تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: ولما كان بعد رأيت الشعر لأبي الفتح البستي الشاعر المشهور الذي أكثر التولع بالجناس وقبله:

إن الذين لجهلهم لم يقتدوا * في الدين بابن كرام

قال: فعرفت جودة استحضار بن الوكيل".

ومن الملح التي يحسن ذكرها هنا أن ابن الوكيل هذا هو المعروف بابن المرحل صدر الدين محمد بن الوكيل قاضي الشافعية بمصر.

وهذا الرجل كان علامة في العلوم العقلية وفي اللسان، وهو أحد أعظم أسباب ثناء الكمال ابن الزملكاني في مبتدأ أمره على شيخ الإسلام ابن تيمية [معروف انحراف ابن الزملكاني -عفا الله عنه- عنه بعد].

فقد كان ابن الزملكاني يناظر ابن المعدل هذا فيعجزه لتفوق الأخير في العلوم العقلية ولعدم إلمام الأول بها، فكان يستعين ابن الزملكاني بشيخ الإسلام ابن تيمية فلم يكن أحد يقوم له غيره ذكر ذلك الصفدي وابن حجر وغيرهما. فإذا قام شيخ الإسلام أسكته، وكان ابن المرحل يتدفق في الكلامه، وربما كان الظهور في بعض المسائل له ساعة، ومن ذلك ما يذكر في المناظرة بينه وبين شيخ الإسلام بالكلاسة، استشهد فيها شيخ الإسلام ابن تيمية بعض الحاضرين، فأنشد ابن الوكيل على البديهة:

إن انتصارك بالإخوان من عجب * وهل رأى الناسُ منصوراً بمكسور!

إلا أن بحر العلوم ومفتي القرون ما يلبس أن يبتلع تدفقه.

وقد نقل ابن عبد الهادي وغيره شيئاً من المناظرات الواقعة بينهم، وكان الظهور في ما نقل كله لشيخ الإسلام ابن تيمية.

ثم لما حدثت المناظرات على الواسطية، لم يجد ابن الزملكاني بداً من أن يجتمع مع ابن المرحل، فقاما على شيخ الإسلام فيمن قام، فكان سجنه بمصر، ولعل الإشاعة الذائعة، والكذبة الصلعاء بتراجع شيخ الإسلام وتوبته إلى العقيدة الأشعرية!! [قلت: والتي ما فتأ يزيفها حتى في آخر مؤلفاته].

أقول لعل تلك الإشاعة كان مبتدؤها من ابن الوكيل وآخرون من مقربيه، عفا الله عنهم، فقد شنع ابن الوكيل وغيره بأن شيخ الإسلام قد تراجع عن عقيدته.

ولست أدري هل كان ذلك قبل أن حادثة تزوير خطه التي ذكرها شيخ الإسلام حول الحادثة [وهي موجودة في مجموع الفتاوى المجلد الثالث] فإذا كان الأمر كذلك فلعل ابن الوكيل غرر به ولم يكن هو مصدرها.

هذا وقد ترحم شيخ الإسلام على ابن الوكيل لما بلغه موت، وقال فيه خيراً على الرغم مما وقع بينهما ولم يلتئم. وتلك سجية الشيخ الإمام:

مستريح الاحشاء من كل ضغن * بار الصدر من غليل الحسود

وأخيراً من حق الكبار على العيال أن يترحموا عليهم، فرحم الله علماء الإسلام قديماً وحديثاً، وعفا عن مسيئهم، ورفع درجات محسنيهم، وألحقنا في أعلى الجنات بهم. والسلام

ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:31 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع (الغريب)

هل هناك المزيد حول ابن كرام؟ وهل كان للإمام البخاري رحمه الله رأي فيه.؟

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 05 - 08, 02:26 م]ـ

قولون قولون

ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 02:43 م]ـ

جزاكم الله خيرا

و ابن كرام له أشياء خالف فيها أهل السنة , و قد ذكروا ان الإمام الكبير عثمان بن سعيد الدارمي قد قام عليه و طرده من بلده

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير