[هل كتبت علينا الزكاة كما كتبت على الذين من قبلنا؟]
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[18 - 07 - 05, 10:54 م]ـ
متى أصبحت الزكاة عند الأمم السابقة ركنا من أركان الدين لديهم؟
بمعنى آخر, هل كتبت علينا الزكاة كما كتبت على الذين من قبلنا كما هو الشأن بالنسبة للصيام؟
أم أنها كانت تطوعية في المجتمعات البدائية ولما أصبحت ضرورية فرضت؟ أي فرضت بعدما تكونت عبر التاريخ مجتمعات مدنية متقدمة, تطورت فيها علاقة الناس بعضهم ببعض, وبالتالي تغيرت أحوال عيشهم حيث أصبحوا أكثر احتكاكا وأكثر استغلالا لبعضهم بعضا, فجاءت الزكاة لتقلص تلك الفوارق الإجتماعية وتحل الكثير من المشاكل والأمراض الإجتماعية التي نجمت عن تطور المدنية.
فهل كان فرض الزكاة قبل بعثة النبي ابراهيم أو النبي نوح عليهما السلام أم بعدهما؟
سأكون ممتنا كثيرا لكل من ساهم في اثراء هذا البحث وجزاكم الله عني خيرا
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[19 - 07 - 05, 01:36 ص]ـ
وبهذا أقول: هل كتبت الزكاة على الذين من قبلنا كما كتبت علينا؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 07 - 05, 12:30 م]ـ
أما الزكاة فقد كانت معروفة في زمن نبي الله إبراهيم أما قبلها فلا أستحضر شيئاً، (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ *وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِين)، وقال عن إسماعيل عليه السلام: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً).
والآيات في فرضها على بني إسرائيل كثيرة.
ـ[عبد العزيز بن الحسن]ــــــــ[23 - 07 - 05, 11:57 م]ـ
الأخ حارث همام: قد أوافقك فيما ذهبت اليه من كون ان الزكاة كانت معروفة على عهد ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب. والذي يبدو لي أنها لم تفرض الا في عهد موسى عليه السلام على بني اسرائيل حيث كانت الآيات صريحة الدلالة على ايجابها. يقول سبحانه وتعالى: ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ? (البقرة/ الآية 83)
ويقول سبحانه ايضا:
?وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ? (المائدة /الآية 12)
ويقول سبحانه وتعالى أيضا:?وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ? (البينة/ الآية 5)
وهذا هو الرأي الذي أوشك أن أتبناه أو هو الأقرب عندي الى الصواب من غيره, لأن التوراة جاءت أحكامها شاملة لجميع مناحي الحياة وللمتطلبات الضرورية لذلك العصر, حتى تقوم عليها دولة بني اسرائيل بقيادة موسى عليه السلام. أما عيسى عليه السلام فجاءت رسالته مصدقة لما في التوراة, الا أنها كانت مكملة لها في بعض الجوانب الأخلا قية , وكذلك أ حدثت بعض التغييرات فيما كان محرما على بني اسرائيل، وبالتالي فان النصارى يبقون مطالبون باتباع تعاليم التوراة.
يقول سبحانه وتعالى: (ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) (آل عمران/50)
والله أعلم
فهل من مؤكد لهذا الطرح او معارض له؟