[النهي عن الطعام الحار .... وفوائد في آداب الأكل]
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 08 - 05, 03:43 م]ـ
جاء في بعض الموسوعات الطبية أن من أسباب السرطان عافانا الله وإياكم أكل الطعام وهو حار ويعللون ذلك بأنه يؤدي إلى اضطراب في انقسام الخلايا.
وقد جاء في السنة النهي عن أكل الطعام الحار:
ففي الآداب للبيهقي قال: أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بحر بن نصر، حدثنا ابن وهب، أخبرني قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، عن عروة، عن أسماء بنت أبي بكر: أنها كانت إذا ثردت غطته شيئا حتى يذهب فوره، ثم تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه أعظم للبركة " وروينا عن الأعرج، عن أبي هريرة أنه كان يقول: " لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره " وروي عن أبي ذر معناه *
وفي شعب الإيمان له قال:
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الله بن محمد بن علي، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا العباس بن أبي طالب، ثنا أبو المسيب سلم بن سلام الواسطي، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، عن ضمرة بن حبيب، عن صهيب قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أكل الطعام الحار، حتى يسكن " *
وقال في السنن الكبرى:
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، نا أبو العباس الأصم، نا بحر بن نصر، نا ابن وهب، حدثني الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، أنه كان يقول: "
لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره " *
وقد صحح النهي العلامة الألباني في الصحيحة حديث رقم 392
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 08 - 05, 03:56 م]ـ
ووقفت على كتاب لأبي البركات الغزني ذكر فيه بعض الآداب ولما فيها من الطرافة أحببت نقلها:
كتاب المؤاكلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
هذه جملة من العيوب التي من علمها كان خبيراً بآداب المؤاكلة
وعدتها أحد وثمانون عيباً حسبما نقلناه مفرقاً والله الموفق وهي:
الحكاك الحكاك: وهو الذي يحك رأسه وموضعاً في بدنه بعد غسل يده وقبل الأكل فقد حكى بعضهم أن رجلاً غسل مع المأمون يده وأبطأ الطعام فسبقته يده إلى رأسه فقال له المأمون: أعد غسل يدك فغسلها ثم لم يلبث أن سبقت يده إلى لحيته فقال له: أعد غسلها قال: ولا يلي غسل اليد إلا الخبز.
الزاحف والزاحف: وهو الذي إذا قدم الطعام زحف إلى المائدة قبل الجماعة وربما كان الطعام لم يتكامل تصفيفه أو كان رب المنزل مرتقباً حضور من يتوقعه فإن زحف الحاضرون إلى المائدة بزحفه فقد أسجل على نفسه بالنهم وإن هم تثاقلوا عن موافقته بقي على المائدة وحده فيخجل وربما كان الذي يتوقعه رب المنزل من إخوانه هو المقصود بذلك الطعام فإذا حث والمشنع: وهو الذي يجعل ما ينفيه عن طعامه من عظام أو نوى تمر وغيره بين يدي جاره تشنيعاً عليه بكثرة الأكل.
حكى أن متلاحيين حضرا على مائدة بعض الرؤساء فقدم لهما رطب فجعل أحدهما كلما أكل جعل النوى بين يدي الآخر حتى اجتمع بين يديه ما ليس بين يدي أحد من الحاضرين مثله فالتفت الأول إلى رب المنزل وقال: ألا ترى يا سيدنا ما أكثر أكل فلان الرطب! فإن بين يديه من النوى ما يفضل به الجماعة فالتفت إليه صاحبه وقال: أما أنا أصلحك الله فقد أكلت كما قال رطباً كثيراً ولكن هذا الأحمق قد أكل الرطب بنواه فضحك الجماعة وخجل المشنع.
المتثاقل والمتثاقل: هو الذي يدعى فيجيب ويوثق منه بالوفاء ثم يتأخر عن الداعي الملهوف حتى يجيعه ويجيع إخوانه وينكد عليهم فجزاء هذا بعد الاستظهار عليه بالحجج وإعادة الرسول إليه أن يستأثر الإخوان بالمؤاكلة دونه معتمدين بذلك الاستحقاق به ليؤدبوه إن كان فيه مسكة أو ينبهوه إن كان له فطنة.
وقد جاء في الخبر في إجابة الداعي وترك التأخر عنه قوله صلى الله عليه و سلم: (من دعي إلى طعام فليجب إن كان مفطراً فليأكل وإن كان صائماً فليصل).
فإذا كان الصائم قد أمر بالإجابة فكيف بالمفطر ومن أجاب ثم تأخر! وقد ناب ذلك جحظة البرمكي من فتى فكتب إليه: تأخرت حتى كدرت الرسول وحتى سمت من الانتظار وأوحشت إخوانك المستعدين وأفحجتهم كشباب النهار وأضرمت بالجوع أحشاءهم بنار تزيد على كل نار ويقال: ثلاثة تضني سراج لا يضيء ورسول بطيء ومائدة ينتظر بها يجيء.
¥