تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سبحان الله هل في الجنة أسواق! وكيف لا! والله تعالى يقول {ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون} فليس من المستغرب إذاً أن تتوق نفس أحدهم في الجنة إلى دخول سوق من الأسواق وخاصة التجار المؤمنين الذين كانوا يربحون في أسواق الدنيا ويربحون، فيطلب ذلك ويدعيه، فيخلق الله تعالى لهم أسواقاً يغشونها إتماماً للانعام في دار النعيم وهذا مسلم يخرج لنا حديث السوق في الجنة فيقول: إن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فتقول لهم أهلوهم؛ والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون، وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً).

بين الأنهار والأشجار

هات يدك – أخي القارئ – نتجول قليلاً بين أنهار الجنة وأشجارها، ونمتع النفس ساعة في ذلك النعيم المقيم هيا بنا إلى الأنهار الأربعة التي هي أصل كل نهر في الجنة، التي هي نهر الماء، ونهر اللبن، ونهر الخمر، ونهر العسل كما أخبرنا بذلك ربنا جل جلاله في قوله من سورة محمد صلى الله عليه وسلم {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى}.

وإلى الكوثر يا أخي، إلى حوض النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فإنه من أعظم أنهار الجنة وأحسنها. فقد حدث عنه مرة صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك البخاري فقال (بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال هو الكوثر الذي أعطاك ربك. قال فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر).

وقال مرة أخرى في رواية الترمذي: (الكوثر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك،وماؤه أحلى من العسل،وأبيض من الثلج).

هذه هي الأنهار قد وقفنا عليها، وروينا النفس بالحديث عنها، فهيا بنا إلى الأشجار وثمارها. وليرو لنا أمام الحديث البخاري طرفاً منها فلنستمع إليه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام) لا يقطعها؛ إن شئتم فاقرأوا {ظل ممدود، وماء مسكوب}.

ويحدث ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا الظل الممدود فيقول: شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب في ظلها مائة عام في كل نواحيها، فيخرج أهل الجنة، أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها، فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله تعالى ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا روى هذا الترمذي وحسنه، وروى الحاكم وصححه قوله: نخلة الجنة جذعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة. منها مقطعاتهم , وحللهم، وثمرها أمثال القلال والدلاء، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، وألين من الزبدة ليس فيها عجم.

إلى مطاعم الجنة

وهل في الجنة مطاعم؟

نعم فيها مطاعم ومشارب، ولا ينبئك مثل القرآن واسمع إليه يحدثك ويصف لك من ذلك الكثير. ففي سورة الإنسان يقول: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير، قوارير من فضة قدروها تقديراً، ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً، عيناً فيها تسمي سلسبيلاً} وفي سورة الزمر يقول قال الله تعالى {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون، يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون}.

وفي سورة الواقعة يقول {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون،وفاكهة مما يتخيرون،ولحم طير مما يشتهون}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير