تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ها روت وماروت]

ـ[عادل المامون]ــــــــ[12 - 09 - 05, 02:08 ص]ـ

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخوتي في الله

اريد ان اسال عن ما ورد عن الملكين ببابل هاروت وماروت

وعن صحه الاحاديث التي وردت

في ذلك الموضوع

او اي اثر عن ذلك

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[12 - 09 - 05, 02:50 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

اختلف المفسرون في هاروت وماروت على أقوال متعددة. منهم من اعتمد على الإسرائيليات، ومنهم غير ذلك.

وأرجح الأقوال على أنهما رجلان عاديان اشتهرا بين الناس بالصلاح ولكثرة اشتهارهما بين أهل بابل بالصلاح لقبا بملكين لصلاحهما. إلا أنهما من الفساق، إذ يستتران بسيما أهل الصلاح فيعلمان الناس السحر.

ارجع إلى أقوال المفسرين في ذلك ودع الاسرائيليات من الأقوال.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 05, 07:06 ص]ـ

جزاكم الله خيرا، ولكن القول بأنهما رجلان عاديان أي أنهما ليسا بملكين مخالف لظاهر الآية الكريمة في قوله تعالى (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت)، ولا أظن ان أحدا من مفسري السلف ذهب إلى أنهما رجلان عاديان.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 05, 07:35 ص]ـ

يقول الإمام ابن جرير رحمه الله في جامع البيان (والصواب من القول في ذلك عندي قول من وجه ما التي في قوله: وما أنزل على الملكين إلى معنى الذي دون معنى ما التي هي بمعنى الجحد وإنما اخترت ذلك من أجل أن ما إن وجهت إلى معنى الجحد فتنفي عن الملكين أن يكونا منزلا إليهما ولم يخل الاسمان اللذان بعدهما أعني هاروت وماروت من أن يكونا بدلا منهما وترجمة عنهما أو بدلا من الناس في قوله: يعلمون الناس السحر وترجمة عنهما فإن جعلا بدلا من الملكين وترجمة عنهما بطل معنى قوله: وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه لأنهما إذا لم يكونا عالمين بما يفرق به بين المرء وزوجه فما الذي يتعلم منهما من يفرق بين المرء وزوجه؟

وبعد فإن ما التي في قوله: وما أنزل على الملكين إن كانت في معنى الجحد عطفا على قوله: وما كفر سليمان فإن الله جل ثناؤه نفى بقوله: وما كفر سليمان عن سليمان أن يكون السحر من عمله أو من علمه أو تعليمه فإن كان الذي نفى عن الملكين من ذلك نظير الذي نفى عن سليمان منه وهاروت وماروت هما الملكان فمن المتعلم منه إذا ما يفرق به بين المرء وزوجه؟ وعمن الخبر الذي أخبر عنه بقوله: وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر؟ إن خطأ هذا القول لواضح بين وإن كان قوله هاروت وماروت ترجمة من الناس الذين في قوله: ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فقد وجب أن تكون الشياطين هي التي تعلم هاروت وماروت السحر وتكون السحرة إنما تعلمت السحر من هاروت وماروت عن تعليم الشياطين إياهما فإن يكن ذلك كذلك فلن يخلو هاروت وماروت عند قائل هذه المقالة من أحد أمرين: إما أن يكونا ملكين فإن كانا عنده ملكين فقد أوجب لهما من الكفر بالله والمعصية له بنسبته إياهما إلى أنهما يتعلمان من الشياطين السحر ويعلمانه الناس وإصرارهما على ذلك ومقامهما عليه أعظم مما ذكر عنهما أنهما أتياه من المعصية التي استحقا عليها العقاب وفي خبر الله عز وجل عنهما أنهما لا يعلمان أحدا ما يتعلم منهما حتى يقولا: إنما نحن فتنة فلا تكفر ما يغني عن الإكثار في الدلالة على خطأ هذا القول

أو أن يكونا رجلين من بني آدم فإن يكن ذلك كذلك فقد كان يجب أن يكون بهلاكهما قد ارتفع السحر والعلم به والعمل من بني آدم لأنه إذا كان علم ذلك من قبلهما يؤخذ ومنهما يتعلم فالواجب أن يكون بهلاكهما وعدم وجودهما عدم السبيل إلى الوصول إلى المعنى الذي كان لا يوصل إليه إلا بهما وفي وجود السحر في كل زمان ووقت أبين الدلالة على فساد هذا القول وقد يزعم قائل ذلك أنهما رجلان من بني آدم لم يعدما من الأرض منذ خلقت ولا يعدمان بعد ما وجد السحر في الناس فيدعي ما لا يخفى بطوله

فإذا فسدت هذه الوجوه التي دللنا على فسادها فبين أن معنى: ما التي في قوله: وما أنزل على الملكين بمعنى الذي وأن هاروت وماروت مترجم بهما عن الملكين ولذلك فتحت أواخر أسمائهما لأنهما في موضع خفض على الرد على الملكين ولكنهما لما كانا لا يجران فتحت أواخر أسمائهما

فإن التبس على ذي غباء ما قلنا فقال: وكيف يجوز لملائكة الله أن تعلم الناس التفريق بين المرء وزوجه؟ أم كيف يجوز أن يضاف إلى الله تبارك وتعالى إنزال ذلك على الملائكة؟

قيل له: إن الله جل ثناؤه عرف عباده جميع ما أمرهم به وجميع ما نهاهم عنه ثم أمرهم ونهاهم بعد العلم منهم بما يؤمرون به وينهون عنه ولو كان الأمر على غير ذلك لما كان للأمر والنهي معنى مفهوم فالسحر مما قد نهى عباده من بني آدم عنه فغير منكر أن يكون جل ثناؤه علمه الملكين اللذين سماهما في تنزيله وجعلهما فتنة لعباده من بني آدم كما أخبر عنهما أنهما يقولان لمن يتعلم ذلك منهما: إنما نحن فتنة فلا تكفر ليختبر بهما عباده الذين نهاهم عن التفريق بين المرء وزوجه وعن السحر فيمحص المؤمن بتركه التعلم منهما ويخزي الكافر بتعلمه السحر والكفر منهما ويكون الملكان في تعليمهما من علما ذلك لله مطيعين إذ كانا عن إذن الله لهما بتعليم ذلك من علماه يعلمان وقد عبد من دون الله جماعة من أولياء الله فلم يكن ذلك لهم ضائرا إذ لم يكن ذلك بأمرهم إياهم به بل عبد بعضهم والمعبود عنه ناه فكذلك الملكان غير ضائرهما سحر من سحر ممن تعلم ذلك منهما بعد نهيهما إياه عنه وعظتهما له بقولهما: إنما نحن فتنة فلا تكفر إذ كانا قد أديا ما أمر به بقيلهما ذلك كما:

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف عن الحسن في قوله {: وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} إلى قوله: فلا تكفر أخذ عليهما ذلك) انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير