ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[17 - 08 - 05, 02:03 ص]ـ
موقف أبي بكرة رضى الله عنه من الفتنة
اخرج البخارى فى صحيحه (7099):
حدثنا عثمان بن الهثيم حدثنا عوف عن الحسن " عن أبى بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال:" لن يفلح قوما ولو أمرهم امرأة "
قال الحافظ فى الفتح (13/ 67):
قوله: (لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل) فى رواية حميد " عصمني الله بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم "وقد أخرج عمر بن شبة في:"كتاب أخبار البصرة " ......... ، فاخرج من طريق عطية بن سفيان الثقفي عن أبيه قال: لما كان الغد من قتل عثمان أقبلت مع علىّ فدخل المسجد فإذا جماعة علىّ وطلحة فخرج أبو جهم بن حذيفة فقال: يا علىّ ألا ترى؟ فلم يتكلم، ودخل بيته فأتى بثريد فأكل ثم قال: يقتل ابن عمى ونغلب على ملكه؟ فخرج الى بيت المال ففتحه، فلما تسامع الناس تركوا طلحة، ومن طريق مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال: قال الاشتر رأيت طلحة والزبير بايعا عليا طائعين غير مكرهين، ومن طريق ابن نضرة قال: كان طلحة يقول انه بايع وهو مكره، ومن طريق داود بن أبى هند عن الشعبى قال: لما قتل عثمان أتى الناس عليا وهو فى سوق المدينةفقالو له ابسط يدك نبايعك، فقال: حتى يتشاور الناس، فقال بعضهم: لئن رجع الناس إلى أمصارهم بقتل عثمان ولم يقم بعده قائم لم يؤمن الاختلاف وفساد الأمة، فاخذ الاشتر بيده فبايعوه، ومن طريق ابن شهاب قال: لما قتل عثمان وكان على خلا بينهم، فلما خشي أنهم يبايعون طلحة دعا الناس الى بيعته فلم يعدلوا به طلحة ولا غيره، ثم أرسل الى طلحة والزبير فبايعاه، ومن طريق ابن شهاب أن طلحة والزبير استأذنا عليا فى العمرة، ثم خرجا الى مكة فلقيا عائشة فاتفقوا على الطلب بدم عثمان حتى يقتلوا قتلته.
ونقل الحافظ رحمه الله قول ابن التين:
كلام أبى بكرة (لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة) يدل على انه لولا عائشة لكان مع طلحة والزبير لأنه لو تبين له خطؤهما لكان مع علىّ، كذا قال وأغفل قسما ثالثا وهو انه كان يرى الكف عن القتال فى الفتنه كما تقدم تقريره، وهذا هو المعتمد، ولا يلزم من كونه ترك القتال مع أهل بلده للحديث المذكور أن لا يكون مانعه من القتال سبب أخر وهو ما تقدم من نهيه الأحنف عن القتال واحتجاجه بحديث " إذا التقى المسلمان بسيفيهما " كما تقدم قريبا.اهـ
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 08 - 05, 12:57 ص]ـ
موقف أبي موسى الاشعرى وأبي مسعود الأنصاري من الفتنة
أخرج البخار في صحيحه (7104،7103،7102):
حدثتا بدل بن المحبر حدثتا شعبة اخبرني عمرو سمعت أبا وائل يقول " دخل أبى موسى وأبو مسعود على عمار حيث بعثه على الى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما ريناك أتيت أمرا اكره عندنا من إسراعك فى هذا الأمر منذ أسلمت، فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا اكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، وكساهما حلة، ثم راحو الى المسجد".
وأخرج أيضا (7107،7106،7105):
حدثنا عبدان عن أبى حمزة عن الأعمش عن شقيق بن سلمة قال " كنت جالسا مع أبى مسعود وأبى موسى وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصاحبك أحدا إلا لو شئت لقلت فيه غيرك، وما رأيت فيك شي منذ صحبت النبى صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من استسراعك فى هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا منذ صحبتما النبى صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من إبطائكما فى هذا الأمر، فقال أبو مسعود ـ وكان موسرا ـ يا غلام هات حلتين، فأعطى أحداهما أبا موسى والأخرى عمار وقال: روحا فيه الى الجمعة".
قال الحافظ في الفتح (13/ 73):
قوله: (ما رأيناك أتيت أمرا اكره عندنا من إسراعك فى هذا الأمر منذ أن أسلمت) زاد فى الرواية الثانيه أن الذى تولى خطاب عمار هو أبو مسعود وهو أبو عقبة بن عمرو الانصارى، وكان يومئذ يلي لعلىّ بالكوفة كما كان أبو موسى يلي لعثمان.
قال ابن بطال:فيما دار بينهم دلالة على أن كلا من الطائفتين كان مجتهدا ويرى أن الصواب معه.
¥