[الاسراء والمعراج]
ـ[فهيد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 06:09 م]ـ
ومن مكة المكرمة الى القدس الشريف .. والى السموات العلى يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الاسراء: "سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير".
في شهر رجب وبمثل هذه الايام ... وقعت المعجزة التاريخية العظيمة وكانت رحلة الايات، رحلة البينات، رحلة افعمت بالانوار الالهية اليقينية.
والمقصود بالاسراء، تلك الرحلة العجيبة التي بدأت من المسجد الحرام بمكة الى المسجد الاقصى المبارك، ويقصد بالعروج ما تبع هذه الرحلة من ارتفاع في طباق السموات العلى، وحتى سدرة المنتهى.
ومن الخير العظيم ان نقف عند معطيات هذا الحدث التاريخي الجلل، فالاسراء والمعراج كمعجزة تتصل به معان كثيرة وحكم عظيمة وعبر سامية، لقد كانت هذه الحادثة عظيمة في واقعها، شريفة في غايتها فضلا عن كونها رحلة مقدسة، لقد هزت مشاعر المشركين واثارت حفائظهم فانكرتها عقولهم، لانها خرقت العادات وخالفت سنن الطبيعة من مألوف ومعروف.
لقد عرف المشركون وبخاصة قريش، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بصدقه وامانته وطهارته فسموه بالصادق الامين، ثم من بعد ذلك جاءهم بكتاب يقين فاقت بلاغته بلاغتهم، وكان معجزا لهم ولفصاحتهم، كانوا حينها يعبدون الاصنام، فدعاهم الى عبادة الواحد القهار، لكنهم انقلبوا عليه واذوه واتهموه واضطهدوه وقالوا مستغربين: "اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب" وما تركوا سبيلا للايذاء الا سلكوه.
وقد عذبوا اصحابه ومن تبعه حتى قتلوا بعضهم ... وكانوا يعبدون اللات والعزة وهبل اصناما من حجارة واحيانا اخرى من تمر ثم يأكلونها ... ثم يأتي خبر السماء خبر من عند الحق سبحانه وتعالى "فاصبر صبرا جميلا انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا" فأراد المولى عز وجل نقلة في رحلة مقدسة مقدسية ليطلع من خلالها على الانوار اليقينية ولينظر الى الحقائق الكونية ... برهة من الزمن بعد عناء ونصب الى جو اخر اسمه "الضيافة الربانية" والى جو السكينة والطمأنينة.
ولقد شاءت حكمة الخالق عز وجل ان يجعل مكان هذا الحادث العظيم بيت المقدس "القدس" اولى القبلتين وثالث الحرمين ومهد الانبياء ومهبط الوحي والرسالات، ذلك بيان للناس كافة ان الاسلام هو خاتم الرسالات، وهناك يجتمع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم باخوانه الانبياء ... ويؤمهم بالصلاة، فهذا الامر العظيم دليل على امامة الاسلام، كما انه يرمز الى الرباط الوثيق بين الانبياء وبين اتباعهم بعد ذلك، وبهذا يكون رسولنا العظيم وقائدنا الاول والاخير قد وضع الحدث الجليل، امانة عظيمة في اعناق المسلمين تتمل في كثير من القضايا الهامة ... واهمها جمع الناس تحت راية واحدة راية لا اله الا الله محمد رسول الله دين اساسه الوحدة يدعو الى المحبة والسلام، ويبقى من بعد ذلك الحديث عن القدس، فهي دار السلام ودار الاسلام، فهذا الحفل القدسي الشريف والصلاة الروحية العظيمة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو يتقدم لامامة الانبياء في الاقصى الشريف برهان ساطع ودليل ناصع ان الدرة الغالية والجوهرة النفيسة عهدة في رقبة التابعين لامام النبيين والمرسلين، فالقدس الشريف في قلوب المؤمنين جميعهم، وبخاصة من سكن او اقام في هذه الديار، اتفاقا وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين قالوا اين هم يا رسول الله؟ قال بيت المقدس واكناف بيت المقدس، بيت الرباط، وباب السماء، ومحط نظر الرب سبحانه وتعالى".
على ان الاسراء والمعراج لم يكن مجرد حدث او رحلة ترويحية وانما كانت رحلة تشريفية وتكليفية في ان واحد.
وبداية القصة تبدأ بالمحن وبالابتلاءات محاربة قريش له، موت عمه ابي طالب الذي كان حاميا له، موت زوجته خديجة ودعوته قومه وبخاصة اهل الطائف فلا يجد من القوم الا كل ايذاء حتى رموه بالحجارة حتى سالت دماؤه الشريفة ... وما كان من رسولنا الكريم بعد كل هذا التعب والعناء الا ان رفع يديه الى السماء ودعا ربه قائلا "اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ويختم دعاؤه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كلمة خفيفة علي اللسان ثقيلة في الميزان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~