تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلما جلسوا على الطعام غمز المأمون أبا أحمد ولد الرشيد فقال أبو أحمد: أشتهي مخا فنقلت صحاف المخ وهو يأكل ويستزيد فلما شعر الطباخ بمقصوده قال لأستادار علي بن هشام: ويحك إن هو لا إنما قصدوا الزري على مروءة سيدنا ونبله ولا ينبغي لنا أن نمكن من ذلك وقد ذبحت كل ما عندي وملأت الصحاف بمخه وهم غير مقتنعين وليس يملأ عيونهم إلا المخ المهري وكان لعلي مهر يسابق الريح وقد اشتراه بعشرة آلاف درهم فقال له: وما انتظارك به فقال: نستأذنه فقال: ليس هذا وقت إذن! فبادر الطباخ إلى الفصيل فذبحه وخلص عظامه وسلقها واستخرج المخ. وصار يمدهم بصحاح المخ وهم يأكلون وأبو أحمد يستزيد إلى أن استحيا المأمون وغمز أبا أحمد فأمسك. النفاخ والنفاخ: هو الذي يتناول اللقمة الحارة نفخها بفيه ابتغاء تبريدها وكان سبيله الكف عن الطعام إلى أن يمكنه تناوله.

الممتد والممتد: هو الذي يأكل من صحيفة بعيدة عنه فيحتاج إلى مد باعه والتزحزح نحوها.

الجراف والجراف: هو الذي يضع اللقمة في جانب الزبدية ويجرف بها إلى الجانب الآخر.

المزفر والمزفر: هو الذي يستدعي الماء في حال الأكل ويتناول عروة الشربة والأدب أن يمسح أصابعه بالمئزر نعما ثم يتناول عروة الشربة بخنصره أو يمسك كعبها أو يتناول الشربة بالخنصرين والبنصرين جميعاً.

المدسم والمدسم: هو الذي يملأ المحل بالدسم بتغميسه اللحم فيه.

المغثي والمغثي: وهو الذي يملأ ذقنه بالزفر لعدم ضبطه فمه أو يده عند وضعها في فمه فترى الزفر وقد قطر من شاربه والذي منخره يتنحنح فتارةً ينفخ وتارةً ينشقن وتارةً يمتخط.

المقزز والمقزز: هو الذي يتحدث على المائدة بما تشمئز نفوس مؤاكليه من سمعه كمن يذكر أخبار المرضى والمسهولين والدمامل والقيح والقيء والبراز والمخاط ونحو ذلك والذي يكثر من التمخط والتنهع والبصق ومسح العين إذا جلس على الأكل.

العائب والعائب: هو الذي ينبه على بعض عيوب الطعام فيقول: هذا شواء أحرقه الشواء وهذه هريسة جيدة لولا أنها سمراء وهذا طبيخ كثير الملح أو قليل الحمض أو الحلو.

المستبد والمستبد: هو الذي يستبد لملعقة دون مؤاكليه أو بغيرها مما يجري هذا المجرى.

المهمل والمهمل: هو الذي لا يراعي من بجانبه والأدب أن يؤثره في بعض ما يستطاب من لحم ونحوه وأن يعرض عليه الشرب قبله عند تناوله الشربة وأما الرئيس فمن أدبه في المؤاكلة تقديم النوالات إلى مؤاكليه.

الجملي والجملي: هو الذي لخشيته من تنقيط المرق على أثوابه يمد رقبته ويتطاول إلى قدام كالجمل حتى ينقط ما يقطر من فيه على المائدة أو المئزر.

الواثب والواثب: وهو الذي ينهض ويثب ويتحرك عند وضع اللقمة حتى يكاد تسقط عنه عمامته ويسمى أيضاً بالمختل.

المخرب والمخرب: هو الذي إذا أكل من صحيفة لم يبق فيها إلا العظام فإنه يأكل أي لحمةٍ رآها وأطايب الطعام ولا يلتفت لغيره كأنما ليس عند الطعام غيره.

المصفف والمصفف: وهو الذي يقوم ويتشمر عند حضور المائدة ويصفف الصحاف والأطعمة يوهم أن هذا خدمة للحاضرين وليس كذلك بل لينظر في الألوان ليجعل الطيب في مكانه.

الفضولي والفضولي: وهو الذي لا يتمالك إذا رأى الخروف المشوي حتى يتناوله بيديه فيمزقه ويلقيه إرباً إرباً ويظن أنه قد أحسن وبر بالحاضرين وفي ذلك تثاقل على رب المنزل وربما كان يؤثر أن ينفذ فه صحيحاً إلى من يريد وهو - بالجملة - من العيوب وربما يكون قصد فاعل ذلك ليجمع أحسن اللحم قدامه وهو أيضاً من يبادر بتكسير الخبز ويطرحه في المائدة ولعل قصده بذلك ليجمع قدامه فضل الكسر وهو أيضاً من يضع إبهارا وملحاً في الصحفة فربما أفسدها على من يؤاكله منها لكثرة الملح أو لكون مؤاكله لا يحب الملح أو يتناول المريء أو الخل ونحوه فيصبه على الهريسة ونحوها وربما يكون في الحاضرين من يكره ذلك لأنه لم يعتده ونحوها وربما يكون في الحاضرين من يكره ذلك لأنه لم يعتده والأدب ألا يتجاوز إصلاح ما يأكله وحده وقد يسمى المصفف أيضاً فضولياً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير