تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 06, 07:33 م]ـ

وفيه:

((اعلم أن آفات العجب كثيرة، فإن العجب يدعو إلى الكبر؛ لأنه أحد أسبابه - كما ذكرناه - فيتولد من العجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة التي لا تخفى هذا مع العباد وأما مع الله تعالى فالعجب يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها، فبعض ذنوبه لا يذكرها ولا يتفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها وما يتذكره منها، فيستصغره ولا يستعظمه فلا يجتهد في تداركه وتلافيه بل يظن أنه يغفر له.

وأما العبادات والأعمال، فإنه يستعظمها ويتبجح بها ويمن على الله بفعلها وينسى نعمة الله عليه بالتوفيق والتمكين منها ثم إذا عجب بها عمي عن آفاتها.

ومن لم يتفقد آفات الأعمال كان أكثر سعيه ضائعاً، فإن الأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة نقية عن الشوائب قلما تنفع، وإنما يتفقد من يغلب عليه الإشفاق والخوف دون العجب والمعجب يغتر بنفسه وبرأيه ويأمن مكر الله وعذابه، ويظن أنه عند الله بمكان وأن له عند الله منة وحقاً بأعماله التي هي نعمة وعطية من عطاياه، ويخرجه العجب إلى أن يثني على نفسه ويحمدها ويزكيها وإن أعجب برأيه وعمله وعقله منع ذلك من الاستفادة ومن الاستشارة والسؤال، فيستبد بنفسه ورأيه ويستنكف من سؤال من هو أعلم منه، وربما يعجب بالرأي الخطأ الذي خطر له فيفرح بكونه من خواطره ولا يفرح بخواطر غيره فيصر عليه ولا يسمع نصح ولا وعظ واعظ، بل ينظر إلى غيره بعين الاستجهال ويصر على خطئه، فإن كان رأيه في أمر دنيوي فيحقق فيه وإن كان في أمر ديني لا سيما فيما يتعلق بأصول العقائد فيهلك به، ولو اتهم نفسه ولم يثق برأيه واستضاء بنور القرآن واستعان بعلماء الدين وواظب على مدارسة العلم وتابع سؤال أهل البصيرة لكان ذلك يوصله إلى الحق.

فهذا وأمثاله من آفات العجب فلذلك كان من المهلكات، ومن أعظم آفاته أن يفتر في السعي لظنه أنه قد فاز وأنه قد استغنى وهو الهلاك الصريح الذي لا شبهة فيه.

نسأل الله تعالى العظيم حسن التوفيق لطاعته.

.))

انتهى

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 02 - 06, 07:57 م]ـ

.

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

ولكن للتنبيه، فإن مدح العالم لمصنفاته لا يدخل في هذا الباب كما ذكر الأخ الفاضل

فإذا تفصحنا كلام العلماء نجدهم نادرا جدا ما يمدحون أنفسهم

أما مدح الكتب فما زال العلماء منذ القدم إلى الآن يمدحون كتبهم وتصانيفهم بأمثال:

- - - تشد له الرحال

- - - لم يصنف مثله في بابه

- - - دونك منهلا عذبا ووردا فياضا

- - - فيه غنية عن غيره

- - - جمعته في أربعين سنة

- - - من ينقل عنه إنما ينقل عن خزانة

............... إلخ إلخ.

والفرق بين مدح النفس ومدح الكتاب واضح:

فالإنسان لا يُمكن الإحاطة بمعرفته، ولكن الكتاب يمكن النظر فيه ومعرفة ما إذا كان هذا المديح الذي ذكره مؤلف حقا أو باطلا، فإن كان باطلا نادى على نفسه بالجهل والإزراء.

.

.

ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:14 م]ـ

فائدة:

أذكر أني مرة كنت أسمع أحد أشرطة العلامة المحدث الأسير - فك الله أسره وعامل من آذاه بنقيض قصده - الشيخ سليمان العلوان:

يقول في الحث على طلب العلم ((ومنهم من جلس في المسجد سنة ومنهم من جلس سنتين ومنهم من جلس ثلاث سنوات وهو معكم في هذا المقام يفطر في المسجد ويتغدى في المسجد ويتعشى في السمجد))

و لا أظنه إلا يقصد نفسه وهو قد جلس ثلاث سنوات والله أعلم،،

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير