ـ[عبد الحكم]ــــــــ[20 - 08 - 05, 01:28 ص]ـ
سادساً: المضمضة والاستنشاق والاستنثار:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وفيهم خمس مسائل:
1 - معنى المضمضة والاستنشاق والاستنثار:
المضمضة:هي أن يجعل الماء في فيه، ثم يديره ثم يمجه.
قال النووي: وأقلها أن يجعل الماء في فيه، ولا يشترط إدارته على المشهور عند الجمهور، وعند جماعة من أصحاب الشافعي وغيرهم أن الإدارة شرط، والمعول عليه في مثل هذا الرجوع إلى مفهوم المضمضة لغة، وعلى ذلك تنبني معرفة الحق. والذي في القاموس وغيره أن المضمضة: تحريك الماء في الفم.
في القاموس:الاستنشاق: استنشق الماء أدخله في أنفه
استنثر: استنشق الماء ثم استخرج ذلك بنفس الأنف كانتثر.
قال النووي: قال جمهور أهل اللغة والفقهاء والمحدثون الاستنثار هو إخراج الماء من الأنف بعد الاستنشاق.
والاستنثار أعم. قاله في الفتح.
وقال ابن الأعرابي وابن قتيبة الاستنثار هو الاستنشاق.
2 - حكم المضمضة والاستنشاق والاستنثار:
- في حديث عثمان رضي الله عنه: (ثم تمضمض، واستنشق، واستنثر).
- وفي حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه: (ثم أدخل يده فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثاً).
- وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (فأخذ غرفةً من ماء فتمضمض بها واستنشق).
- وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه: {ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه}
- وفي حديث علي رضي الله عنه: (ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل ذلك ثلاث مرات).
- وفي حديث ابن عباس عن علي رضي الله عنهم: (يديه ثم مضمض واستنشق واستنثر).
- وفي حديث المقدام رضي الله عنه: (ثم مضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً).
*أوجبهما أحمد وإسحاق وأبو عبيد وأبو ثور وابن المنذر، واستدلوا بالأوامر الواردة بهما مثل:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: {إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينتثر}.
- وما أخرجه الخمسة عن لقيط بن صبرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً}. زاد أبو داود: {إذا توضأت فمضمض} ,قال الحافظ في الفتح: إن إسنادها صحيح.
- وما أخرجه أحمد والترمذي عن سلمة بن قيس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إذا توضأت فانتثر}.
- وما أخرجه الدارقطني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمضمضة والاستنشاق). وصححه المجد بن تيمية.
وقالوا أن الأمر بغسل الوجه أمر بالمضمضة والاستنشاق.
*ذهب بعض أهل العلم إلى أن الاستنشاق واجب والمضمضة سنة،عزاه النووي لأبي ثور وأبي عبيد وداود الظاهري وأبي بكر بن المنذر ورواية عن أحمد.
*وذهب مالك والشافعي إلى أن المضمضة والاستنشاق سنة وليسا واجبين.
وأجابوا عن أحاديث الأمر بالمضمضة والاستنشاق بأنها مصروفة عن ظاهرها ,لآية الوضوء: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} , وحديث أبي داود وابن ماجة (واللفظ له) عن رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: {إنها لا تتم صلاة لأحد حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله تعالى، يغسل وجهه و يديه إلى المرفقين، و يمسح برأسه و رجليه إلى الكعبين}،ولم يذكر فيهما المضمضة والاستنشاق.
وأجابوا عن القول بأن الأمر بغسل الوجه أمر بالمضمضة والاستنشاق بحديث أحمد ومسلم عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء} ,ففيه التفريق بين المضمضة والاستنشاق وبين غسل الوجه.
3 - الاستنثار عند الاستيقاظ من النوم:
وفيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا استيقظ أحدكم من نومه (وللبخاري: {فتوضأ}) فليستنثر ثلاثاً، فإن الشيطان يبيت على خيشومه}.
نقل النووي الاتفاق على عدم وجوب الاستنثار عند الاستيقاظ ,وقال ابن حزم بالوجوب, ولا سلف له في قوله.
4 - صفة المضمضة والاستنشاق والاستنثار:
*أخذ الماء يكون باليمين , والانتثار يكون بالشمال:
لحديث عثمان رضي الله عنه: ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض، واستنشق، واستنثر.
وحديث علي رضي الله عنه: ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل ذلك ثلاث مرات.
*يمكن أن تكون المضمضة والاستنشاق من كف واحدة:
لحديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه:فمضمض واستنشق من كف واحدة.
وحديث علي رضي الله عنه: ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل ذلك ثلاث مرات.
*ويمكن أن تكون من كفين (كف للمضمضة وكف للاستنشاق):
لحديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه (ثم مضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً).
*المبالغة في المضمضة والاستنشاق:
لحديث لقيط رضي الله عنه عند الخمسة {وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائماً} (وفي رواية لأبي بشر الدولابي: {في المضمضة والاستنشاق}).
5 - تأخيرالمضمضة والاستنشاق والاستنثار إلى ما بعد غسل الذراعين (أحياناً):
لحديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه: (ثم غسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً، ثم مضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً).
يتبع إن شاء الله .............
¥