ـ[وليد دويدار]ــــــــ[08 - 10 - 05, 01:29 ص]ـ
مفاتيح الفقه في الدين1/ 30:23
يقوم شخص بالنظر فيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم: " لا تصوموا يوم السبت , إلا فيما فرض عليكم وإن لم يجد احدكم إلا عود عنب , أو لحاء شجرة فليصمه" فيحرم صوم السبت ويغفل عن النظر في الاحاديث التي وردت في هذا الباب.
وذلك كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: " .... فصم يوما وأفطر يوما , فذلك صيام داود عليه السلام وهو أفضل الصيام ".
فهذا الذي يصوم يوما ويفطر يوما سيأتي عليه قطعا يوم السبت وسيصومه , إن أراد السير على صيام يوم وإفطار يوم.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو يوما بعده " , أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.
فهذا يقتضي أيضا صيام يوم السبت.
وعند البخاري من حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة , فقال: "تريدين أن تصومي غدا؟ " قالت: لا , قال:"فأفطري".
فهذا أيضا يقتضي التصريح لها بصوم يوم السبتمع الجمعة.
ومن ذلك أيضا ما أخرجه مسلم من حديث أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
فمن حافظ على صيام الست من شوال عقب يوم العيد مباشرة , سيأتي عليه - لابد - عام يوافق يوم السبت.
* وكذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث على صيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر , وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وهي احديث ترتقي بمجموعها إلى الصحة.
* وورد أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام , فالمحافظ على صوم هذه الأيام الثلاثة , سيأتي عليه - ولابد - شهر يوافق السبت.
وكذلك الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث على صيام يوم عرفة والترغيب فيه , وكذلك يوم عاشوراء.
ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عرفة أحتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده, وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله " فالمواظبة على ذلك سيوافق فيها المرء يوم السبت في عام من الاعوام بلا شك.
فحديث الباب: " لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم " يفيد أن يوم عرفة وعاشوراء لا يُصامان إذا وافق يوم منهما يوم السبت , وهذا قول لم يقل به احد من العلماء فيما علمت , فهذا مما يوهن حديث ذكرها أصح بمفردها من حديث النهي عن صوم يوم السبت المذكور , فلا ينبغي ولا يليق بحال من الاحوال أن تطرح هذه الاحاديث , ولا يعبأ بها , ويقدم عليها حديث: " لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم "!!
ثم أيضا لا يليق بحال من الاحوال أن تهدر أقوال العلماء في مثل هذا المقام وتُهمل!!
بل يلزم العمل بالأحدايث مجتمعة , وترجيح الاصح والأقوى ويلزم كذلك النظر في أقوال أهل العلم , سواء من ناحية حكمهم على الاحاديث , أو من ناحية فقههم للأحاديث , اما النظر إلى متن حديث واحد وسند واحد , وإهمال ماسوى ذلك فيورث فقها شاذا منبوذا.
فغريب امر رجل يفطر عاشوراء , والمسلمون صيام , لكون يوم عاشوراء وافق عنده يوم سبت , ولا يحل له بزعمه أن يصوم يوم السبت!!.
وكذلك عجيب أمر رجل ليس بحاج , والناس من حوله يوم عرفات صيام وهو مفطر!!
أليس بمحروم الأجر والثواب , لقلة فقهه ولإهماله العمل بجملة أحاديث؟ ألم يكن الاولى به ثم الاولى أن يجمع بين الأحاديث وينظر في أقوال سلفه الصالح - رحمهم الله - ويؤلف بين هذه الأحاديث تأليفا مرضيا مقبولا؟!!
فحقا كما قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
**أما أقوال أهل العلم في هذا الحديث **
فمنهم من ضعفه ابتداءا , بل وبالغ في التضعيف.
-فقد قال مالك - رحمه الله -: هذا حديث كذب.نقل عنه ذلك أبو داود في سننه عقب حديث (2424)
- ونقل عن الزهري - رحمه الله - تضعيف هذا الحديث.
- وقال أبو داود: إنه منسوخ.
- وقال النسائي: إنه مضطرب.
- أما يحي بن سعيد فكان يتقي هذا الحديث , وكذلك الأوزاعي - رحمه الله.
¥