1 - يا أخي الكريم، ما رأيك لو قال أحدهم الصحف تضعف بعض الاحاديث التي تصححها صحف غيرها؟!
هذه الامور تؤخذ من أهل الاختصاص، وليس من الصحف ..
إن لحظة ولادة الهلال متفق عليها، ولسبب عدم اختصاص كثير تختلط عليهم الحقائق ..
لا اطالبك بأن تأخذ كلامي بالتسليم، لكن أكتب الى كل المراصد و الفلكيين المسلمين قبل الكفار، واسألهم عن ساعة، بل لحظة ولادة الهلال ثم انظر هل بينها اختلاف؟ ستراهم متفقين الى حد الثانية، وليس الدقيقة فقط.
2 - امكانية رؤية الهلال قبل ولادته، دليل على عدم استيعاب القارئ العادي لما يقرأ في هذا المجال.
هناك الولادة الحسابية وتعريفها خروج الهلال ولو بلحظة عن خط تتابع الارض-القمر-الشمس .. والكل مجمعون بأنه من المستحيل العملي والعلمي رؤية الهلال في هذه اللحظة.
هناك الولادة بمعنى (الوجود والمشاهدة) فيمكن باستخدام المعدات المتطورة رؤية الهلال قبل ظهوره بساعات حسب تطور العلم والالات.
3 - نعم تعبدنا الله تعالى برؤية الهلال، ونحن نبحث عمن رآه حقيقة، فالحساب آلة للتثبت من صحة الرؤية وليس بديلا عنها. اذا جاءك رجل وقال لك لقد رأيت الشمس تغرب الساعة 3 بعد الظهر، فهل تصدقه حتى لو كان ثقة؟ أم تبحث عن سبب الخطأ في توهمه الرؤية وتكون على يقين بأنك ستكشف الخطأ؟
وهكذا بالنسبة للقمر، لكن اليقين بخطأ مدعى الرؤية موجود عندي وعند من يعرف هذا العلم، ومفقود حتى عند المتعلمين والمثقفين مثل أفضالكم، وفضيلة الاخ هيثم .. لكن الشك الذي عندك لا يغير الحقائق .. فإذا لم يكن هناك هلال، فالرؤية خطأ قطعا .. ولو كان ثمة علماء فاهمين يسألون مدعى الرؤية أسئلة بسيطة عن ساعة رؤيته، ومكانه وارتفاعه، والجزء المنير منه .. الخ، لاستطاعوا اثبات خطئه .. لكن شيئا من هذا لا يكون عند اثبات الرؤية.
فنقطة البداية في هذا الموضوع هو بأن تسأل أهل الاختصاص من المسلمين عن تفاصيل هذا الامر لتصبح على يقين من صحة الحساب، ثم عندما تتوفر لك هذه القناعة سترى اليقين الذي يملأ قلبك بصحة موقفك ..
ولا تتوهم اني اريد استبدال الرؤية بالحساب .. أبدا، لكن اريد ان اكتشف اخطاء من يدعي الرؤية ..
زعموا انهم رأوا الهلال مساء الاحد، فالاثنين اول ايام شعبان في السعودية .. هذا أمر مؤسف و عداء للمنهجي العلمي الحيادي ..
لقد ترصدت الهلال السبت والاحد والاثنين مساء .. أما الاحد فلم يكن موجودا قط .. وكانت السماء صحوا تماما .. فكيف رأوه ولم يظهر في كندا بعد أن زاد عمره 7 ساعات؟؟؟
أما أنت فلا جواب عندك، وأما أنا فأقول تلك رؤية فاسدة، باطلة، الاثنين من رجب قطعا ولم يكن ثمة هلال مساء الاحد أبدا، لا في السعودية ولا كندا ولا كاليفورنيا، أقصى غرب أمريكا - أي بعد 10 ساعات من مغرب السعودية .. وبالتالي الثلاثاء بعد 4 اسابيع أي 5 اكتوبر هو 29 رجب قطعا ويستحيل ان يكون من رمضان، والخروج لترصد هلال رمضان مساء الاثنين في 4 اكتوبر محض تمحل .. ولو صامت السعودية ذلك الثلاثاء، فسآكل وأشرب على مرأى من الناس ومسمع، لا اظهارا للمخالفة، وانما اظهارا لخطئهم اليقيني بيانا للحق الوحيد ..
اما الاثنين، فبدا الهلال صغيرا دقيقا باهتا منخفض الارتفاع، يعرف كل من يرصد الهلال انه كان غير موجود الليلة السابقة .. فالثلاثاء هو اول شعبان قطعا جزما.
ثم ما بقي من اعتراضكم اخي لا وجه له لأننا متعبدون برؤية الثقات، نعم، ولا رؤية هنا .. فما تطالبني به، اطالبك به .. والعدول الثقات لم يروه وانما عدم معرفتك وتفتشك وتدقيقك للامور جعلتهم يسترسلون في خطئهم. أنا وأنت نبحث عن رؤية الهلال، وشهادة الثقات هي الوسيلة وليست الغاية ..
وان شاء الله عندما سنرسل بعثة مسلمة الى القمر، فهل سنرصده حسب العلم ام حسب رؤية الثقات؟؟!
ولو كانت السماء محجوبة، وغم علينا، فركب مسلم بطائرته ذات المحرك الواحد، وصعد فوق الغيم ورأى الهلال عيانا بيانا، وهو ثقة .. فجاء وشهد .. فهل ترد شهادته؟ ولو شهد ركاب طائرة طيران السعودية وهم يهبطون في مطار جدة في يوم غائم ممطر، بأنهم رأوا الهلال فوق الغيوم .. فهل ترد شهادتهم؟
وهل استعمال الطائرة لرؤية ما وراء الغيوم حرام مردود؟
هذه اسئلة استدل بها بأن المطلوب هو فقه الغايات، لا فقه الوسائل .. فينبغي ان نعرف الفرق بينهما ونحسن الوسائل ما امكن ذات ولا دليل على التعبد بالوسيلة عينها.
وعكس هذه الصورة صحيح، فلو ادعى احدهم رؤية الهلال، ثم شهد ربان الطائرة وباقي الركاب بأن الهلال لم يكن موجودا مع معرفتهم موقع ظهوره، وساعة ظهوره، وارتفاعه، وتفحصهم .. فلم يروا الهلال، وهو يحدد الساعة والموقع، وهم جميعا ينظرون فلا يرون شيئا، فهل تأخذ كلام العامي ولو كان ثقة؟؟!
أما الربان والركاب فليسوا بأكثر دقة ولا معرفة من الفلكيين .. فكلام الفلكيين مقدم على رؤية منفرد عامي ليس من اهل الاختصاص ما دام الحساب يقضي بالاستحالة، والمراصد تنفي وجود الهلال، واهل الاختصاص خرجوا و لم يروا شئا؟؟
تسألني أمُّ الوليد جَمَلا ***** يسير رويداً ويجيء أولاً .. !!
مستحيل .. !
¥