المدمع والمدمع: هو المتثاقل: هو الذي يدعى فيجيب ويوثق منه بالوفاء ثم يتأخر عن الداعي الملهوف حتى يجيعه ويجيع إخوانه وينكد عليهم فجزاء هذا بعد الاستظهار عليه بالحجج وإعادة الرسول ليؤدبوه أن كانت فيه مسكة أو ينبهوه إن كان له فطنة.
وقد جاء في الخبر في إجابة الداعي وترك التأخر عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (من دعي إلى طعام فليجب إن كان مفطراً فليأكل وإن كان صائماً فليصل).
فإذا كان الصائم قد أمر بالإجابة فكيف بالمفطر ومن أجاب ثم تأخر! وقد ناب ذلك جحظة البرمكي من فتى فكتب إليه: تأخرت حتى كدرت الرسول وحتى سمت من الانتظار وأوحشت إخوانك المستعدين وأفحجتهم كشباب النهار وأضرمت بالجوع أحشاءه بنار تزيد على كل نار ويقال: ثلاثة تضني سراج لا يضيء ورسول بطيء ومائدة ينتظر بها يجيء.
المدمع والمدمع: هو المتناول الطعام الحار ولا يصبر عليه إلى أن يبرد فيتناول اللقمة فيخلف ظنه في احتمال حرارتها فتدمع عيناه عند احتراق فمه وربما اضطر إلى إخراجها من فيه أو إلى ابتلاعها بجرعة ماء بارد مهما يحصل من إحراقها معدته.
المبلغ والمبلغ: هو الذي لا ينهنه اللقمة في فيه حتى يبلعها قبل تكامل طحنها.
فإن ذلك مع كونه من أكبر علامات الشره والنهم يضر من وجهين: أحدهما: أن الطعام إذا لم يطحن بالأضراس ناعماً كان أقل تغذية وتقوية.
الثاني: تكليف المعدة هضم ما لا ينسحق وتنفصل أجزاؤه وربما يغص فيحتاج لشرب الماء في أثناء الأكل وتزفير الإناء.
والمقطع: ويسمى القطاع وهو الذي إذا تناول اللقمة بيده استكبرها فعض على نصفها ويعاود غمس النصف الآخر في الطعام ويأكله.
المبعبع والمبعبع: هو الذي إذا أراد الكلام لم يصبر إلى أن يبلع اللقمة لكنه يتكلم في حال المضغ فيبعبع كالجمل ولا يكاد يتفسر كلامه وخصوصاً مع كبر اللقمة.
المفرقع والمفرقع: هو الذي لا يضم شفتيه عند المضغ فيسمع لأشداقه صوت من باب بيته وربما ينتثر المأكول من أشداقه والأدب أن لا يسمعه الأقرب إليه.
الرشاف والرشاف: هو الذي يجعل اللقمة في فمه ويرشفها فيسمع له ساعة البلع اً لا يخفى على أحدٍ.
الدفاع اللطاع واللطاع: ويسمى اللحاس وهو الذي يلحس أصابعه ليميط عنها ودك الطعام قبل أن يفرغ من الأكل ثم يعيدها للطعام أما بعد الفراغ فلا بأس به على أن لا يعاود وأفضل الحالين تعهد الأصابع بما تمسح به كل وقت كمئزر المائدة.
المعطاش والمعطاش: هو الذي إذا عطش وفي فمه لقمة لا يصبر حتى يبلعها ثم يشرب بل يمسكها في شدقه ثم يشرب الماء ثم يعاود إلى مضغها.
المعرض والمعرض: هو الذي يعرض بذكر ما أخل به رب المنزل من الأطعمة ولو في حكاية يوردها فإن في ذلك نوع استصغار لهمة صاحب المنزل إن لم يقدر على إحضاره وتثقيلاً عليه إن تكلف إحضاره في الوقت كمن يطعم الأرز باللبن فيقول: إن هذا الطعام نافع وإذا أكل بالسكر كان سريع الإنهضام كثير التغذية فيضطرب صاحب المنزل ويضطر إلى إحضار السكر وكذلك إذا كان في الطعام جنس ما عرض به لكنه كان قليلاً فيحتاج رب المنزل إن لم يقدر على إحضاره وتثقيلاً عليه إن تكلف إحضاره في الوقت كمن يطعم الأرز باللبن فيقول: إن هذا الطعام نافع وإذا أكل بالسكر كان سريع الإنهضام كثير التغذية فيضطرب صاحب المنزل ويضطر إلى إحضار السكر وكذلك إذا كان في الطعام جنس ما عرض به لكنه كان قليلاً فيحتاج رب المنزل إلى الزيادة ويخجله إن لم يكن عنده.
وحكي أن المأمون طلب من علي بن هشام أن يعمل له دعوة ولم يمهله الزمان الذي يمكن أن يحتفل به لدعوته فلما دخل المأمون دار علي شاهد من آلات التجمل ما جار له فقال: ما ظننت أن أحداً تبلغ من المأمون فقال: يا أمير المؤمنين عن عليا شعر بأنا نهجم عليه فاستعد لنا واستعار فلم يفطن علي لمقصوده وظنه يذهب إلى الاستنقاص بمروءته فبذر وحلف برأس المأمون إن كان استعان بأحد في تجمله واستعار شيئاً.
¥