وإن من الهموم التي لازمتني تحقيق مجموع الفتاوى هذا الذي بين أيدينا، وتنقيحه مما أُلْحِق به، وتصحيح تصحيفات مخلة. ولاشك بأن هذا العمل كبير ومهيب؛ ولكن قيل: الخيبة في الهيبة، وأم الجبان لاتفرح ولا تحزن، فربطت الجاش على الأغباش، وعقدت العزم على ترميم هذا المجموع وتحقيقه، مستلهماً من رب العباد؛ التوفيق والسداد، فخضت البحر الخضم، والموج الأطم، لإخراج نفائس هذا الإمام، وإبرازها للأنام.
وحيث أن هذا العمل كبير للغاية؛ رأيت أن أجعل العمل على مرحلتين:
المرحلة الأولى - وهي التي بين يديك –:
1. قمنا بإخراج الكتاب في خمس مجلدات، وفائدة ذلك: تسهيل حمله لطالب العلم والداعية في حله وترحاله، فترى قسم العقيدة والمكون في الأصل من ثمان مجلدات؛ تراه هنا في مجلد واحد، ولاشك أن في ذلك فوائد يصعب حصرها.
2. قمنا بتشكيل الأحاديث شكلاً كاملاً ما استطعنا.
3. ألحقنا بكل حديث تخريجه (إلاما فات)، وطريقتنا في ذلك ذكر رقم الحديث فقط من المصدر الذي عزا إليه شيخ الإسلام - رحمه الله -، فإن لم يذكر مصدر الحديث عزونا جهد طاقتنا، فإن ذكر مصدر الحديث من طريق لايوجد فيما تحت أيدينا من الكتب المطبوعة؛ ذكرنا رقم الحديث وأشرنا إلى الطريق الموجود في المطبوع.
وأما المرحلة الثانية:
فلتكن مفاجأة للقراء حيث أن فيها من العمل ما لم يكن من قبل، سيسر -بإذن الله- كل محب لعلم هذا الإمام، وسيغنيه عن غيره من كتبه، وهو -بحول الله- عارض ماطر، وليس كبرق خلب،
ولقد شرعت في هذا العمل مع مجموعة فتيه، لا تعرف الكلل ولا الملل، ولا يثنيها عن المعالي الخطب الجلل، في مركز الدراسات والبحوث التابع لدار الأوفياء؛ والتي ارتقت المجد من مرتقاً صعب؛ فأثمرت خير البواكير ... سائلاً الله أن يوفقهم لمعالي الأمور، وإلى الاتقان فيما يعملون.
هذا وإني لألتمس من القارئ الكريم، صاحب الفضل العميم؛ النصح والتكميل عما وجد من خطأ، وأما الكمال فلله ولكتابه، وأما كتب البشر فمهما حبرت فيعز أن تأتي دائماً بالكمال ... وأما من أراد تلمس الأخطاء فلا شك أنه واجدها، ولكن لو تلمس أعشاشه، لما حرم الخير، فإن تأمل العيب عيب، ولا تجازى القروض إلا بأمثالها.
كما أسأل الله الذي وفقني لهذا العمل حتى التمام؛ أن يتفضل علي بقبوله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أفقر العباد إلى الله
وأحوجهم لمغفرته وعفوه ورضاه
محمد بن حسين بن سعيد آل سفران القحطاني
ـ[محمد البحار]ــــــــ[10 - 09 - 05, 10:11 ص]ـ
عذرا على التطفل ..
كتاب الصارم المسلول .. بتحقيق محمد الحلواني وزميله محمد كبير شودري .. بتوزيع دار ابن حزم .. هو من أفضل الطبعات لهذا الكتاب والله أعلم ..
أعلم أنه ليس هذا الموضوع .. لكن لعلي أفيدك معلومة وهي أن المحققين قد أودعا في مقدمتهما .. فهرسا .. أو ثبتا لمصنفات شيخ الإسلام رحمه الله -وهو عمل أثنى عليه الشيخ الفاضل العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد في تقديمه لتحقيقهما ودراستهما قائلا: وقد وردت إلي الرغبة بالنظر في عملهما والتقديم له فرأيت مقدمة للتحقيق حافلة، لو لم يكن فيها إلا عمل ثبت معجمي لمؤلفات شيخ الإسلام رحمه الله تعالى. انتهى من كلامه-، واحتل الثبت الصفحات من (71 - 152) وهو فعلا عمل يشكران عليه وأوردا فيه سبعمائة مصنف ومصنفين وذكرا لكل منهم مكانه و من أين حصلا على اسمه أو عليه ..
وهناك كتاب للشيخ ناصر الفهد رعاه الله ووفقه وأعانه ورفع عنه الكتاب بعنوان: صيانة مجموع الفتاوى من السقط والتصحيف .. وهو كتاب ممتع أفادني كثيرا .. يستدرك السقط والتصحيف في المخطوطات ويذكر أدلته ويصوبه .. وهو لا يتناول غالبا الأبيات التي أوردها شيخ الإسلام ما لم تكن ذات فائدة كبيرة .. كأن تكون استشهادات يقول عنها المحقق أو الجامع: هكذا بالأصل .. مثلا .. فلا يصحها لأنها لا تعدو عن كونها استشهاد بعد العديد من استشهاداته رحمه الله ..
=======
هناك العديد من الشروحات للعديد من رسائل الشيخ .. ربما لو أخذت الشرح المناسب لكل رسالة وبحثت في الشروحات الأخرى وأثبتها على نسختك أو شرحك لكان هذا الأمر طيبا .. وربما أحلت من كلامه على كلام آخر له لأن أفضل التوضيح لكلامه ما وضحه هو بنفسه .. مثل كتاب شرح الواسطية للشيخ خالد المصلح رعاه الله مثلا .. فقد شرحها من كلامه (شيخ الإسلام) وكلام الإمام ابن القيم وكلام العلامة السعدي رحمهم الله جميعا ..
===
ولا يفوتك أن تقرأ سيرة شيخ الإسلام وتقرأ في الحوادث التاريخية التي يتحدث عنها الشيخ .. لتعرف كيف كان إماما لا يفوته الواقع .. وليس منغلقا على ذاته .. بل لتعرف كيف أفتى وكيف امتحن وكيف أوذي وكيف صبر وكيف جاهد وكيف عفا عن مخالفيه من المسلمين!! لترى أخلاقا فقدناها للأسف .. ولو قرروا سيرة الشيخ رحمه الله على طلبة العلم في الجامعات والمعاهد والكليات الشرعية لكان ذلك حسنا والله ..
والله أعلم ..
¥