ـ[حنبل]ــــــــ[03 - 09 - 05, 08:29 م]ـ
من من العلماء قال بن علم الحرف من علوم السحر.
ينتمى علم الحروف والاوفاق الى ما يسمي بسحر الطلسمات او السيمياء و صنع هذه الطلاسم لا يقدر عليه إلا كل ساحر عاتي شاخ و داخ فى مهنته لما يتطلبة من معرفة تامة بالشياطين و دراية عميقة بالبذور و الاعشاب و المعادن و الكواكب و غيرها من العوامل الكثيرة التى يتطلبها عمل الساحر.
قال عبد الرحمن نور الدين فى كتابه العلم و السحر.
ان اول من تكلم فى الحروف هو الساحر الفيلسوف فيثاغورث و كذلك يؤكد هذه الحقيقة صاحب كتاب كشف الظنون. ثم بين ان علم الحروف دخل الملة الاسلامية عن طريقة سحرة اليهود الذين كانو يستخدمون سحر الكابلا و بعد ان استطاعو ان يحولو معتقداتهم الى ارقام و استطاعوا تحويل كثير من آيات التواره الى أرقام ثم انتقلت هذه الطريقة عن طريق علماء التصوف امثال جابر بن حيان و ابن عربي و غيرهم الى ملة الاسلام.
و بهذا يتضح ان هذه العلوم نشأتها عند علماء السحر و حضانتها عندهم ثم فرخت فى ملتنا بسبب علماء السحر المتصوفة.
و قد اكد بن خلدون ذلك فى مقدمته حيث اثبت ان اول من ادخل علم الحروف و اسماءه بسحر السيمياء او الطلسمات هم المتصوفة.
يقول بن خلدون فى مقدمته ناقلا راي الفلاسفة الذين اسسو هذا العلم ((وأما التفرقة عندهم بين السحر والطلمسات، فهو أن السحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين، وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر، كما يقوله المنجمون، ويقولون: السحر اتحاد روح بروح، والطلسم، اتحاد روح بجسم، ومعناه عندهم ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية))
http://www.alwaraq.com/index2.htm?i=98&page=307
و قد علق بن خلدون عن عجائب اسرار الحروف بعد ان جعلها من علم السيمياء المحظور قائلا ((وكذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المتحابة، وهي: رك رف د، أحد العددين مائتان وعشرون، والآخر مائتان وأربعة وثمانون، ومعنى المتحابة أن أجزاء كل واحد التي فيه من نصف وثلث وربع وسدس وخمس وأمثالها، إذا جمع كان مساوياً للعدد الآخر صاحبه، فتسمى لأجل ذلك المتحابة.))
ثم بعد ذلك خرج بخلاصة مناقشة للاراء المختلفة و رد على الفلاسفة تفريقهم بين السحر و الطلسمات فقال:
وأما الشريعة فلم تفرق بين السحر والطلسمات والشعبذة وجعلته كله باباً واحداً محظوراً 306
يقول القرافي فى الفروق ص 4/ 148 ((أما وقع السحر عند تلفظ الساحر بألفاظ معينة - انظر الى اقوال البوني فى الوثيقة - أو ذبحة بعض الطيور و الحيوانات أو مخاطبة الساحر للكواكب و نو ذلك فسر هذا أن الساحر يرضي الشيطان بأفعال و أقوال شركية كفرية فيفعل ما يريده الساحر أو بعضه من إذائه الناس و ايقاع الضرر بهم و أما دعوى السحرة أن الكواكب لها روحانية تعقل و تفقه فإنه دجل و كذب يبغون من وراءه ستر كفرهم و شركهم.
و يدلك على هذا ان الساحر الذى يزعم أنه يستعين بروحانية الكواكب - كما ادعى البوني ان الاوفاق تستنزل بها الارواح الكواكب العلية فى كتابه شمس المعارف - لا يتحقق مراده إلا إذا أوقد بخورا خاصا - انظر الى نصيحة البوني بإستخدام انواع البخور -، و لبس لباسا خاصا، و ربما تقدمت منه أفعال خاصة منها ما هو محرم بالشرع كالواط و منها ما هو كفر صريح و كذلك الالفاظ التى يخاطب بها الكواكب منها ماهو كفر صريح فينادية بلفظ الالوهية و نحو ذلك و منها ما هو غير محرم على قدر تلك الكلمات الموضوع فى كتبهم))
يقول الغزالي:
أما السحر فهو عمل و كلام قد تداولوه بينهم فى أوقات معلومة و طوالع معروفة و طلسمات مضروبة فإذا أردت أن تولد طلسما يصلح لما تريد، فخذ من كل ثلاثة أحرف حرفا، فإذا اجتمعت لك فى التأليف ثلاثة أحرف من تسعة فهو طلسم يصلح ما تريد فانظر فى الاسطرلاب عند ساعة التأليف، فهو سصلح لما دلت عليه الدقيقة من الساعة و مثال:
أ ب ت ث فتأخذ الجيم، و الثاء أليق عوضا عن الجيم،
ج ح خ خذ اصاد
ص ط ظ خذ العين
يعني جصع فيصير عقربا (إذا تخيلت هذه الحروف مقلوبة يكون شكلها قريبا من العقرب) لتدوير الحروف فضع صورتها على خاتم و القمر فى العقرب تكف خاصيتها عنك أذى النساء، ترمي الخاتم فى الماء فينفع سقياه الملسوع و ترش من مائه على سطح لمبغض أو طريقة أو داره فإنه يستضر من سنة. سر العالمين 2/ 65
و سئل ابن عبد السلام عن الحروف المقطعة فمنع منها ما لا يُعرف لئلا يكون فيها كفر. نقله عنه بن حجر فى فى كتاب الطب فى شرح البخاري
أما وهبة الزحيلى الاشعري فينقل اجماع جمهور العلماء على ان علم الحرف من ابواب السحر حيث يقول فى تفسيرة المنير 1/ 247 و هو يتحدث عن أنواع السحر: -
فرائ جمهور العلماء أن للسحر حقيقة يخلق الله عندها ما يشاء و يرون – جمهور العلماء - أن النفوس الساحرة ثلاثة مراتب: -
الاولي: الموثرة بالهمة من غير آلة أو معين
و الثانية: بمعين من مزاج الافلاك أو العناصر (الماء و الهواء و التراب) أو خواص الاعداد اي حساب الجمل فلكل حرف من الاحرف الهجائية رقم حساب معين.
ثم ذكر بعدها بصفحة واحدة الطريقة التى تنال بها هذه العلوم حيث قال:
((و تنال هذه المراتب بالرياضة و التوجه إلى الافلاك و الكواكب و العوالم العلوية و الشياطين بأنواع التعظيم و العبادة. فهي لذلك وجه سجود لغير الله و الوجهه لغير الله كفر فلهذا كان الساحر كافر)) مع العلم ان هذا الكلام فى اصله تجده فى مقدمة ابن خلدون.
اما صاحب كتاب قصة السحر فيقول ص 25
((هذا النوع من السحر هو سحر الكلدانيين و الكسدانيين كما يقول الفخر الرزاي الذين كانو يسكنون على شاطئ الفرات فى العراق و هم يزعمون أن الكواكب هى المدبرة لهذا العالم، و منها تصدر الخيرات و الشرور و السعادة و النحوس، و قد بعث الله إليهم خليله ابراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم و حاضا لشركهم.
اما محمد محمد جعفر صاحب اكبر كتاب فى السحر فى العصر الحديث فله رآي آخر حول ارتباط هذه الطلسمات بالافلاك و ان هذا مجرد ادعاء يدعيه السحرة لتغطية استعانتهم بالجن و الشياطين.
¥