ومنه: قوله متغزلا في الجناب المحمدي من ألفيته في الكمالات المحمدية:
أحاديث من ذكريها تغني عن اللذيذ والزاد والمشروب بل خير حجتي ()
بصحبة أرواح مع الحق عادلت به كل حج في الوجود وعمرتي
وموقفيَ الذاتي به كل ليلة الد دهور ليالي القدر أو كل وقفة
وأي مكان جر هذب () جلاله عليه؛ فسَمْت الكعبة الحقيقيتي
وأي بلاد حلها حرم كذا ك كل مكان ضمه دار طيبتي
وما استوطنته فهو بيت مقدس وما جنَّها المأوى به بيت عزتي
وإن عزت اللذات في الكون وجهها لذاذا تر المقصود () وردي وجنتي
وإن ضاقت الدنيا على الغير إنني غني بعين الذات عن كل لذتي
بجنات عشاق هي الوصل لو بدا بنار جحيم عاد سدرة قربتي
وحيث بدا منها الخيال فإنني بمسجدها الأقصى غدوا وروحتي
وإشراقها للكون صير تربة الـ ــأراضي لنا طيبا وطهر جنابتي
ومنه قوله:
عرج بمنعرج الكثيب الأخضد بين العقيق وبين حي الخُرَّد ()
واسلك حِرا ومناهل الوراد في عذبات رند للهضاب الورد
فإذا علقت بربع قلبي حيه إن الفؤاد رهين رَبع الفُوَّد
وانثر على قصر العقيق عقيق دمـ ـع صبابة الوجد الكئيب الأكمد ()
وسلكت ما بين البشام ورنده وسكرت من دن الرحيق بعسجد ()
وقطعت ما بين الشظا وتصعدت زفرات وجد من ضلوع القعهد
وأتيت من وديانه في أدخر وطربت ما بين الخيام وصرخد ()
فاقر السلام أهَيْله عنى وقل صب الجمال متيم بالأسأد
قد طالما قد أبرزت عيناه من سفح الدموع ممزجا بتنكد
ليت الزمان بوصلنا ووصالنا غنى فأغنى عن وصال العُوَّد
يا قلب قم نحو الحبيب متيما عل الزمان بوصلنا لم يحسد
ولرب ساجعة شجت قلبي ضنى نغماتها بين الأراك الأملد
دانت تطارحني الهوى فكأنما تدري الهوى بضلوعها مستقعد
وكأنما تدري الذي بجوانح الصب العليل المرتدي بالأنكد
فبكيت من ألم النوى وُجدا به وبكت بغير الدمع فوق الأملد
ومنه قوله من مطلع قصيدة:
سرى بفؤادي الوجد نحوك هائم فعوضني حتفا من القرب قاصم
فنجم الدياجي قد أعار جفونه لصب لذي الأطلال سهده دائم
أرقت لشجو الوُرْقِ والنجم شاهد علي وقاضي العشق فيه جرائم
وغير ذلك؛ إذ شعره كثير، جمع ما وقف عليه الدكتور إسماعيل الموسوي في ديوان ضمنه ثلاثة آلاف ومائتي بيت، مع دراسة مسهبة.
وأعمال الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني الإصلاحية والعلمية والدعوية واسعة جدا، أفردها عدة أعلام بالتدوين، خاصة نجله الشيخ محمد الباقر الكتاني الذي أفرده بثلاثة مؤلفات مهمة: "ترجمة الشيخ محمد الكتاني الشهيد" طبع في مجلد، و"التاج المرصع بالجوهر الفريد في ترجمة الشيخ الإمام محمد الكتاني الشهيد" في ثلاثة مجلدات، و"دائرة المعارف والعلوم الكتانية" في ثمانية مجلدات. وخص الشيخ محمد بن عبد الهادي المنوني المجلد الثاني من "مظاهر يقظة المغرب الحديث" في جهوده وجهود تلامذته الإصلاحية.
توفي الشيخ أبو الفيض – كما سبق – شهيدا في سجن أبي الخصيصات بفاس، إثر جلده خمسمائة جلدة بأمر من السلطان عبد الحفيظ، في 14 ربيع الثاني عام 1327، ودفن بمقبرة باب الساكمة وأخفي قبره، بحيث لا يعلم إلى الآن.
هؤلاء من أستحضرهم من أهل بيتنا الآن، وفيهم استدراكات على صاحب الكتاب المذكور أعلاه في الذين لم يبلغوا سن الأشد ........
ـ[العقيق المديني]ــــــــ[18 - 07 - 05, 01:09 ص]ـ
ومن عجيب الموافقة انطبقاق لقب كاتب هذا الموضوع ابو الحسنات بالعلامة الدراكة الحجة الضليع أبي الحسنات عبد الحي اللكنوي الذي توفي وعمره 39 عاما ومؤلفاته تشهد على سعة علمه.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[18 - 07 - 05, 01:29 ص]ـ
الأخوة الأعزاء، إني عامل الآن على تحقيق كتاب نفيس للعامة الإمام الشيخ محمد الطاهر بن الحسن بن عمر الكتاني، المتوفى رحمه الله تعالى عام 1348، وأرجو من وقف على معلومة، تتعلق بترجمته، أو تتعلق بوجود مؤلف من مؤلفاته، ومكانه، أن يتحفنا بها، على أن مؤلفاته بلغت المائة، ولم نقف سوى على ثلاثة أو أربعة منها، كما أرجو من وقف على اسم تلميذ أو آخذ عنه، أو ذاكر له أن يتحفنا بذلك.
وهذه نبذة من ترجمته:
محمد الطاهر بن الحسن الكتاني ()
من علماء الطبقة الأولى بفاس، إمام مشارك في جميع العلوم الشرعية، محقق نقادة، داعية إلى الله تعالى، عارف بالله من رجال الصلاح البارزين.
¥