وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 307 عن الواقدي عن الحسن بن عمارة عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد قال كان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مسنمة عليها نقل. والواقدي والحسن متروكان.
والنقل الحجارة الصغار كما في غريب الحديث للخطابي 1/ 635.
وروى عبد الرزاق في مصنغه 3/ 503 ح 6485 عن معمر عن أيوب عن عبد الرحمن ابن القاسم بن محمد قال:
سقط الحائط الذي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فستر ثم بنى فقلت للذي ستره: ارفع ناحية الستر حتى أنظر إليه فإذا عليه جبوب، وإذا عليه رمل كأنه من رمل العرصة
وهذا سند صحيح عن عبدالرحمن بن القاسم. والجبوب الحصى الطينية الصغيرة.
وروى البيهقي في سننه 3/ 411 من طريق الدراوردي عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي e رش على قبره الماء، ووضع عليه حصباء من حصباء العرصة. قال البيهقي: وهذا مرسل. فقال الألباني: وهو صحيح الإسناد (إرواء الغليل 3/ 206). يعني أنه صحيح الإسناد إلى مرسله وهو محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.
وأخرجه سعيد بن منصور أيضا كما في التلخيص الحبير 2/ 133.
وذكر ابن حجر أن أبا بكر بن النجاد روى من طريق جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع قبره من الأرض شبرا، وطين بطين أحمر من العرصة.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه 3/ 22 قال: حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر وسالم والقاسم قالوا كان قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر جثا قبلة.
وهذا سند ضعيف. والجثا: الحجارة المجموعة وكومة التراب والقبر.
وأما الحديث الذي ذكره البهوتي فقد رواه الشافعي في الأم 1/ 273 قال: أخبرنا إبراهيم ابن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر إبراهيم ابنه، ووضع عليه حصباء. ومن طريقه البيهقي في سننه 3/ 411.
وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى الأسلمي شيخ الشافعي، وهو متروك.
فمن أخذ بهذه الآثار التي تفيد في مجموعها أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وضع عليه حصباء، فاستحب أن يوضع على القبر حصباء، وعلل ذلك أيضا بما علل به البهوتي الحكم فلا ينكر عليه ولا يبدع، فهي مسألة يسع فيها الخلاف والاجتهاد. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[25 - 07 - 05, 07:38 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ بسام على هذا البحث المفيد .. وفعلاً بعض الأخوان هداهم الله قد يجتهد من غير بحث ولادراية والله المستعان ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 - 07 - 05, 04:24 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وقولكم نفع الله بكم: [فقد استحب هذا الأمر فريق من العلماء] قد يفهم منه وإن كان بعيدا أن أهل العلم مختلفون في هذا
وليتكم وضحتم أنه قول العلماء كافة ولا يعلم عن أحد من أهل العلم المتقدمين ببدعية هذه الحصباء وأنه قول حادث
وليت من تبنى مثل هذا الرأي في مسألة الجنائز أن يلتفت إلى طريقة تغسيل الميت وقبلها ما يصنع بعد موته وليجر قاعدته في التبديع
مع أن هذا ثبت في السنة وأقوال أهل العلم فهو من مصلحة الميت لأن الحصباء تحمي التراب من أن ينقله الهواء والريح فتذهب معالم القبر وهذا له نظر في الشريعة
المقرئ