{واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان وكلن الشيطان كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعملون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق}
فالمستفاد من هذه الآية أن السحر كفر بالله
وأنه تعلمه الشياطين وهي مصدره فلا يتم السحر الذي هو الكفر إلا بها وبواسطتها وتعليمها
وأن له أثرا قويا يصل إلى التفريق بين المرء وزوجه، ولكن هذا هو أثره ولا يمكن بالسحر قلب حقائق الأشياء وتغييرها مثل جعل الجماد حيا او ما شابه.
وأن من استعمله ومارسه وتعلمه ما له في الآخرة من خلاق.
فهذا هو السحر الذي هو كفر مذموم في الشرع، سحر يكون بتعليم الشياطين ومعونتهم
يقول صاحب لسان العرب في ذلك: ((السِّحْر عَمَلٌ تُقُرِّبَ فيه إِلى الشيطان وبمعونة منه كل ذلك الأَمر كينونة للسحر)) مادة (س ح ر)
فهذا هو إذن السحر في ضوء الشرع بدون اضافات فلان و علان وكل الناس يخطئ ورب العباد لا يخطئ!!
و الصوفي لم ينكره إلا لحاجة فى نفس يعقوب لانه اطلع على ان السحر المتهم به البرعي فية ما يسمية السحرة استنزال روحانيات النجوم و ان هذا الاستنزال لا يتم لاى شخص اعتباطا إذ لا بد من رياضات و مجاهدات يتم خلالها مفارقة اهل الاسلام و مقاربة و متابعة اهل الاوثان.
و قد اتبع الصوفي هواه فى رد هذا النوع دون دليل او برهان ظانا اننا نغفل عن قول سيد الانام و كلام إمام البلاغة و الفصاحة و البيان و الذى فيه دليل واضح على منافاة هذا النوع من العلوم التى تسمي بالحرفية و يستعمل فيها الاستطرلاب و أحوال الكواكب فقال صلى الله عليه وسلم ((من أقتبس علما من النجوم أقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) رواه الامام احمد و ابو داود و ابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن عباس رضى الله عنه.
فهل بعد هذا بيان و هل بعد هذا برهان من صحة نسبة التعامل مع الكواكب و النجوم إلى السحر و لكنه الهوي.
و فى هذا رد على اول شبه اثارها برفضة الاعتراف بالنوع الرابع للسحر و الذى فيه عبادة النجوم و الشيطان.
و نجد ان الصوفية قد اهتموا بالنوعين الثالث و الرابع و الذان هما من اخبث انواع السحر و من ذلك ما قرره ابوالعباس البوني (المتوفى في القاهرة حوالي 1225) فى كتابه "اول الحكمة " و هو من كبار الصوفية الذين وهبوا انفسهم فى جمع و نشر هذا العلم الفاسد الكفري. وقد نهي الشارع عن تعلم علم الكواكب و الاجرام خاصتا إذا لم يكن له تأثير كوني او شرعي مقرران.
و قد قرر ابن حجر بعد هذا التعريف باسطر أن النوعين الاخيرين هم الكفر بعينة و ذاته.
يتبع ...........
ـ[حنبل]ــــــــ[30 - 08 - 05, 12:21 م]ـ
هل للسحر حقيقة ام هو من التخيلات:-
و السحر حقيقة واقعة مثبته كونا و شرعا فكونا الواقع يدل على ذلك و الحوادث على ذلك كثيرة اشهرها ما اثبتته السنه المطهرة الشريفة من سحر اليهودي لبيد بن الاعصم للنبي صلى الله عليه وسلم.
و أما شرعا فقد جاءت الادلة بإثبات ذلك منها قوله تعالى ((و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما انزل على الملكين بابل هاروت و ماروت)) و قال تعالى ((يؤمنون بالجبت و الطاغوت ** قال عمر رضى الله عنه الجبت السحر.
أما من السنه المطهرة الحديث المشهور الذى رواه الشيخان عن ابي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله و ما هنّ قال الشرك بالله، و السحر، و قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، و أكر الربا، و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات))
و فى تاريخ الملل و النحل الاسلامية التى انحرفت عن المنج أهل السنة و الجماعة نجد أن المعتزلة تميزوا بإنكارهم لوجود السحر، بل وذهبوا إلى حد تكفير كل من يعتقد في وجوده, ويعتبر موقفهم الرافض هذا مناقضا لما نص عليه القرآن الكريم من وجود للسحر، ولما نص عليه الشرع الإسلامي من وجوب قتل المتعاطين له، لما فيه من شرك بالله، ومضار للمجتمع.
¥