ولد بفاس عام 1299، وأخذ عن والده الشيخ الحسن بن عمر الكتاني، ووالدته الولية الصالحة مريم بنت إدريس الكتانية، وخاله جعفر بن إدريس الكتاني، وابن خاله محمد بن جعفر الكتاني، وزوج خالته عبد الكبير بن محمد الكتاني، وابن خالته محمد بن عبد الكبير الكتاني وسلم له القياد، واعتبره شيخ علمه وفتحه، وكان من كبار أصحابه، وأحمد بن الطالب ابن سودة المري، وأحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري الحسني، وحميد بن محمد بناني النفزي، وعبد الله ابن خضراء السلوي، وعبد السلام الهواري ... وغيرهم.
كما تحصل على إجازات من عدة علماء؛ كمن ذكر عدا والديه، وماء العينين الشنقيطي، وأحمد بن الشمس الشنقيطي؛ في الطريقة القادرية خاصة. وغيرهما. وأدرج عام 1321 في طبقة العلماء.
كان من كبار علماء وقته، فقيها مفتيا، مدرسا بجامع القرويين وغيره من مساجد وزوايا فاس، متضلعا من علوم الحديث واللغة والأدب، والسيرة النبوية، مؤرخا مؤلفا، شاعرا مبدعا كتب في مختلف مواضيع الشعر.
وكان مبرزا في علم التوثيق، ماهرا في الفرائض، جيد الفهم، سديد النظر، تجمعت فيه أوصاف حميدة، ومآثر عديدة، يقضي جل أوقاته في نشر العلم تدريسا وتأليف، وفي العبادة ليلا ونهارا، زاهدا في الدنيا ومناصبها وما إليها.
وكان الناس يحضرون من بعيد لسماع خطبه المنبرية التي كان يلقيها بمسجد المنية بفاس كل جمعة؛ لما اشتملت عليه من الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ولما تضمنته من حملات شعواء على أهل البدع والضلالة. كما كان أحد المدرسين الوطنيين الذين درسوا بالمدارس الحرة التي كانت تنافس مدارس الاستعمار، من خلال تدريسه بالمدرسة الناصرية التي كانت من أوائل المدارس الحرة بفاس.
قال عنه الشيخ محمد الباقر الكتاني: "كان آية من آيات الله في الكون".
تولى عدة وظائف غير رسمية؛ كالعدالة بسماط عدول فاس، والتدريس بجامعة القرويين، والزاوية الغازية، والخطابة بجامع المنية بها، والإفتاء.
وترك ما يدنو من مائة مؤلف في مختلف فنون المعرفة؛ منها: "الأجوبة المرضية عن الأسئلة الحديثية والفقهية"، و"الأزهار الندية في الأحاديث القدسية"، و"شرح الحكم الكتانية" للشيخ أبي الفيض، "وبلوغ المرام، في التعريف ببعض العلماء الكرام"، و"بهجة البصر بذكر بعض أعيان القرن الرابع عشر"، و"البدور المتبعة في مناقب الخلفاء الأربعة"، و"الجواهر الثمينة في فضائل المدينة"، و"الجواهر الملمة لما اتفق عليه من أحاديث الأئمة"، و"الدرر المنتشرة، في النهي عن تعظيم يوم العنصرة"، وكتاب في سيرة الطريقة الأحمدية الكتانية، و"شرح المرشد المعين"، و"مطالع السعادة، في اقتران كلمتي الشهادة".ط. و"نيل الابتهاج، بتخريج أحاديث مدخل ابن الحاج" ... وغير ذلك.
وأخذ عنه جمهرة من أعلام المغرب؛ منهم: أخواه عمر وعبد الرحيم ابنا الحسن الكتاني، ونجله النقيب إدريس بن الطاهر الكتاني، ومحمد الباقر بن محمد الكتاني، ومحمد إبراهيم بن أحمد الكتاني، ومحمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني، ومحمد بن محمد ابن سودة المري، وعبد السلام بن عبد القادر ابن سودة المري ... وغيرهم.
كما كان له اعتناء بنشر وتحقيق التراث العلمي؛ فقد نشر بتصحيحه اشتراكا: نبذة من خطب الشيخ أبي مدين الفاسي، و"عدة الفرق" للونشريسي ..
توفي بمدينة فاس يوم الجمعة 2 صفر عام 1347، ودفن بروضة أولاد بناني خارج باب الفتوح.
ولكم مني جزيل الشكر، كما أطلب من وقف على صورته أن يتحفنا بها، والسلام.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[18 - 07 - 05, 09:34 ص]ـ
اذكر أن الإمام النحاة سيبويه مات في سن مبكر
ولكن لا ادري هل هو قبل اربعين
نرجوا المزيد من العلماء
لان هذا الموضوع مما يرفع من الهمم
اذا هؤلاء العلماء عاشوا قليلا وانجزوا كثيرا
وقد يعيش احدنا اكثر من اعمارهم ولا ننجز
عشر ما انجزوا
بارك الله الاخ الدمشقي علي حسن اختياره
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 07 - 05, 05:15 م]ـ
نعيم بن حماد / مسعد الحسيني / صالح الكتاني /أبوحمزة /العقيق المدني /صالح العقل
جزاكم الله خيرا ..
الأخ: نعيم بن حماد، هل لك أن تفيدنا ولو بأسماء الذين ذكرهم صاحب الكتاب المومى إليه؟
الأخ مسعد الحسيني:
الموت يطلق في الللغة على عدة معاني: قال ابن فارس: (موت: الميم والواو والتاء أصل صحيح يدل على ذهاب القوة من الشيء.
¥