فيه فسادهم ولهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. ه
"
ـ[السعداوي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:19 ص]ـ
و هذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله
ج - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح:
كأن يقع المسلم في ضيق شديد أو تحل به مصيبة كبيرة ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى فيجب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة. فيطلب منه أن يدعوا له ربه. ليفرج عنه كربه ويزيل عنه همه. فهذا نوع آخر من التوسل المشروع دلت عليه الشريعة المطهرة وأرشدت إليه وقد وردت أمثلة منه في السنة الشريفة كما وقعت نماذج منه من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه حيث قال:
(صحيح) (أصاب الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب [على المنبر 2/ 22] قائما في يوم الجمعة قام [وفي رواية: دخل 2/ 16] أعرابي [من أهل البدو 2/ 21] [من باب كان وجاه المنبر] [نحو دار القضاء ورسول الله قائم فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما 2/ 17] [فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع [وفي رواية: هلك] العيال [ومن طريق أخرى: هلك الكراع وهلك الشاء] (1) [وفي أخرى هلكت: المواشي وانقطعت السبل] فادع الله لنا [أن يسقينا] [وفي أخرى يغيثنا] فرفع يديه يدعو [حتى رأيت بياض إبطه]: [اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا] [ورفع الناس أيديهم معه يدعون] [ولم يذكر أنه حول رداءه ولا استقبل القبلة 2/ 18] و [لا والله] ما نرى في السماء [من سحاب ولا] قزعة (2) [ولا شيئا وما بيننا وبين سلع (3) من بيت ولا دار] [وفي رواية: قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة] [قال: فطلعت من ورائه صحابة مثل الترس. فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت] فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم [وفي رواية: فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت المساء عزاليها (4) [ونزل عن المنبر فصلى 2/ 19] فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا] [وفي رواية: حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله] فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى
(1) الكراع: الخيل الشاء: جمع شاة وهي الغنم.
(2) قطعة من السحاب الصغار المتفرق.
(3) جبل في المدينة.
(4) عزاليها: جمع عزلاء وهو فم المزادة الأسفل وفيه تشبيه غزارة المطر وشدته بالماء الخارج من أفواه القرب المصبوبة.
[ما تقلع] (1) [حتى سالت مثاعب المدينة] (2) [وفي رواية: فلا والله ما رأينا الشمس ستا].
وقام ذلك الأعرابي أو غيره [وفي رواية: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائما] فقال: يا رسول الله تهدم البناء [وفي رواية: تهدمت البيوت. وتقطعت السبل وهلكت المواشي] [وفي طريق: بشق المسافر (3). ومنع الطريق] وغرق المال فادع الله [يحبسه] لنا [فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم] فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا [اللهم على رؤوس الجبال والإكام [والظراب] (4) وبطون الأودية ومنابت الشجر] فما [جعل] يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت مثل الجوبة (5) [وفي رواية: فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة [يمينا وشمالا] كأنه إكليل] [وفي أخرى: فانجابت] (6) عن المدينة انجياب الثوب] [يمطر ما حوالينا ولا يمطر فيها شيء [وفي طريق: قطرة] [وخرجنا نمشي في الشمس] يريهم الله
================================================== ========
(1) ما تقلع: أي ما تنقطع.
(2) أي مجاري المياه.
(3) أي قطع به السير.
(4) الإكام: جمع أكمة وهو التراب المتجمع و (الظراب) جمع (ظرب). وهو الجبل المنبسط ليس بالعالي.
(5) هي الحفرة المستديرة الواسعة.
(6) أي انكشفت.
================================================== ========
¥