[سؤال هام في أمور الاعتقاد .. !!]
ـ[الحميراء]ــــــــ[17 - 08 - 05, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما هو معلوم أن التوحيد هو توحيد الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات و عدد من التقسيمات التي ذكرها العلماء رحمهم الله كالذي ذكره ابن تيمية و غيره من العلماء
ولكن لا مشاحاة في الاصطلاح كما قيل
والأشاعرة لا يرونَ بأن هناك فرق بين توحيد الأوهية و توحيد الربوبية
حيث أنه حصل لي نقاش معم واستدليت بـ: أن تأملوا حال كفار قريش حيث أنهم موحدون بتوحيد الربوبية ومقرون أن الله الخالق الرازق ومع ذلك لم يتم لهم الإسلام
فردوا علي بمسألة سؤال الانسان في القبر وهي أن يُسأل العبد عن ربه ودينه .... إلخ
الشاهد: يقولون أنه لماذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ربك ولم يقل إلهك؟
هذا دليل على أن توحيد الربوبية هو الذي يُدخل في الاسلام ولافرق بينه وبين توحيد الألوهية
الخلاصة: أنهم لايرون بأن هناك فرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ويحتجون بسؤال الإنسان في قبره.
فقلت في نفسي:
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) وقلت أن توحيد الربوبية يسلتزم توحيد الألوهية
ولم أرد عليهم للنسيان أولاً ثم للجهل والله المستعان
فما هو موقفي كوني من أهل السنة و الجماعة وأتبع السلف الصالح رضوان الله عليهم؟
أتمنى أن تفيدوني نفع الله بعلمكم وجزاكم الباري خيراً
كتبته: الحميراء
حفيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وحشرني الله معها
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 05, 02:03 م]ـ
بارك الله فيكِ أختي
أولا: أنواع التوحيد لثلاثة ذكرها العلماء بالاستقراء, فوجدوا أنها لا تخرج عن ثلاثة أنواع, اثنان فيما يختص بالله من أسماء وصفات وربوبية, وواحد في حق الله على العبيد وهو الألوهية أي العبادة.
ثانيا: توحيد الربوبية مختلف عن توحيد الألوهية كما هو معلوم من حال المشركين من إقرارهم بتوحيد الربوبية وإنكارهم لتوحيد العبادة.
ثالثا: توحيد الربوبية يلزم منه توحيد الألوهية, ويدل على هذا دلالة واضحة حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه حين سمع قوله تعالى: ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيحَ ابن مريم)) , فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله والله ما عبدناهم!
مع أن الآية ذكرتم أنهم اتخذوهم أربابا, ولم تقل آلهةً ومعبودين, فهو من باب اللازم.
والله الموفق
ـ[الحميراء]ــــــــ[17 - 08 - 05, 02:55 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي أبو عبدالله الأثري ورفع الله قدركم
كلامكم لاشك فيه وهو واضح لدي ولله الحمد
ولكن يا أخي ما هو ردنا على قول الأشاعرة
في أنهم يأخذون مسألة سؤال الإنسان في قبره حجة لديهم في أنه لافرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية؟؟
بمعنى هل أكتفي بالرد عليهم بما ذكرتموه وبما أعلمه من أدلة على التقسيمات؟
أتمنى أن يكون استفساري واضحاً و أعانني الله و إياكم
ـ[عبدالباري]ــــــــ[17 - 08 - 05, 04:39 م]ـ
الحمدلله و بعد،
سؤال الملكين للمقبور "من ربك" هو سؤال عن معنى الألوهية .. و ليس عن الربوبية بمعناها الخاص.
و ذلك لأن "الألوهية" و "الربوبية" إذا اجتمعا = افترقا في المعنى، فاختص كل منهما بمعنى خاص.
و إذا افترقا، دل كل منهما على معنى عام.
و مثال ذلك، اسم "الإيمان" و اسم "الاسلام"، فإنهما إذا افترقا دل كل منهما على المعنى العام للدين الذي يشمل الباطن و الظاهر، كما في الحديث (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، و إذا اقترنا = اختص كل منهما بمعنى خاص، فدل اسم "الايمان" على الباطن، و دل اسم "الإسلام" على الظاهر، كما في حديث جبريل -عليه السلام-.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-: "فاعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان كما في قوله: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس)، وكما يقال: (رب العالمين وإله المرسلين)، وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل: (من ربك)، مثاله الفقير والمسكين نوعان في قوله: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)، ونوع واحد في قوله: (افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم)،
إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك؟، معناه من إلهك، لأن الربوبيية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها، وكذلك قوله: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) وقوله: (قل أغير الله أبغي ربا) وقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)، فالربوبية في هذا هي الألوهية ليست قسيمة لها كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة" اهـ. من (الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبدالوهاب - الرسالة الثانية).
و الله أعلم.
ـ[الحميراء]ــــــــ[18 - 08 - 05, 05:23 ص]ـ
الأخ المكرم: عبدالباري
جزاكم الله خيراً و زادكم فضلاً وعلماً
كتب الله أجركم ولا حرمكم إياه
ورحم الله امامنا المجدد محمد بن الوهاب رحمة واسعة
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتبع فيحسن الاتباع
- اللهم آمين -