تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمّا مسألةُ الطردِ عند النقشبنديةِ، فليس أمرًا بسيطًا كما هو شائعٌ بين الناس. إذ أنّ الطردَ عند العامّةِ هو الإبعاد المحض. أي إذا طردتَ شخصًا من مكانٍ تكون قد أبْعَدْتَهُ من تلك الساحة بخلافِ ما قد اصطلحتْه الصوفيّةُ. أمّا عندهم، فالمريدُ إذا طرده الشيخُ أصبح مطرودًا ومبعودًا من باب اللهِ أيضًا، ومن باب رسوله ... وهو شقيٌّ من أهل النار بعد ذلك على التأبيد. ويحرم عليه الجنّةُ وإن قضى جميعَ حيَاتهِ ساجدًا لله تائبًا إليهِ ومستغْفرًا؛ فلا ينفعه عملٌ صالحٌ حتىَّ يرضى عنه شيخُهُ (!) وهذَا أشبه ما يكون بقرارات بابا (الزعيم الروحيّ للمذهب الكاثوليكي) المعروفةِ بالأفوروز Aphorose ضدّ العصاة المسيحيّينَ

هذا، وليس من الأمور الخفية ما قد جرتْ من مشاحناتٍ مريرةٍ وصراعٍ متواصلٍ بين مشايخ الطرق الصوفيةِ في المنطقة الشرقية من تركيا بسبب اتّهام بعضهم البعض الآخر بأنّه مطرودٌ من قِبَلِ شيخه وأنّه لا يجوز الإنابة إليه. وكمثال على ذلك: فإنّ أسرة الشيخ محمد الكُفرويّ ألْصَقَتْ هذه التُّهمةَ بالشيخ صبغة الله الحيزانيّ، فأفضى ذلك إلى عداءٍ شديدٍ بين هاتين الأسرتين حتّى كانت جماعاتٌ من مريدي الشيخ محمد الكُفرويّ تقصد من مدينة آغري A?R? وتصل إلى ضواحي مدينة بدليس B?TL?S بشقّ الأنفس، حيث بها ضريح الشيخ صبغة الله وخليفته الشيخ عبد الرحمن التاغي المعروف بين معارضيه بالشيخ الطاغي، كانوا يقومون بمثل هذا السفر الذي يكلّفهم، لِمُجَرَّدِ أن يبصقوا على قبورهم وأن يصبّوا على أرواحِ المدفونين في هذهِ المقبرةِ جامَ غضبهم بأنواع السّبِّ والشّتمِ واللّعنِ! وما زالت هذه العداوةُ قائمةً بين الأسرتين منذُ مائةٍ وخمسينَ عامًا. كلُّ ذلك أسفر عن ادّعاء الكُفروِيّينَ: أنّ الشيخَ صبغةَ اللهِ الحيزانيَّ اغتصب منصبَ الخلافةِ في الطريقة النقشبندية، وادّعى وراثةَ عبد الله الهكّاريّ من غير استحقاق، بينما كان هو في الحقيقة خليفةَ خليفتِهِ (الشيخ طه) الذي طرده من الطريقة، وأعلن أنّه دعيٌّ منتحلٌ كذَّابٌ. ومعنى ذلك: أنّ الشيخ صبغةَ اللهِ الحيزانيَّ نازع الشيخ الكفرويَّ على منصبه في الطريقة وعلى رتبته في السلسلة النقشبندية بهذا الإدّعاء. تلك السلسلة التي يزعمون أنها متّصلة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم (!)

ويعود الخلاف بين هذين الخصمين إلى أنّ كلاهما كانا خليفتي الشيخ طه الهكّاري، والقصّة طويلة لا محلّ لها من الإعراب.

الخلاصة:

ان الولاء و البراء الصوفي اصله التنازع حول المناصب الدنيوية و الدين منه براء

هنا تجد الرسالة كاملة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26204&highlight=%C7%E1%DB%E4%C7%C1+%C7%E1%D5%E6%DD%ED)

ـ[حنبل]ــــــــ[26 - 08 - 05, 06:50 م]ـ

الشيخ فخر الدين الفارسي الصوفي كان من أكابر المشهورين تزوره الملوك والأعيان، فحدث أن أحد صلحاء القرافة مات فعمل له أصحابه " عرساً " ودعوا إليه خلقاً كثيراً.

وأحضروا قوالاً كان قد انفرد بالغناء في وقته يقال له الفصيح، وكان في أول شهرته وإقبال الناس عليه، وكان شاباً حسن الصورة.

فلما اجتمعوا قالوا له: من المصلحة أن نعلم الشيخ فخر الدين بهذه الصورة قبل أن نفعلها، فمضوا إليه وأعلموه، فقام معهم وحضر بحرمته العظيمة وهيئته المحترمة، وأصحابه حوله وبين يديه، فلما هدأ المجلس بالجميع وأخذ الناس محدقين بالشيخ ينتظرون ما يصدر عنه أنكر الشيخ الاجتماع لمثل هذا الشخص، وفوراً هرب الفصيح خوفاً من الشيخ مما أدى إلى إثارة سخط غالبية الحاضرين فعلم الشيخ ذلك منهم فتكلم فقال: ضمان السماع علي، ثم أشار إلى صوفي يقال له: علي بن الزرزور بأن يجلس بين الجموع ويغني، فلما غنى وبلغ المدى في غناه قام الشيخ فخر الدين ووضع عمامته على الأرض ورقص بهيئته وحرمته فما بقي على الأرض إلا من طرب وكشف الناس رءوسهم صارخين وقتاً طويلاً، وحمدوا الله إذ عوضهم من الشيخ وسماعه وبجلالة قدره ما فاتهم من أقوال كان يفتتنون به " (سير الأولياء: 122 - 123).

الخلاصة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير