[ما هو حكم الإسلام في الملاكمة ومصارعة الثيران والمصارعة الحرة؟]
ـ[ابو الفتح المسلم]ــــــــ[05 - 08 - 05, 09:34 م]ـ
السؤال:
[ما هو حكم الإسلام في الملاكمة ومصارعة الثيران والمصارعة الحرة؟]
المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
الملاكمة ومصارعة الثيران من المحرمات المنكرة لما في الملاكمة من الأضرار الكثيرة والخطر العظيم، ولما في مصارعة الثيران من تعذيب للحيوان بغير حق، أما المصارعة الحرة التي ليس فيها خطر ولا أذى ولا كشف للعورات فلا حرج فيها؛ لحديث مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ليزيد بن ركانة فصرعه عليه الصلاة والسلام؛ ولأن الأصل في مثل هذا الإباحة إلا ما حرمه الشرع المطهر.
وقد قرر المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة المنعقدة بمكة المكرمة أن:
الملاكمة المذكورة التي أصبحت تمارس فعلا في حلبات الرياضة والمسابقة في بلادنا اليوم هي ممارسة محرمة في الشريعة الإسلامية لأنها تقوم على أساس استباحة إيذاء كل من المتغالبين للآخر إيذاء بالغا في جسمه قد يصل به إلى العمى أو التلف الحاد أو المزمن في المخ أو إلى الكسور البليغة، أو إلى الموت، دون مسئولية على الضارب، مع فرح الجمهور المؤيد للمنتصر، والابتهاج بما حصل للآخر من الأذى، وهو عمل محرم مرفوض كليا وجزئيا في حكم الإسلام لقوله تعالى: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " وقوله تعالى: " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" وقوله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار ".
على ذلك فقد نص فقهاء الشريعة على أن من أباح دمه لآخر فقال له: (اقتلني) أنه لا يجوز له قتله، ولو فعل كان مسئولا ومستحقا للعقاب.
وبناء على ذلك يقرر المجمع أن هذه الملاكمة لا يجوز أن تسمى رياضة بدنية ولا تجوز ممارستها لأن مفهوم الرياضة يقوم على أساس التمرين دون إيذاء أو ضرر، ويجب أن تحذف من برامج الرياضة المحلية ومن المشاركات فيها في المباريات العالمية، كما يقرر المجلس عدم جواز عرضها في البرامج التلفازية كي لا تتعلم الناشئة هذا العمل السيئ وتحاول تقليده.
ثانيا: المصارعة الحرة: وأما المصارعة الحرة التي يستبيح فيها كل من المتصارعين إيذاء الآخر والإضرار به. فإن المجلس يرى فيها عملا مشابها تمام المشابهة للملاكمة المذكورة وإن اختلفت الصورة، لأن جميع المحاذير الشرعية التي أشير إليها في الملاكمة موجودة في المصارعة الحرة التي تجرى على طريقة المبارزة وتأخذ حكمها في التحريم. وأما الأنواع الأخرى من المصارعة التي تمارس لمحض الرياضة البدنية ولا يستباح فيها الإيذاء فإنها جائزة شرعا ولا يرى المجلس مانعا منها.
ثالثا: مصارعة الثيران: وأما مصارعة الثيران المعتادة في بعض بلاد العالم، والتي تؤدي إلى قتل الثور ببراعة استخدام الإنسان المدرب للسلاح فهي أيضا محرمة شرعا في حكم الإسلام، لأنها تؤدي إلى قتل الحيوان تعذيبا بما يغرس في جسمه من سهام، وكثيرا ما تؤدي هذه المصارعة إلى أن يقتل الثور مصارعه وهذه المصارعة عمل وحشي يأباه الشرع الإسلامي الذي يقول رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ". فإذا كان هذا الحبس للهرة يوجب دخول النار يوم القيامة فكيف بحال من يعذب الثور بالسلاح حتى الموت؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[06 - 08 - 05, 11:20 ص]ـ
أخي أبا الفتح جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ولكن عندي ملحوظة على العنوان (ماحكم الإسلام) فأذكر أن شيخنا محمد العثيمين رحمه الله ينكر هذه العبارة وأشباهها لأنها توجه إلى شخص يخطئ ويصيب وينسب خطؤه إلى الإسلام
لكن لو قيدت (ماحكم الإسلام في نظركم؟) أو: ماترون في كذا؟ لكان أولى
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 08 - 05, 12:12 م]ـ
[ size=7] لحديث مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ليزيد بن ركانة فصرعه عليه الصلاة والسلام؛؟
هل هذا الحديث صحيح؟ 1
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - 08 - 05, 02:08 م]ـ
هل هذا الحديث صحيح؟ 1
راجع " التلخيص الحبير " 4/ 162 (2024)، و " الإرواء " 5/ 329 (1503).
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[08 - 08 - 05, 02:49 ص]ـ
سُئل الشيخ العلّامه ابن عثيمين -رحمه الله- ما حكم الدين في .......... ؟؟
فأجاب -رحمه الله – بقوله: أولاً أنا أكره أن يوجه للشخص مثل هذا السؤال بأن يقال:: ما حكم الدين، ما حكم الإسلام وما أشبه ذلك لأن الواحد من الناس لا يعبر عن الإسلام إذ قد يخطئ ويصيب ونحن إذا قلنا: إنه يعبر عن الإسلام معناه أنه لا يخطئ، لأن الإسلام لا خطأ فيه، فالأولى في مثل هذا التعبير أن يقال: ما ترى في حكم من فعل كذا وكذا أو ما ترى فيمن فعل كذا وكذا، أو ما ترى في الإسلام هل يكون كذا وكذا حكمه، المهم أن يضاف السؤال إلى المسؤول فقط.
أما بالنسبة لما أراه في هذه المسألة فهو .................... اهـ.
رحم الله الشيخ العلّامه ابن عثيمين رحمة واسعة وطيَّب الله ثراه وجعل الجنة مثواه وجزاه الله خيرا عن الإسلام و المسلمين ... آمين
¥