تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دولة فتية، دعنا فأنت ستكون رئيسها وتختار أعوانك الذين يحيطون بك لكنه يأبى ذلك لأن طريق الصلاح، هو طريق رب العالمين وليس الطريق الذي يستريح إليه آحاد الناس بالأهواء والآراء. الرسول عليه الصلاة والسلام: يرجع من غزوة حنين وإذا قلنا حنين: أي أنها مسبوقة بفتح مكة، متلوة بحصار الطائف، بعد هذه الغزوات وتلك الحروب، قتل منهم من قتل في حصار الطائف، وقتل منهم من قتل يوم الحديبية، ومات منهم من مات ثم يأتي فيسير بهم ليلا طويلا. وفي سيرهم، قالوا يا رسول الله (لو عرست بنا) أي: لو نزلت لننام. فقال صلى الله عليه وسلم "أخشى أن تفوتكم الصلاة". الصلاة! كل هذه الأعمال لا تكفي بأن نتأخر!، ننام معذورين!، الأجسام متعبة، منهكون من هول ما فعلنا! ويقول بعد ذلك "أخشى أن تفوتكم الصلاة"! تدبروا إخوة الإسلام: الإيمان تقويه عناصره! رب العزة ينزل النصر على أقوام يعلمون أن الربا حرام ولا يتركونه؟!! على أقوام يعلمون أن التبرج كبيرة ولا يفارقونه؟!! على أقوام لا يجتهدون في إقامة الفرائض! زكاة المال: الغني يود لو أبقاها في جيبه، ولم يخرجها من بيته، فيقول: أقسطها وأعطيها على أقساط للفقراء، ذلك حتى يستفيد لتبقى في تجارته! تجور على حق الفقير ثم تظن أنك بذلك تستحق نصر رب العالمين! إن الذي ينقصنا إخوة الإسلام هو الإيمان. ولذلك فإنه لما وقع للمسلمين يوم أحد ما وقع واشتد بهم الأمر، ورب العزة سبحانه وتعالى خاطبهم فقال: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران]. وعندما يأتي رمضان، ويدخل الصيام: نقوم الليل على المشاهد السيئة وفي المجالس التي تعمرها الغيبة والنميمة. ونقضي النهار في النوم! المسلمون خرجوا في رمضان لغزوة بدر، وخرجوا في رمضان لغزوة الفتح، وقضوا رمضان في غزوة تبوك. إذن فالمسلمون كانوا يرون أن رمضان شهر القوة، وأن رمضان شهر النصر، وأن رمضان شهر الجهاد، ولكنهم يعلمون أن الإيمان هو سبب نصر رب العالمين. فيطلبون النصر من الله عز وجل ورب العزة سبحانه وتعالى يقول {إن تنصروا الله ينصركم}. ورب العزة لا يحتاج إلى أحد ليعزه فهو العزيز، ولا لأحد ليُعليه فهو العلي العظيم. وإنما يحتاج العبد أن يكون ملتزما بدينه لينال نصر الله رب العالمين انظروا كم خرجت جيوش جرارة كجيش فرعون الذي أراد أن يتبع موسى ومع ذلك فإن الله أهلكه وأغرقه ونجّى المؤمنين. لذلك ينبغي إخوة الإسلام أن نعيد النظر إلى قضايانا: فلا ننظر إلى أن الوحدة وحدة الغثاء، هي التي يكون بها النصر أو أن السلاح هو الذي يكون به النصر، لأن السلاح بأيدي من لا يعرفون دين الله ولا يعملون به. ووحدة الصف ليست هي الخير إلا مع الإيمان ولا نصر إلا أن ننصر الله رب العالمين. وتلك مهمة يستطيعها كل من الضعيف والقوي والمرأة والرجل الكل يستطيعها ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم". رب العزة ينزل إلى السماء الدنيا إذا بقي ثلث الليل فينادي ونحن نيام نغط في نوم عميق ثم نقول يؤذينا أن يحدث كذا وكذا في بلاد المسلمين. وهل يتمنى الشيطان للمسلمين إلا الكفر. وأمم الكفر أعوان الشيطان فكيف نستنصر ببعضهم على بعض وندع أن نستنصر الله رب العالمين!!!. يا من طال بك المرض في فراشك أنت لا تعجز عن الدعاء، يا من صرت غير قادر على حمل السلاح أنت لا تعجز عن الدعاء. وينبغي أن نعلم أن رب العزة يسمع دعاءنا حال السجود ونحن ساجدون ويقدر سبحانه وتعالى أن ينصر من يشاء فهو سبحانه أرسل مرة على أقوام ريحا، ومرة أرسل عليهم صيحة ومرة خسف بهم الأرض، ومرة أرسل عليهم الطوفان ومرة شق لهم البحر، ومرة جعل النار بردًا وسلامًا على أوليائه وعباده الصالحين. فلماذا لا نطرق بابه ولا نتعرف عليه وحمل السلاح واجب لكن الإيمان أوجب وأسبق. ورب العزة سبحانه وتعالى يَعِدُ بالخير (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة) هذه أول واحدة أقاموا الصلاة فكيف يقيمون الصلاة بعد أن يمكنوا إلا أن يكونوا مقيمين لها قبل أن يجاهدوا، لذلك لم يأذن رب العزة سبحانه وتعالى أن يضع الصلاة عن المجاهد إنما جعل صلاة الخوف. لذلك إخوة الإسلام إن كنا دعونا مرة فالله عز وجل يسمع دعاءنا ويحققه ولا يقع دعاؤنا هباءً عبثًا أبدًا، إنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وللداعي أحد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير