تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليهم في المطوَّلات؛ لأنَّ هذه المختصرات فيها تأصيل العلم العقدي الذي نَصَره شيخ الإسلام -رحمه الله-، فيها تأصيل أقواله التي نَصَر فيها تأصيل أقواله التي نَصَر فيها مذهب السلف الصالح وعقيدة السلف الصالح ومنهج السلف الصالح -رحمهم الله تعالى- فلابد من استيعاب الواسطية وفهمها لفظةً لفظةً، لابد من استيعاب الحموية، لابد من استيعاب التدمرية، فإذا استوعبت هذه على قدر ما آتاك الله -جلَّ وعلا- من الفهم ويسَّره لك فإنك إذا قرأت بعد ذلك المطوَّلات كردِّه على الرازي أو دَرْء التعارض أو الأجوبة المطوَّلة في الفتاوى كشرح حديث النزول وغير ذلك، فإنك تفهم الكلام لأنه مبنيٌّ على تأصيل ثابت، أما أن تقرأ المطوَّل من كلامه المختصر هذا يحدث في النفس التباساً؛ لأنه لا يمكن أن تقيم أعلى البناء إلا بإقامة أسفله فإذا أقمت الأعلى دون الأسفل كان إما على وشك تهدم أو لم يكن بناءً ().

لهذا شيخ الإسلام رتَّب لك فأعطاك الواسطية، ولمَّا سُئل عن الاعتقاد في الصِّفات كتب الحموية أطول منها وكتب التدمرية. وهي مراحل الواسطية هي الأولى، الحموية التدمرية فإذا ضبطت الواسطية: وهي تشمل معتقد السلف الصالح عامة لكن ليس فيها ردودٌ وليس فيها أقوالٌ للمخالفين وإنَّما فيها الآيات والأحاديث في مسائل الصِّفات وكذلك في مسائل الإيمان، في مسائل القدر ثم الكلام على منهج أهل السنة والجماعة في إنكار المنكر وفي مسائل الإمامة والصحابة وزوجات النبي ?، والكلام على بقية مسائل الاعتقاد العامة.

الحموية: فيها تفصيل أكثر فذكر فيها نقولاً كثيرة عن أهل العلم من السلف في تأييد طريقة السلف، وما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيميِّة. كذلك فيها تأصيل لمذاهب المخالفين كتأصيل لمذهب الفلاسفة من قولهم بالتجهيل وأهل الوهم والتخييل .. إلخ مما فيه تأصيل لكلامه في مصنفات أُخر.

التدمرية: فيها تقعيد للردود وبيان لمسألة الشرع والقدر ومسائل الصِّفات وتأصيل القواعد التي بها يُردُّ على المخالفين، ونقل شُبه أولئك من أصولها ومن جذورها. فإذا أردت أن تفهم المطوَّلات فلا يمكن ذلك مطلقاً إلا بفهم المختصرات، يمكن أن تفهم بعض كلامه لكن يُشْكِلُ البعض الآخر حتى تكثر المُشكِلات والعِلْمُ إنَّما ينبني على تصوُّرٍ سليم من أول لحظة، واحرص كما أوصى بذلك عدد من المشايخ أن لا تدخل ذهنك إلا الصورة الصحيحة للمسائل، سواءٌ كان في العقيدة أو في الفقه، لا تدخل في ذهنك صورة مُشوَّهة، لا تدخل في ذهنك صورة غير واضحة للمسألة فإذا أدخلت صورة فهمتها من بعض الأوجه ولم تفهمها من بعض فربَّما أتت الحاجة إليها فلم تستفد منها وربَّما أتت الحاجة إليها فقررتها على غير طريقة شيخ الإسلام فيما ذكر. إذاً فلابد أن تتصور المسائل تصوراً أول ما ترد عليك وتحرص على أن لا تدخلها ذهنك إلا بوضوح. بعد ذلك تنتقل منها إلى غيرها أما إذا جمعت شتاتاً من المعلومات وشتاتاً من المقروءات دون تأصيل لهذه المسائل فإنك تلتبس عليك هذه المسائل ويحصل كما نرى ونسمع، يحصل التباس.

فبعضهم يجعل مسألة من مذهب السلف الصالح وليس في مذهبه. نعم هو قرأها لكن ما قرأها بتأصيل. يذكر مسألة أن شيخ الإسلام يرى فيها كذا ولكنه يفهمها على غير وجهها يأخذها من المستطردات ولا يأخذها من التأصيلات, يأخذها من الكلام المحتمل دون الكلام الواضح.

كلامه في الاعتقاد: شيخ الإسلام ابن تيميَّة تارة يكون محتملاً لا تأخذ منه تقرير المسألة كما يكون في الاستطرادات الكثيرة وتارة يكون واضحاً جلياً وهذا الواضح والمحتمل إنما تفهمه إذا كنت قد أحكمت المختصرات التي ذكرتُ لك وهي الواسطية والحموية والتدمرية يتضح لك مراداته بكلامه بعد فهم مصطلحات العلوم ولغة أهل العلم كما ذكرتُه لك سالفاً هذا بالنسبة للاعتقاد، وثَمَّ قسمٌ آخر في الفقه الوسائل الفقهية: فكلام شيخ الإسلام في الفقهيات ليس سهلاً وتقريره في مسائل الفروع ليس سهلاً؛ وذلك لأنه جمع في ذهنه أقوال أهل العلم المختلفة، جمع في ذهنه أقوال السلف وأقوال الأئمة المتبوعين -رحم الله الجميع- وجمع في ذهنه الأدلة لهؤلاء وهؤلاء ولهذا نقول: تمَّيز كلام شيخ الإسلام في الفقهيات بالذات بتطويل المسائل، وبكثرة الاستدلال عليها وبتنظيرها فقهياً، وبكثرة التعليل بالقواعد الفقهية وبذكر الجَمْع والفَرْق وهو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير