تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رثاء الشيخ صفوت بقلم أبي إسحاق الحويني]

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[07 - 10 - 02, 03:57 م]ـ

كلمةُ رثاءٍ

بقلم: أبي إسحاق الحويني

إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسوله. أما بعدُ. فإن أصدق الحديث كتابُ الله تعالى، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ. وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار. فهذه نفثاتُ مصدور، وأنفاس مقرور، وزفراتُ مهموم، وأنَّاتُ مكلومٍ، وحيرةُ مكروبٍ، ولوعةُ محروبٍ، وبكاءُ باكٍ لا ترقأ دموعُهُ، ولا تسكن ضلوعُهُ، ولا يهدأ هجوعُهُ، مع رُزءِ جليل أصابنا، وخطبٍ عظيم أناخ ببابنا بموت حبيبنا وصاحبنا في الله تعالى سماحة الشيخ محمد صفوت نور الدين. رحمه الله تعالى وطيب ثراه، وأجزل له المثوبة بأحسن مما كان يعمل. جاءه الأجلُ فشق إليه الطريق، وأماط عنه حياطة الشفيق، ونضا عنه طبَّ كلِّ طبيب، فقبض ملك الموت وديعته في الأرض، ثم استودع مسامعنا من ذكره اسمًا باقيًا، ومحا عن الأبصار من شخصه رسمًا فانيًا. فاللَّهم تقبَّل عمله، وأغفر زلَّته، غير خالٍ من عفوك، ولا محروم من إكرامك. اللَّهمَّ أسبغ عليه الواسع من فضلك، والمأمول من إحسانك اللَّهمَّ أتمم عليه نعمتك بالرضى، وآنس وحشته في قبره بالرحمة، واجعل جودك بلالا له من ظمأ البلى، ورضوانك نورًا له من ظلام الثرى. مات أبو عبد الرحمن والحاجة إلى مثله ماسَّة، فقد كان والله عظيم الحلم، قديم السلم، محسنًا لإخوانه، متواضعًا، ما رأيتُ مثله في ذلك، حتى كان يوقرنا أكثر من توقير أبنائنا لنا، مما أحلَّه في قلوبنا المحل الأسمى الذي ينبغي أن يكون لمثله، فعلى مثله فليبك الباكون، ويتفجع المتفجعون، والله المستعان. إن عشت تفجع بالأحبَّة كلهم وفناءُ نفسك لا أبالك أفجعُ وقد اقتضت حكمةُ الله تعالى أنه جعل كلَّ شيءٍ يولد صغيرًا ثم يكبر، إلا المصيبة، فإنها تولد كبيرة كبرًا قد يهدُّ الجبال الراسيات، ثم تصغر صغرًا حتى تضمحلَّ، ولولا ذلك لمات الناس من الكمد موتًا ذريعًا، فإن نجزع فبسبب جلال المصيبة، لا سيما وقد سبقه إلى حيثُ يصير الناس شيخا الدنيا في زمانهما، وهما الإمامان الجليلان شيخنا عبد العزيز بن باز، وشيخنا ناصر الدين الألباني ومعهما أئمةٌ آخرون مثل الشيخ عبد الرزاق عفيفي، وحمود التويجري، وعطية سالم، وابن عثيمين في آخرين أناخوا بباب ربهم العظيم، فعلى مثل مصابنا فليكن الجزع، لكننا كلما تذكرنا مصيبتنا بموت نبينا صلى الله عليه وسلم هان علينا ما نجده، فإلى الله المشتكى مات أبو عبد الرحمن والحاجة إلى مثله تتنامى في زمن القحط والجدب والعقم، وكم من متوثب يتحفز، وماكرٍ يتوقر ليقفز من هذا النقب من أهل البدع والأهواء والضلالات، كان أبو عبد الرحمن ومن سبقوه ممن سميتُ شجًى في حلوقهم، وقذًا في عيونهم ردحًا طويلا من الزمان. وكأنى بهؤلاء المبتدعة المارقين وقد تنادوا مصبحين وممسين، وقد اجتمعوا حول نيرانهم، وحول عجولهم مرَّةً أخرى. يرقصون ويصرخون بفرحٍ مجنونٍ، ظنًا منهم أنه بموت هؤلاء العلماء قد خلت لهم الأرض. وبئس ما ظنوا، فإن هؤلاء العلماء خلَّفوا وراءهم رجالا يحملون مشاعل الهداية، يمدون المسلمين في طريقهم إلى الله عزَّ وجلَّ؛ ففي الزوايا خبايا وفي الناس بقايا. فيا حبيبنا: إنني أكتب هذه الكلمات وأمامي بعض ما خرج للناس مما كتبته يمينُك مما شفيت به العليل ورويت به الغليل، مما يزيلُ شبهةً، ويزيح ظلمةً، ويجلو غشاوةً إلا غشاوةً من دمعٍ تأبى أن تفارق عينى. إذا ما دعوتُ الصبر بعدك والبكا أجاب البكا طوعًا ولم يُجبِ الصبرُ فإن ينقطع منك الرجاءُ فإنه سيبقى عليك الحزنُ ما بقى الدهر وإنا لفراقك يا أبا عبد الرحمن لمحزونون، ولا نقول مايُغضب ربَّنَا وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 02, 06:29 م]ـ

الحمد لله ..

أخي الفاضل جزاك الله كل خير ..

حقيقة كنت قرأت كلمة الشيخ الحويني في المجلة وهي رائعة.

لكن يا أخي لم أستطع إعادة قراءتها هنا لأن الخط متعب لعيني جدا

وأنا ضعيف الإبصار.

فلو غير بعض المشرفين الخط لأحسن وأجاد.

وللفائدة علمت أن العدد القادم أيضا سيخصص كله أو كثير منه للكلام عن الشيخ رحمه الله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير