الآثار؟ فأجاب – رضي الله عنه -: نعم اتِّباعُ الألفاظ المأثور أرجح، ولا يقال: لعلَّةُ ترك ذلك تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن يقول عند ذكره: صلى الله عليه وسلم، وأمّتهُ مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذُكر؛ لأنَّا نقول: لو كان ذلك راجحاً لجاء عن الصحابة، ثم عن التابعين، ولم نقِفْ في شيءٍ من الآثار عن أحدٍ من الصحابة ولا التابعين أنه قال ذلك، من كثرة ما ورد عنهم من ذلك، هذا الإمامُ الشافعي – أعلى الله درجته – وهو من أكثر الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه: اللهم صلِّ على محمد، إلى آخر ما أدَّاه إليه اجتهاده وهو قوله: كلما ذكره الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون؛ وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه ((سبحان الله عدد خلقه))، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لأًم المؤمنين ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته: ((لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن)) وذكر ذلك وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع في الدعاء) انتهى.
وقد رأيت رسالة باسم ((تشنيف الآذان في ذكر لفظ السيادة في الأذان)). ومن النظر فيها يتحقق للمصنف عدم المشروعية؛ لأن مؤلفها جلب ما وسعه علمه من الآثار، وهي لا تسلم له سنداً ولا دلالة. وانظر ما تقدم بلفظ: اللهم صل على سيدنا محمد. وفي ((إصلاح المساجد)) للقاسمي ص/ 52 ذكر عدم مشروعيتها في الإقامة.
سيد المرسلين: عن ابن مسعود مرفوعاً وموقوفاً: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين ...
رواه ابن ماجه. وفي سنده المسعودي.
والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم، لكن الذكر بابه التوقيف. والله أعلم.
حاشية:
? السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم: تحفة الذاكرين ص/ 60. السلسلة الصحيحة رقم / 8803. فتح الباري 5/ 178 – 180. الأدب المفرد 1/ 301. تيسير العزيز الحميد ص/ 662 – 663. الإصابة 7/ 309، زاد المعاد 3/ 29. فتاوى ابن إبراهيم 1/ 196. عمل اليوم والليلة للنسائي. المعيار المعرب 1/ 81 – 82. منشور الهداية لابن فكون: 74. صيانة الإنسان للسهسواني. الفتاوى الحديثية ص/ 137 – 138. شرح كفاية المتحفظ لابن الطيب ص/ 57 – 59 مهم. المجموع الثمين 1/ 105 – 106 تسمية المولود ص/ 38 – 39. وحرف العين عبدالمطلب. الدرر السنية 4/ 415 – 416 مهم. البيان والتحصيل 18/ 430.
ـ[أبو حفص الدبوي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 08:07 م]ـ
"رقم الفتوى: 27822
عنوان الفتوى: يجوز إطلاق لفظ السيد على غير الله تعالى
تاريخ الفتوى: 20 ذو القعدة 1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أسأل عن أمر مهم وهو يوجد لدينا في ليبيا مشايخ خطبة الجمعة يقولون إن التصوف حرام ويقولون أيضا لا تسيدوا أحداً حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا تسيدوه بل قولوا رسول الله فقط هل هذا صحيح؟
وبارك الله فيكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه أن الصوفية المعاصرة تشتمل على انحرافات كثيرة قد يصل بعضها إلى الشرك الأكبر، وهي بعيدة كل البعد من المعنى الحقيقي للزهد والتعبد وفق شرع الله، وللإفادة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 322.
أما التسييد فلا حرج فيه، سواء كان للنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، وذلك لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قوموا إلى سيدكم" يعني: سعد بن معاذ أخرجه البخاري.
وكذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" رواه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وقال عن نفسه في الحديث الذي أخرجه مسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع".
ولعل الخطيب استند فيما ذكره إلى حديث: لا تسيدوني في الصلاة. وهو حديث ذكره علي القاري في كتابه المصنوع 206/ 1، وذكر أن السخاوي قال: لا أصل له.
وقد رجح ابن القيم رحمه الله جواز إطلاق لفظ السيد على غير الله تعالى في كتابه الفوائد 3/ 730.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه"
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/FatwaAdvancedSearch.php?SearchType=SAME&lang=A&Word= تسيدوني& Option=All
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت واجعلهن من آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة قال فرددتهن لأستذكرهن فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت قال قل آمنت بنبيك الذي أرسلت
رواه مسلم
فال الإمام النووي:
((قوله: (آمنت برسولك)
يحتمل غير النبي صلى الله عليه وسلم من حيث اللفظ , واختار المازري وغيره أن سبب الإنكار أن هذا ذكر ودعاء , فينبغي فيه الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه , وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف , ولعله أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات , فيتعين أداؤها بحروفها , وهذا القول حسن ... ))
¥