختار شيخ الإسلام ابن تميمة، فإن هذا الطلاق يعتبر واحدة، ولكن لما كثر هذا في الناس، قال أمير المؤمنين عمر: إن الناس قد تعجلوا في أمر كانت فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم، ومنعهم من مراجعة الزوجات لأنهم تعجلوا هذا الأمر وتعجله حرام. فكان هذا التصرف من عمر رضي الله عنه سياسة كما قرر الشيخ ابن عثيمين لأجل منعهم من التساهل بالطلاق ليس إلاّ.

وأما زعم الكاتب أن ابن رجب سمى ابن تيمية ومن معه بأهل الباطل فهذا جهل وادعاء وعناد، فأين قال ابن رجب أن ابن تيمية ومن معه أهل الباطل؟

وأما قول ابن رجب يرحمه الله: "فهي معصومة من أن يظهر أهل الباطل منهم على أهل الحق ولو كان ما قاله عمر في هذا ليس حقا للزم في هذه المسألة ظهور أهل الباطل على أهل الحق في كل زمان ومكان وهذا باطل قطعا".

فهذا لايسلم به من يرى طلاق الثلاثة واحدة من أوجه كثيرة ونظراً لكون هذه المسألة مسألة فرعية وليست مسألة علمية من الأصول فلا معنى لبحثها هنا.

والمهم هل يدل ما سبق من كلام على أن من كل خالف في مسألة الطلاق فهو من أهل الباطل مطلقا؟

اللهم لا لايفهم هذا إلاّ مسكين يحتاج إلى جلوسفي حلق العلم قبل الاستنباط! فكلام ابن رجب عن عصر عمر رضي الله تعالى عنه فحجته أنه لو لم يكن رأي عمر صواباً للزم ظهور أهل الباطل يعني أهل الرأي الباطل الذي أمر به عمر وقضى به وهذا باطل فدل ذلك على صواب رأي عمر. فأين ههانا ما افتراه صاحب البهتان وتقوله على ابن رجب!؟

إنها محاولات يائس التعلق ببعض القش لينجو أثناء خوضه في عرض البحر الخضم ابن تيمية رحمه الله، ونصيحتنا له أن يتعلق بالجذع الذي مده ابن رجب يرحمه الله لما ترجم لشيخ الإسلام، وفيما نقل عنه كفاية وأن يترك بنيات الطريق وليحذر من التعلق بالقش فإنه لاينجي!

ـ[أبو حفص الدبوي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 02:14 م]ـ

جزاكم الله خيرا شيخنا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير