كرامة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته]. وسال الوادي [وادي] قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلى حدث بالجود) (1).
ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أيضا (2):
(صحيح) أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون.
ومعنى قول عمر: إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم وإنا نتوسل إليك بعم نبينا أننا كنا نقصد نبينا صلى الله عليه وسلم ونطلب منه أن يدعو لنا ونتقرب إلى الله بدعائه والآن وقد انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس ونطلب منه أن يدعو لنا وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائهم:
اللهم بجاه نبيك اسقنا ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: اللهم بجاه العباس اسقنا لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان
================================================== ========
(1) رواه البخاري وقد أوردته هكذا في مختصري له (1/ 224 - 226 رقم 497) جامعا بين طرقه ورواياته المختلفة الواردة في مواضع شتى وهذا المختصر يطبع تدريجيا وقد طبع المجلد الأول منه وأرجو الله تعالى أن ييسر طبع باقيه ويعجل في إتمامه ففيه فوائد جمة وتعليقات نفيسة لا يستغني عنها طالب علم أو راغب فقه.
(2) رواه البخاري (2/ 398 7/ 62) وابن سعد في (الطبقات 4/ 28 - 29) وهو في (مختصر البخاري) برقم (536).
================================================== =======
الله تعالى عليهم كما سيأتي الكلام على ذلك بشيء من البسط قريبا إن شاء الله تعالى.
ومن ذلك أيضا ما رواه الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى في (تاريخه) بسند صحيح (1) عن التابعي الجليل سليم ابن عامر الحبائري:
(صحيح) (أن السماء قحطت فخرج معاوية بن أبي سفيان وأهل دمشق يستسقون فلما قعد معاوية على المنبر قال: أين يزيد بن الأسود الحرشي؟ فناداه الناس فأقبل يتخطى الناس فأمره معاوية فصعد على المنبر فقعد عند رجليه فقال معاوية: اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الحرشي يا زيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فما كان أوشك أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس وهبت لها ريح فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم).
وروى ابن عساكر أيضا بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود أيضا: قم يا بكاء (زاد في رواية: فما دعا إلا ثلاثا حتى أمطروا مطرا كادوا يغرقون منه).
فهذا معاوية رضي الله عنه أيضا لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لما سبق
(1) وعزاه الحافظ العسقلاني في (الإصابة - 3/ 634) لأبي زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان في (تاريخهما) بسند صحيح عن سليم بن عامر أيضا.
بيانه وإنما يتوسل بهذا الرجل الصالح: يزيد بن الأسود رحمه الله تعالى فيطلب منه أن يدعو الله تعالى ليسقيهم ويغيثهم. ويستجيب الله تبارك وتعالى طلبه. وحدث مثل هذا وفي ولاية الضحاك ابن قيس أيضا.
بطلان التوسل بما عدا الأنواع الثلاثة السابقة:
فمما سبق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وجرى عليه عمل السلف الصالح وأجمع عليه المسلمون هو:
1 - التوسل باسم من أسمائه الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته.
2 - التوسل بعمل صالح قام به الداعي.
3 - التوسل بدعاء رجل صالح.
وأما ما عدا هذه الأنواع من التوسلات ففيه خلاف والذي نعتقده وندين الله تعالى أنه غير جائز ولا مشروع لأنه لم يرد فيه دليل تقوم به الحجة وقد أنكره العلماء المحققون في العصور الإسلامية المتعاقبة مع أنه قد قال ببعضه بعض الأئمة فأجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وحده فقط وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين ولكننا - كشأننا في جميع الأمور الخلافية - ندور مع الدليل حيث دار ولا نتعصب .................. إلخ
الرجاء ملاحظة أن ما بين الفاصلين ====== هو الهامش
المصدر .. برنامج مكتبة الألباني
ـ[أبو عمر]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:57 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا وبارك فيكم
ـ[السعداوي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 03:00 ص]ـ
أخي أبو الوليد
إن شئت أريتك طريقة لفتح المواقع المغلقة في سوريا
ـ[أبو الوليد السوري]ــــــــ[11 - 09 - 05, 02:37 م]ـ
الأخ السعداوي جزاك الله خيراً وأحسن إليك أتمنى أن توضح لي الطريقة