حديث أشكل علي كثيراً فهل من مجيب؟ ..
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[10 - 08 - 05, 08:43 ص]ـ
http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif
روى الإمام مسلم في صحيحه برقم (2952) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن الساعة: متى الساعة؟، فنظر إلى أحدث إنسان منهم، فقال: (إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم).
لقد استغل الملاحدة والزنادقة هذا الحديث في التشكيك باليوم الآخر، فقالوا: لو كان بالفعل هناك يوم القيامة لكان ذلك قد حصل منذ ألف وثلاثمائة عام حيث يدرك الهرم ذلك الأعرابي الحدث؟؟
والسؤال هو: ما هو قول العلماء في هذا الحديث؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو زكريا الطائي]ــــــــ[10 - 08 - 05, 09:20 ص]ـ
السلام عليكم,
أخي لو راجعت الشروح قبل أن تسأل لوجدت بغيتك وهي متوفرة على الشبكة. ولعل ما أنقله هنا يكون فيه جوابك. والحاصل من الإجابة المنقولة هنا أن ذلك من أساليب تعليم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحرصه على مخاطبة القوم بما يفقهون, وبما ينفعهم.
قال ابن حجر, قال الداودي: " هذا الجواب من معاريض الكلام, فإنه لو قال لهم لا أدري ابتداء, مع ما هم فيه من الجفاء, وقبل تمكن الإيمان في قلوبهم لارتابوا, فعدل إلى إعلامهم بالوقت الذي ينقرضون هم فيه, ولو كان تمكن الإيمان في قلوبهم لأفضح لهم بالمراد"ا. هـ.
ـ[سليمان التويجري]ــــــــ[10 - 08 - 05, 11:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو زكريا.
وأعتقد بأن جوابك لا يكفي!.
فهل من جواب مفصَّل مقنع أحبتي الكرام؟.
جزاكم الله كل خير وأعاذنا وإياكم من شبهات الشيطان وملأ قلوبنا باليقين والإيمان.
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[10 - 08 - 05, 01:07 م]ـ
ساعتكم
أي: أتاكم موتكم ... و ليس المقصود بكلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الساعة الكبرى ..
بدليل قوله .... ((ساعتكم)) .. الضمير يعود عليهم فقط .. فلم يقل:قامت عليكم "الساعة"
و كذلك من الأدلة على أن المراد بـ ((ساعتكم)) أي موتكم ... أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((إن يعش هذا لم يدركه الهرم)) فأثبت أن هذا الحدث سيكون حيا عند قيام ساعتهم أي موتهم .. لقوله ((لم يدركه الهرم)) أي الكبر و لم يقل يدركه الموت .. فثبت بهذا أن هذا الحدث سيكون حيا عند قيام ساعتهم ... و هذا يستحيل في الساعة الكبرى فقد جائت الأخبار بأن الناس كلهم سيموتون عند قيامها ..
فدل هذا على أن المراد بـ ((ساعتكم)) أي موتكم .... و ليس المراد به الساعة الكبرى .. و الله أعلم ..
و هذا الرد خاص بهذا الحديث .. وأما الأدلة الخارجية الأخرى التي تبطل قولهم فهي كثيرة مشهورة .. لو استطرد طالب علم صغير في جمعها لما حواها مجلد ...
أخي لو راجعت الشروح قبل أن تسأل لوجدت بغيتك
صدق أخي ... فلعلك تلقي نظرة على بعض هذه الشروح ...
و بارك الله فيكم ,,,
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[10 - 08 - 05, 02:45 م]ـ
قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم
حدثنا معبد بن بلال العربي، عن أنس بن مالك، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: متى تقوم الساعة؟ قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة فقال: "إن عمر هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة".
قال أنس: ذاك الغلام من أترابي يومئذ. تفرّد به مسلم أيضاً من هذا الوجه.
قال مسلم: حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن أنس، قال: مر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة".
ورواه البخاري، عن عمرو بن عاصم، عن همام به.
وهذه الروايات تدل على تعداد هذا السؤال والجواب، وليس المراد تحديد وقت الساعة العظمى، إلى وقت هرم ذاك المشار إليه، وإنما المراد أن ساعتهم وهو انقراض قرنهم وعصرهم قصاراه أنهى إلى مدة عمر ذلك الغلام، كما تقدم. وفي الحديث: "تسألوني عن الساعة، فإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة".
ويؤيد ذلك رواية عائشة: "قامت عليكم ساعتكم".
وذلك أن من مات فقد دخل في حكم القيامة فعالم البروج قريب من عالم يوم القيامة، وفيه من الدنيا أيضاً، ولكن هو أشبه بالآخرة، ثم إذا تناهت المدة المضروبة للدنيا، أمر الله بقيام الساعة، فيجمع الأولون والآخرون لميقات يوم معلوم، كما سيأتي بيان ذلك من الكتاب والسنّة وبالله المستعان.