تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الناظر في الفقه نَظَرَ مُجتهدٍ مُتعمِّقٍ لا يقبل ألبته؛ لأنه يجد أن الترجيح كان بناءً نَظَرٌ في المسألة بانفرادها وهذا ليس نظر مجتهد وليس نظر عالم بل العالم إذا نظر في مسألة باعتبار النظر في الأدلة وباعتبار ما جاء فيها فإنه إذا نظر في مسألة أخرى لا يُخْلِي نظره من كل المسائل التي تلحق بالقاعدة التي تندرج تحتها هذه المسألة التي يريد أن يجتهد فيها ولهذا شيخ الإسلام لا تجد في فتاويه ولا في اختياراته تناقض بين المسائل كذلك المباحث () المذهب الحنبلي اختياراتُه لا تجد يعني فيما عليه المتأخرون لا تجد تناقضاً كذلك في المذهب الشافعي كذلك المذهب الحنفي لأنهم يبنون علمهم على القواعد، تارة يكون في المسألة دليل ضعيف لكن يُقوِّي هذا القول أنه مندرج تحت قاعدة لو قلنا بهذا الدليل فيها لانخرمت القاعدة في نظائر أخرى وهذا يُسبِّب التناقض فمن المعلوم أن الشريعة لا تكون متناقضة في الأحكام المتماثلة كما قررها شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عدة وابن القيمِّ فإنهما قررا أن الشريعة لا تفرِّق بين متماثلَيْن ولا تساوي بين مُفْترقَيْن وهذا مما ينبغي أن يهتم به طالب العلم كثيراً في الاستفادة من كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- في الفقه فإن من طلبة العلم مَنْ ينظر في المسألة بمجردها، ينظر الأدلة ويقول: هذا الدليل صحيح، هذا الحديث إسناده صحيح معنى ذلك يأخذ بالحكم في المسألة وإذا نظر في مسألة أخرى نظر إليها من جهة الأدلة فقط دون بقية ما يُستدُّل به في المسألة وإذا تأملت كلامه وجدت أن أخذه في تلك المسألة بذلك القول يناقض أخذه في المسألة الأخرى بالقول الآخر؛ لأن هذا مبنيٌّ على قاعدة وهذا مبنيٌّ على قاعدة فيتصادم المأخذان وهذا عَيْبٌ لا شك عند الناظر في الفقه لكن لأجل ضعف العلم بالفقه والضعف في علوم الشريعة جميعاً في هذا الزمان لا يحسُّ الناس أعني الخاصَّة طلبة العلم ما يحسُّون بهذا التناقض وهذا من الضعف الذي ينبغي تداركه بالتأمل في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكيف أنه في مسألة يختار قولاً وفي مسألة أخرى يختار القول الموافق لذلك القول؟ وهذا له كلام آخر يطول.

ثامناً: المزية الثامنة من مزايا كلامه -رحمه الله- أنه يطبِّق من كلامه الفقهي ما يُسمَّى عند المجتهدين بعلم الجَمْع والفَرْق لأن المسائل مجتمعة ومتفرقة فالمسائل المجتمعة يُلْحِقُ بالمسألة المتطور فيها الحكم الذي أُعْطِيتُهُ المسألة الأخرى التي تقرر الحكم فيها بالدليل فإذا أتى المجتهد فينظر في المسألة التي اتضح دليلها أو التي اتفق العلماء عليها ونحو ذلك.

كذلك الفَرْق وهو المسائل المشتبهة صورة ولكنها تختلف حكماً هذا ممَّا اعتنى به شيخ الإسلام فلا تجد شيخ الإسلام -رحمه الله- يفرق بين المجتمعات ولا يجمع بين المفترقات في المسائل الفقهية.

هذه خصائص عامة لكلام شيخ الإسلام لابد من رعايتها والنظر فيها حتى تتنمَّى عند طالب العلم مَلكة النظر في المسائل الفقهية وحتى يتدرج في تربية نفسه علمياً في إدراك كلام أهل العلم الفقهي. والناس في هذا الزمن في هذا الأمر أعني في الفقه أخذوا فيه بثوب واسع ولكن التحقيق فيه على طريقة المتقدِّمين قليل قليل.

** الفقرة الثانية من كلامنا: إذا قرأت كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- في مسْألة من المسائل.

فأولاً: ينبغي إذا عَرَفْتَ المسألة التي ستقرأ لشيخ الإسلام فيها أن تراجع كتب المذهب الحنبلي حتى يتم تصور المسألة على الصواب. فإذا تصورت المسألة ومأْخذ المسألة وضابطها في الباب الذي وردت فيه بعد ذلك ترجع إلى كلام شيخ الإسلام وتقرأ فإذا قرأت كلام شيخ الإسلام بطوله وميَّزْت حسب تطبيق الدرس السابق في كلامه في الاستطراد وفي التأصيل والتفريغ ... إلخ تذكر الخلاصة لرأي شيخ الإسلام بعد قراءة المبحث كاملاً هذا أو الخلاصة التي [تستنتجها] لأن من كلام شيخ الإسلام ما تجد أنك لا تخلص معه برأي واضح لكن إذا نظرت وتأملت ربَّما خَلَصْتَ في مسائل كثيرة () إذا خلصت إلى هذا الرأي تراجع في المرحلة الثالثة تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية وما ذكروه من اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وأعني بهم ابن القيِّم -رحمه الله- وابن مُفْلح -رحمه الله- فإن ابن القيم كتبه مشهورة كزاد المعاد وأعلام الموقعين ... إلى آخرها وأما ابن مُفْلح فإنه يذكر كثيراً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير