تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثلاث: إما أن يستجيب الله عز وجل له دعاءه في الدنيا، وإما أن يرفع عنه من البلاء مثله، وإما أن يدخر له ثوابها في الآخرة. الصحابة لما سمعوا ذلك قالوا: يا رسول الله إذن نكثر؟ فقال صلى الله عليه وسلم فالله أكثر. أي أكثر جودا وإنعامًا وفضلا وإعطاءًا. الفتن كانت إبان بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وأيامها وبعدها فتن عظيمة قوية والبنية ضعيفة لا تستطيع أن تحتمل الرياح. احذر أن تظن أن الفتن اليوم قد كثرت عن أيام بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وانتبه إلى أن أكبر الفتوحات حدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم: فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بقي ثلاث عشرة سنة في مكة ثم خرج منها مطرودًا ثم ذهب إلى المدينة فبقي فيها عشر سنين يجاهد هو وأصحابه في سبيل الله حتى كاد الإسلام يعمر أرجاء جزيرة العرب وما أن مات حتى ارتدت العرب. وعادت مساجد مكة والمدينة هي التي تقام فيها الصلاة فقام فيها رجل ليس من أقوى المسلمين في بدنه ولا من أكثرهم معرفة بشجاعته ولم يكن أكثر الناس حملا للسيف إنما قام فيهم أعلى الرجال إيمانًا وهو أبو بكر الصديق فقام فيهم وهو الضعيف وهو النحيف قام فيهم كالأسد الهصور يرد عليهم جميعا ويصحح لهم أقوالهم جميعًا فأفاقهم الله به فحملوا السلاح وذهبوا إلى أرض فلسطين بقيادة أسامة بن زيد ثم رجعوا فحملوا السلاح يحاربون المرتدين ثم استتب الأمر ثم أخذوا يقاتلون فارس والروم ولم يقم الصديق في خلافته إلا سنتين وثلاثة أشهر. النصر من عند الله إنها السلعة الغالية التي تنقصنا سلعة الإيمان واحذر أن تقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شخصه مؤثرا في القوم فقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام أبو بكر وحارب هذه الحروب وقام عمر وحارب هذه الحروب وقام عثمان فنقل المسلمين نقلة عظيمة إلى ما وراء البحار. إذن ليست الوحدة التي تنقصنا وليس السلاح الذي يعوزنا إنما هو الإيمان. إخوة الإسلام يجب علينا أن نتعرف على الإيمان لنعمل به أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ودعاءً متقبلا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.


ألقي الشيخ ـ رحمه الله ـ هذه الخطبة الجامعة في مسجد التوحيد ببلبيس يوم الجمعة 6 من رجب 1423هـ الموافق 13 من سبتمر 2002م.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير