[الجنة دار النعيم والطريق الموصلة إليها .. للشيخ الجزائرى حفظه الله]
ـ[الخنساء]ــــــــ[13 - 07 - 05, 09:34 م]ـ
المقدمة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة واللام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.
هذه هي الجنة دار السلام
يا وفد الرحمن
هذه النوق البيض فامتطوها؟
كأني بهم وقد قاموا من قبورهم غير مذعورين، ولا خائفين {لا يحزنهم الفزع الأكبر، وتتلقاهم الملائكة: هذا يومكم الذي كنتم توعدون}.
أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال (والذي نفسي بيده: إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة، عليها رحال الذهب، شراك نعالهم نور يتلألأ، كل خطوة منها مد البصر. وينتهون إلى باب الجنة).
وفي القرآن الكريم {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً}
{وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، وقال لهم خزنتها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين}.
يالسعة الدار
ما أوسع دار السلام! وما أطيب ريحها!
أما عرضها فكعرض السماء والأرض وأما ريحها فيوجد من مسيرة مائة عام ففي الكتاب الكريم {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله} وفي الحديث الشريف (فإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام).
هذه الأبواب أيها الوافدون فادخلوها
إن لدار المتقين ثمانية أبواب، ما بين مصراعي كل باب مسيرة أربعين سنة، والله ليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام.
علمنا أن أحد هذه الأبواب يسمي الريان وهو باب خاص بأهل الصيام.
وعلمنا أيضاً أن حلق هذه الأبواب من ياقوت أحمر على صفائح من ذهب.
رو ى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة بينهما مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام) وقال مرة صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن وفد الرحمن (وينتهون إلى باب الجنة فإذا حلقة من ياقوت حمراء على صفائح الذهب).
ماذا عند باب الجنة
عند باب الجنة مباشرة على يمين الداخل أو شماله، أو أمامه شجرة عظيمة ينبع من أصلها عينان أعدت إحداهما لشرب الداخلين، والأخرى لاغتسالهم فيشربون من الأولى لتجري نضرة أشعارهم أبداً.
وفي القرآن الكريم {وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً}.
وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان فإذا شربوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً).
مع أفواج الداخلين
نترك يا أخي القارئ الآن الكلمة للرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن أفواج الداخلين فاسمع له يقول (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون، ولا يتفلون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة. أزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء).
وكيف يستقبلون
هذا وفد الرحمن يا رضوان فستقبله!
ما إن تطأ أقدامهم أبواب الجنة حتى يستقبلهم بالتهنئة والسلام جموع الملائكة الطاهرين، وفي مقدمتهم رضوان خازن الجنان.
قال الله تعالى {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها، وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}.
ماذا في القصور؟
الله أكبر الله أكبر؟
من الذي يقوى على وصف قصورهم، أو يحسن التعبير عن نعيمهم وسرورهم، والله مكرمهم ومنعمهم يقول {وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً، عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق، وحلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً}.
¥