تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله (أعيب): أفعل تفضيل من العيب، وجعل كل منهم الإبطاء والإسراع عيبا بالنسبة لما يعتقده، فعمار لما في الإبطاء من مخالفة الإمام وترك امتثال (فقاتلوا التي تبغي) والآخران لما ظهر لهمامن ترك مباشرة القتال في الفتنة،وكان أبو مسعود على رأي أبي موسى في الكف عن القتال تمسكا بالأحاديث الواردة في ذلك وما في حمل السلاح على المسلم من الوعيد،وكان عمار على رأى عليّ في قتال الباغين والناكثين والتمسك بقوله تعالى (فقاتلوا التي تبغي) وحمل الوعيد الوارد في القتال على من كان متعديا على صاحبه.اهـ

*وذكر الطبرى فى تاريخ الأمم والملوك (3/ 35): حدثني عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو الحسن، قال حدثنا بشير بن عاصم، عن ابن أبى ليلى، عن أبيه، قال: خرج هاشم بن عتبة الى علىّ بالربذة، فاخبره بقدوم محمد بن أبى بكر وقول أبى موسى، فقال: لقد أردت عزله، وسألني الاشتر أن أقره فرد علىّ هاشما الى الكوفة وكتب الى أبى موسى: انى وجهت هاشم بن عتبة لينهض من قبلك للمسلمين الىّ، فأشخص الناس فاني لم أولك الذى أنت به إلا لتكن من أعوانى على الحق. فدعا أبو موسى السائب بن مالك الاشعرى، فقال له: ما ترى؟ قال: أرى أن تتبع ما كتب به إليك من قبل، قال: لكنى لا أرى ذلك. فكتب هاشم الى علىّ: إنى قد قدمت على رجل غال مشاق ظاهر الغل والشنآن. وبعث بالكتاب مع المحل بن خليفة الطائي. فبعث علىّ الحسن بن على وعمار بن ياسر يستنفران له الناس، وبعث قرظه بن كعب الانصارى أميرا على الكوفة، وكتب معه: الى أبى موسى:

أما بعد: فقد كنت أرى أن بعدك من هذا الأمر الذى لم يجعل الله عز وجل لك منه نصيبا سيمنعك من رد امرى، وقد بعثت الحسن بن على وعمار بن ياسر يستنفران الناس، وبعثت قرظة بن كعب واليا على المصر، فاعتزل عملنا.

* واخرج الحاكم فى المستدرك (3/ 117) من حديث الشعبى: قال: لما قتل عثمان وبويع على رضى الله عنهما خطب أبى موسى وهو على الكوفة فنهى الناس عن القتال والدخول فى الفتنة فعزله على عن الكوفة من ذي قار وبعث إليه عمار بن ياسر والحسن بن على فعزل فاستعمل قرظة بن كعب فلم يزل عاملا حتى قدم علىّ من البصرة بعد اشهرا فعزله حيث قدم فلما سار الى صفين استخلف عقبة بن عمرو أبو مسعود الانصارى حيث قدم من صفين.

قلت (صلاح الدين):يستفاد من هذه الروايات:

• حرص أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المودة والحب المتبادل رغم إختلافهم حيال هذه الفتنة.

• أن عليا رضي الله عنه لم ينزع عمال عثمان رضي الله عنه كما زعمت ذلك بعض المصادر.

• أن من آثر اعتزال الفتنة لا يعني بالضرورة امتناعه عن البيعة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير