تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له وذكر ان عبيد الله بن عمرو روى عنه محمد بن بشر عن ابى الزناد الاعرج عن ابى هريرة رضى الله عنه قال ذكر رسول الله الهلال فقال إذا رأيتموه فصوموا واذا رأيتموه فافطروا فان غم عليكم فعدوا ثلاثين وجعل هذا إختلافا على عبيد الله مثل هذا الاختلاف لا يقدح الا مع قرينة فان الحفاظ كالزهرى وعبيد الله ونحوهما يكون الحديث عندهم من وجهين وثلاثة او اكثر فتارة يحدثون به من وجه وتارة يحدثون به من وجه آخر وهذا يوجد كثيرا فى الصحيحين وغيرهما ويظهر ذلك بأن من الرواة من يفرق بين شيحين او يذكر الحديثين جميعا وقد روى البخارى من طريق نافع من حديث مالك بن انس عنه ولفظه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر شهر رمضان فقال لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فاقدروا له لم يذكر فى أوله قوله الشهر تسع وعشرون ولا ذكر الزيادة على عادته فى انه كان كثيرا ما يترك التحديث بما لا يعمل به عنده وأما قوله الشهر تسع وعشرون فرواها مالك من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر ورواها من طريقه البخارى عن عبد الله بن مسلمة وهو القعنبى ان النبى صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه فان غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين هكذا وقع هذا اللفظ مختصرا فى البخارى وقد رواه عن القعنبى عن مالك وهو ناقص فان الذى فى الموطأ يوما لان القعنبى لفظه أن رسول الله قال الشهر تسع وعشرون يوما فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فاقدروا له فذكر قوله ولا تفطروا حتى تروه وذكره بلفظة فاقدروا له لا بلفظ فاكملوا العدة وهكذا فى سائر الموطآت مسبوق بذكر الجملتين ولفظ القدر حتى قال أبو عمر بن عبد البر لم يختلف عن نافع فى هذا الحديث فى قوله فاقدروا له قال وكذلك روى سالم عن ابن عمر وقد روى حديث مالك وغيره عن عبدالله بن دينار عن إبن عمر قال ورواه الدراوردى عن عبد الله بن دينار فقال فيه فإن غم عليكم فاحصوا العدة فهذه والله أعلم نقص ورواية بالمعنى وقع فى حديث مالك الذى فى البخارى كما ذكر ابو بكر الاسماعيلى وغيره أن مثل ذلك وقع فى هذا الباب فى لفظ حديث ابي هريرة ومثل هذا اللفظ المشعر بالحصر ما رويناه أيضا بالاسناد المتقدم الى احمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا شيبان عن يحيى اخبرنى ابو سلمة قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهر تسع وعشرون ورواه النسائى من حديث معاوية عن يحيى هكذا وساقه ايضا من طريق على عن يحيى عن ابى سلمة ان ابا هريرة قال قال رسول الله الشهر يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين فاذا رآيتموه فافطروا فان غم عليكم فاكملوا العدة وجعل النسائى هذا اختلافا على يحيى عن ابى سلمة والصواب ان كلاهما محفوظ عن يحيى عن أبى سلمة لا اختلاف فى اللفظ وقال أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عقبة بن حريث سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله الشهر تسع وعشرون وطبق شعبة يديه ثلاث مرات وكسر الابهام فى الثالثة قال عقبة واحسبه قال الشهر ثلاثون وطبق كفيه ثلاث مرات ورواه النسائى من حديث ابن المثنى عن غندر لكن لفظه الشهر تسع وعشرون لم يزد فرواية احمد اكمل واحسن سياقا تقدم فان الرواية المفسرة تبين ان سائر روايات ابن عمر التى فيها الشهر تسع وعشرون عنى بها احد شيئين اما ان الشهر هذا اللفظ بالمعنى الاول لما فيه من الحصر وقد قيل أن ذلك قد يكون اشارة الى شهر بعينه لا الى جنس الشهر اى إنما ذلك الشهر تسعة وعشرون كأنه الشهر الذى آلى فيه من أزواجه لكن هذا يدفعه قوله عقبه فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فاقدروا له فهذا يبين انه ذكر هذا لبيان الشرع العام المتعلق بجنس الشهر لا لشهر معين فانه قد بين انه ذكر هذا لاجل الصوم فلو اراد شهرا بعينه قد علم أنه تسعة وعشرون لكان إذا علم ان ذلك الشهر تسع وعشرون لم يفترق الحال بين الغم وعدمه ولم يقل فلا تصوموا حتى تروه ولأنه لا يعلم ذلك الا وقد رؤى هلال الصوم وحينئذ فلا يقال فان غم عليكم ولذلك حمل الأئمة كالامام احمد قوله المطلق على انه لجنس الشهر لا لشهر معين وبنوا عليه احكام الشريعة قال حنبل بن اسحاق حدثنى ابو عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير