الموزع والموزع: وهو أيضاً فضولي وهو الذي يفرق معظم الطعام على غلمان رب المنزل وليس ذلك من أدب المؤاكلة بل خلاف السنة والسنة أيضاً ألا يطعم هرة ونحوها فإن ذلك وظيفة رب المنزل.
الموفر والموفر: هو الذي يحضر في أول طعامه ما يرخص عليه كالخل والبقل ويطيل الأكل ويؤخر إحضار الأطعمة الجيدة إلى أن يشبع الحاضرون مما هو دونها توفيراً لها.
المحدث والمحدث: هو رب المنزل يشاغل مؤاكليه بالحديث المتصل الذي يستدعي الجواب ويلهيهم بالإصغاء إليه عن الأكل وذلك معدود من اللؤم أما الحديث الذي لا يستدعي جواباً فهو من قال بعضهم صادف زاداً وحديثاً يشتهى: إن الحديث طرق من القرى ويستجاد لبعض المحدثين قوله: كَيفَ اِحتيالي لِبَسطِ الضَيفِ مِن خَجَلٍ عِندَ الطَعامِ فَقَد ضاقَت بِهِ حِيَلي أَخافُ تَكرارَ قَولي كُلَّ فاحِشَةٍ وَالضَيفُ يَنسُبُهُ مِنّي إِلى البَخَلِ المستأثر والمستأثر: هو رب المنزل يدعو رجلاً فيؤاكله ثم يغلب عليه النهم فيستأثر بأطايب اللحم لطعام دونه وإن اتفق أن الطعام لا يكفيهما جميعاً كان شبعه أهم عنده من إشباع ضيفه وأحسن ما قبل في إيثار المؤاكل قول حاتم.
وَإِنّي لِأَستَحيِيَ رَفيقِيَ أَن يَرى مَكانَ يَدَيَ مِن مَوضِعِ الزَادِ بَلقَعا وَأَنتَ إِذا أَعطَيتَ بَطنَكَ سُؤلَهُ وَفَرجَكَ نالا مُنتهى الذَمِّ أَجمَعا وقال المبرد: كان متمم بن نويرة يؤخر العشاء إلى الليل انتظاراً للضيف أو طارق يؤاكله.
ولقيس بن عاصم المنقري يخاطب زوجته بقوله: بُنَّيةَ عَبدِ اللَهِ وَاِبنَةَ مالِكٍ وَيا بِنَةَ ذي البُردينِ وَالفُرسِ الوَردِ أَما طارِقٌ أَو جارُ بَيتٍ فَإِنَّني أَخافُ مَذَمّاتِ الأَحاديثِ مِن بَعدي فأجابته: أَبى المَرءُ قَيسٌ أَن يَذوقَ طَعامَهُ بِغَيرِ أَكيلٍ إِنَّهُ لَكَريمُ فَبورِكتَ حَيّاً يا بنَ عاصِمٍ ذي النَدى وَبورِكتَ مَيتاً قَد حَوَتكَ رُجومُ ولآخر: أُضاحِكُ ضَيفِيَ قَبلَ إِنزالِ رَحلِهِ وَيُخصِبُ عِندي وَالمُحِلُّ جَديبُ وَما الخِصبُ لِلأَضيافِ أَن يُكثِر القِرى وَلَكِنَّما وَجهُ الكَريمِ خَصيبُ المتعدي والمتعدي: هو الذي يأكل ما بين يدي غيره.
اللفاف واللفاف: هو الذي يلف لنفسه لفة بعد لفة من الخبز كل واحدة نحو ثلث رغيف ويعضها في عدة مرار فهو بين الإخوان غير مستحسن إن فعله المرء لنفسه لكن يحسن أن يعمله رب المنزل لغيره وخصوصاً للنساء فإن اعتماد ذلك معهن مما يقرب إليهن وخصوصاً بعد امتناعهن عن الغصاص والغصاص: هو الذي يغفل عن إعداد الماء قبل الأكل فغذا غص أحد مؤاكليه لا يجد ما يسقيه.
النثار والنثار: هو الذي يفرط في القهقهة والقمة في فيه فيشاهد جلساؤه ممضوغة داخل شدقه ويتناثر منها ما انسحق.
البقار والبقار: هو الذي يخرج لسانه كالبقرة وقتاً بعد وقت للحس شفتيه خارج فمه.
الممتحن والممتحن: ويسمى المحسس والمحتال وهو الذي ع إصبعه على لحمة ظاهرة فإن رآها عظماً ضم إصبعه ومصها يوهم أن الطعام حار وأنه لذعه وإن رآها لحمة أخذها ثم إن كانت كبيرة أكلها أو صغيرة دفعها لجاره كأنه آثره بها.
والمحتال: هو الذي ينقل لحماً كثيراً على الولاء ويضعه قدام من بجنبه.
ويقول له: كل يا سيدي فيحتشم ويمتنع فيرجع هو يأكله فهو حيلةٌ على حصول ذلك له.
المغالي والمغالي: ويسمى المستغنم هو الذي لا يقصد في أكله إلا الغالي الثمن وإن كان مضراً وإن كان غيره أطيب منه.
المفرق والمفرق: وهو الذي يفرق اللحم والكباب في الطعام ليختفي عن أعين الأصحاب ثم يغوص خلفها بالملعقة مسارعاً في أخذها خفيةً ويسمى أيضاً المختلس.
المختلس والمختلس: ويقال هذا الاسم أيضاً لمن يقرض اللحم قطعاً صغاراً ثم يختلسها بين اللقم بحيث لا يدرى به ليحمل إليه من اللحم أيضاً لظنهم أنه لم ينل منه.
المعزل الموحش والموحش: هو رب المنزل الذي يحرد على غلمانه أو يهدد الطباخ أو يضرب في داره جاريةً أو غلاماً عند اجتماع ندمائه أو حضور مائدتهم.
المتشكي والمتشكي: هو رب المنزل إذا اشتكى السنة وغلاء الأسعار واعتذر إلى ضيفه بشدة ضيقه وأقبح ذلك ما يكون في حال الأكل أو قبله.
حكى و العيناء قال: استضف بعض العرب وكانت سنة مجدبة فاعتذرت إليه وذكرت غلاء الأسعار وأكثرت من ذلك فرفع يده وقال: ليس من المروءة أن يذكر غلاء الأسعار للأضياف عند حضور الطعام فاعتذرت إليه وناشدته الله أن يأكل فلم يفعل ورحل من الغد.
المستأذن والمستأذن: هو الذي يستأذن ضيفه في إحضار الطعام كما قال أبو العلاء: لا تَسأَلِ الضَيفَ إِن أَطعَمتَهُ ظُهُراً بِاللَيلِ هَل لَكَ في بَعضِ القِرى أَرَبُ قَدِّم لَهُ ما تَأَتّى لا تُؤامِرُهُ فيهِ وَلَو أَنَّهُ الطُرثوثُ وَالصَربُ المُغتنم والمغتنم: هو الذي إذا عرض عليه الرئيس غسل يده بحضرته تجملاً اغتنم ذلك وبارده ولو أبى ذلك وغلب الأدب لخف على القلب واستفاد الحظوة وأمن من التثقيل فإن الإنسان لا يمكنه استقصاء الغسل والتنظيف في الأيدي والفم بحضرة الرئيس وإن فعل ذلك بحضرته فإساءة أدب منه فالأولى ستر ذلك.
المتخلل والمتخلل: هو الذي يتخلل بأظفاره أو شعر لحيته ونحوه والله الموفق.
وهذا آخر ما حضرنا في ذلك من معايب الأكل فالعاقل يجتنب ذلك طاقته.
والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده.
¥