تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: الأمور التي تتساوى المرأة مع الرجل في أمر البيعة.

1 - الأصل في مشروعيتها: تشترك النساء مع الرجال في مشروعية البيعة كما حصل للرسول صلى الله عليه وسلم في بيعة الصحابيات له. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله عز وجل: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين} إلى آخر الآية. قالت عائشة رضي الله عنها: فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن: {انطلقن فقد بايعتكن} ففي حضور النساء لبيعة الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على مشروعية بيعتهن، وقد خصص البخاري والنسائي والترمذي باباً لبيعة النساء ..

2 - الاجتماع للبيعة: وهذا ما دل عليه ألفاظ الحديث السابق، وعن أم عطية قالت: لما قدم رسول الله المدينة، جمع نساء الأنصار في بيت، فأرسل إلينا عمر بن الخطاب، فقام على الباب، فسلم علينا، فرددنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسول رسول الله إليكن. قالت: فقلنا مرحباً برسول الله، وبرسول رسول الله. فقال: {تبايعنني على أن لا تشركن بالله شيئاً ولا تزنين ولا تسرقن .. الآية؟} واجتماع النساء للبيعة قد حصل مثله للرجال. عن عبادة بن الصامت قال: {دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه}.

3 - تكرار أمر البيعة: فقد تكرر أمر البيعة عند كل من الرجال والنساء فعند الرجال كانت في مواضع متنوعة وهي البيعات الثلاث المعروفة بيعة العقبة الأولى والثانية وبيعة الرضوان. قال ابن حجر: فهناك ثلاث بيعات: بيعة العقبة وكانت قبل أن يفرض الحرب، والثانية بيعة الحرب وسيأتي في الجهاد انها كانت على عدم الفرار، والثالثة بيعة النساء أي: التي وقعت على نظير بيعة النساء.

وعند النساء تكررت البيعة ثلاث مرات كما ثبت ذلك في الروايات: فالأولى بيعة النساء المهاجرات: كما في حديث عائشة السابق. والثانية: بيعة نساء الأنصار كما في حديث أم عطية في قولها جمع نساء الأنصار، والثالثة: ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: «شهدت الفطر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يصلونها قبل الخطبة، ثم يخطب بعد. خرج النبي صلى الله عليه وسلم كأني انظر إليه حين يجلس بيده. ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال فقال: {يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك}. ثم قال حين فرغ منها: آنتن على ذلك؟ قالت امرأة واحدة منهن - لم يجبه غيرها -: نعم. لا يدري حسن من هي قال الثعالبي: أعاد الآية على من لم يبايعه من أهل مكة، لقرب عهدهم بالإسلام، والله أعلم.

ثانياً: الأمور التي اختلفت فيها المرأة عن الرجل في أمر البيعة:

1 - الاختلاف في الكيفية: مبايعة النساء بالكلام فقط أما مبايعة الرجال فهي بالكلام والمصافحة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {أن لا يشركن بالله شيئاً} قالت: وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها. وعن أميمة بنت رقيقة انها قالت: قلنا: الله ورسوله أرحم بنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة»، فهذه الأحاديث دليل على تحريم مصافحة الرجال للنساء، قال الشنقيطي: وكونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة، ولا يمس شيء من بدنه شيئاً من بدنها، لأن أخف أنواع اللمس المصافحة، فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة، دل ذلك على انها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم، لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريره، وقال النووي: فيه أن بيعة النساء بالكلام من غير أخذ كف. وفيه أن بيعة الرجال بأخذ الكف مع الكلام. وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة وأن صوتها ليس بعورة، وأنه لا يلمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة.

2 - ان بيعة النساء جاءت بعد بيعة الرجال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير