الطفيلي والطفيلي معروف: وهو من يحضر إلى الدعوة من غير أن يدعى والتطفيل حرام ومما يحي من نوادر الطفيلية من اصطلاحاتهم في أسماء الأطعمة أن الخبز اسمه (جابر) والسفرة (بساط الرحمة) والقدر (أم الخير) والزبادي (إخوان الصفا) والأطعمة (قوت القلوب) والرز (الشيخ الظهير) والمضيرة (قاضي القضاة) والرشتا بالعدس (عبد الرحيم) والخروف المشوي المعذب (ابن الشهيد) والدجاجة (أم حفص) والفراريج (بنات نعش) والطشت قبل الطعام (بشر وبشير) ويقال: (المبشران) وبعد الطعام (منكر ونكير) ويقال: (المرجفان).
ومن وصاياهم إذا كنت على مائدة فلا تتكلم في حال الأكل وإن كلمك من لا بد من كلامه فلا تجبه إلا بنعم فإنها لا تشغل عن الأكل.
وقال بعضهم لطفيلي: أوصني قال: لا تصادف شيئاً من الطعام وترفع يدك وتقول: لعلي أصادف أحسن منه قال: زدني قال: إذا وجدت طعاماً فكل منه أكل من لم يره قط وتزود منه إلى الله تعالى.
ومن حكاياتهم أن طفيلياً أتى إلى عرس فمنع من الدخول فراح وأخذ إحدى نعليه بيديه وأخذ خلالاً يتخلل به ودق الباب فقال البواب: من قال: ابتدل نعلي ففتح له الباب فدخل وأكل مع القوم.
وحكي أن طفيلياً أتى إلى وليمةٍ فمنع من الدخول فأخذ قرطاساً أبيض ولفه وختمه بطين وأتى إلى الباب فدقه وقال: معي كتاب لرب الدار من صديق له فدخل فدفع الورقة إلى رب الدار فلما رأى الطين رطباً قال: عجباً من رطوبة الطين فقال: يا مولانا! وأعجب من ذلك أنه لم يكتب فيه حرفاً فعرف أمره واستحسن ذلك منه وحكاياتهم ليس هذا محلها انتهى.
والجردبيل: هو الذي إذا رأى في الخبز نقصاً يستغنمه ويحمل منه كسرةً كبيرةً يجعلها له ذخيرةً ليأكلها بعد أن يفرغ.
المشغل والمشغل: وهو الذي يشغل رغيفاً ليمنع غيره من أكله فإذا رأى الخبز قد نقص أسرع في البلع ولو كاد يغص.
الملقو والملقو: هو الذي يأكل اللقمة الكبيرة فترى من خارج فكه كالسلعة العظيمة فيبقى فكه كالملقو ولو صغر اللقم لأمن ذلك وأتى بالسنة.
النهم والنهم: هو الذي يأكل لقماً داركاً ويتأخر الجماعة عن المائدة وهو على حالة في الأكل وربما يمضع بالشدقين فلقمته بلقمتين!!.
الناثر المسابق والمسابق: وهو من قسم النهم أيضاً وهو الذي يمسك في يده لقمةً قد أعدها قبل أن يمضغ التي في فمه فلا يرى فكه خالياً عن مضغ ولا يده خالية وربما تكون عينه في لقمة أخرى.
الصامت والصامت: وهو من قسم النهم أيضاً وهو من لا يعود ينطق بل يكب ويطرق على الأكل ويشتغل بالمضغ والبلع وأخذ اللقم ووضعها متصلاً ذلك بلا انفصال.
حاطب ليلٍ وحاطب ليلٍ: هو الذي لا يستقصي تأمل ما يأكله فربما أكل ذبابةً عساها تقع في الإناء وهو لا يشعر فيتغامز عليها الحاضرون وإن أكل سمكاً لم يستقص تنقيته من العظام فتراه في أكثر الأوقات وقد نشب العظم في حلقه وأشرف منه على مكروه وقد ينشب أيضاً عظام الدجاج ونحوها ولا سيما الحمام لعصافير في الحلق فيبقى مدة طويلة لا يستلذ بأكل ولا شرب ويذوق العذاب كما أصاب الشيخ النجيب يوسف بن يعقوب رئيس عمرانات فإنه شارف الصعب والصعب: وهو بضد حاطب ليلٍ وهو من ينقي اللقمة في يده مما لا يحترز التنقية كقشور حمص وعروق سلق وغير ذلك ويجعلها قدامه منتثرة.
البحاث والبحاث: وهو من يبحث الطعام ويفرقه وينظر في أجزائه حتى يغثي نفس من يراه ويخطئ عقل من ينهاه.
البهات والبهات: هو الذي يبهت في وجه مؤاكليه حتى يبهتهم ويأخذ اللحم من بين أيديهم.
العابث والعابث: وهو من يعبث قبل تكامل إحضار الطعام وأكل الناس بالمائدة أو الزبدية ونحوها كأن يصلحها ويرمي شيئاً يجده عليها لا يجوز الرمي وهذا من دناءة النفس وسخافة العقل.
¥